بقلم: القس جرجس عوض
حينما الظلم يسود والعدل لايجد مكانه بين الملوك ويسيل دمع المساكين ويطيل ليل العليل حينما تغيب شمس الحرية ويخيم السواد علي مناصب الفساد وتتحول قلوبهم ألي أحجار وتنزع الرحمة والرأفة من الضمائر ويملاء اليأس والفشل قلوب المظلومين والمجروحين ويضيع الحق ويسقط من موازين العدل.
وعلي صوت الباطل علي صوت الحق وظن الباطل انه حق فتكبر وتجبر وتشامخ وظن أن كرسيه اعلي من كرسي ألعلي وجلسوا علي المناصب وسكنوا القصور وسلبوا ونهبوا ومصوا دماء الفقراء وزخروا أموالهم وكنزوا لدنياهم ولم يعلموا انهم يزخرون لأنفسهم غضب ليوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة لهم ونسوا أو تناسوا أن القدير فوق الجميع ومخوف هو الوقوع بين يدي الله الحي وانه فوق العالي عالي وفوق الباطل الحق وفوق الظلم العدل وفوق الظلام النور وفوق الضعيف القوي وفوق المخلوق الخالق والله فوق العرش لا ينعس ولاينام ولا يتغافل عن دم البرئ وصوت المسكين والبائس والعليل والحزين الذي لم يجد معين ولا نصير له بين البشر ورغم طيلة الليل وظلامه الحالك الذي ملئ كل الأرجاء وظن الناس إن الحق تحول إلي باطل والنور إلي ظلام والحياة إلي موت وتلاشي الرجاء وضاع الأمل.
وفجأة قال القدير كلمته وأمر ألعلي يعدله فوضع الرؤساء في الموازين فوجدهم ناقصين وفجأة وبدون توقع أو انتظار أمر الرب أن تشرق نور الثورة ليعدل الله الموازين البشرية المغلوطة فحاول الظالمين أن يقهروا المظلومين الشرفاء وفعلوا متناقضات لا يقبلها العقل وذلك بفتح سجون المجرمين ليملاؤا الأرض ذعرا وفسادا وادخلوا الأبرياء ورجال الثورة السجون.
رجال الأمن والأمان يتحولون إلي بلطجية يسرقون وينهبون ويطلقون الرصاص علي المواطنين فيملاؤا قلوب الناس بالخوف والرعب لكنها كانت شبيه برقصة الطائر المذبوح أي إنها الرقصة الأخيرة وانتصرت الثورة وأشرق نور الحق ومن يستطيع أن يخفي نور الشمس فعلي الظلام ان يهرب ومن يستطيع ان يخفي صوت الحق فعلي الباطل ان يزهق ومن يستطيع ان يتحدي إرادة السماء ومن يستطيع ان يتحدي ألعلي من يقف امام السماء فحول الرئيس إلي مرؤوس والظالم إلي موكوس ومن يسكنون القصور جعلهم في الجحور حتي يعلم الجميع ان ألعلي متسلط علي مملكة الناس يرفع من يشاء ويزل من يشاء وانه ينصب ملوك ويعزل ملوك يقاوم المستكبرين ويرفع المتضعين أنها رسالة إلي كل الرؤساء والظالمين والمتكبرين ومن يحكمهم المنصب والكرسي والي كل المنافقين والمتعصبين ومن يعتلون ألذات ان لم تحاسبوا انفسكم فيوجد من يحاسبكم ولواستطعت ان تخادع كل الناس بعض الوقت فلن تستطيع ان تخادعهم كل الوقت وان استطعت ان تخادع قوانين الأرض فلم ولن تستطيع ان تخادع قوانين السماء فليس هناك من هو فوق القانون والعدل الالهي
راعي الكنيسة المعمدانية مدينة النور