شفيق والقوة الغاشمة
د. مينا ملاك عازر
٥٦:
١٢
م +02:00 EET
الجمعة ١ ديسمبر ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
بعيداً عن إذا كنت أدعم شفيق ضد الرئيس السيسي أو العكس، وبعيداً عن المشتمة التي قام بها الجميع يوم الأربعاء ضد شفيق لأنه اختار الجزيرة لتكون منصته للهجوم على الإمارات التي آوته وحمته من غدر الإخوان ومن معه، بعيداً عن آراءك الشخصية في شفيق في كونه نظام قديم وأن السيسي هو الجديد، مع أنهما إنتاج ذات النظام، وبعيداً عن دعم الإخوان وأصحاب ثورة يناير لشفيق بعد أن كانوا يهاجمونه، ولا أعرف هذا إن كان نكاية في الرئيس السيسي الذي تنكل أجهزته بالأخيرين وتكافح الأولين أو أن دعمهم لشفيق يرجع إلى أن شفيق اختار قطر وقناتها الجزيرة منصة للردح للإمارات، وتوجيه التهم لها بأنها تتدخل في الشأن المصري، وكأن الإمارات تحمي النظام المصري الحالي الذي ارتعشت ركبتيه فور إعلان شفيق ترشحه.
بعيداً عن كل هذا، فلا ريب في أن النظام المصري لا بد وأن يكون قلق من إعلان الفريق ترشحه على منصب الرئاسة في الانتخابات القادمة خاصةً أن كلمته كانت تشير بوضوح لأخطاء وخطايا النظام الحالي من تعاظم الديون الداخلية والخارجية وضغطه على محدودي ومعدومي الدخل، وخاصةً وأن شفيق بالفعل لديه شعبية كبيرة من الانتخابات قبل الماضية التي حصل فيها على ما يصل ل12 مليون صوت، كما أن شفيق أشار لما فشل فيه الحكومة المصرية الحالية من استقطاب مثقفين وعلماء من الداخل والخارج لدعمه، أما شفيق فأشار لذلك من خلال قوله بأن هناك من يساندونه علمياً وثقافياً للخروج من مصر من عنق الزجاجة الموضوعة فيه، ما يجعل النظام المصري يقلق أن الشعبية التي كانت تدعمه قلت بسبب أخطائه وفشله اقتصادياً وضيق الناس من الأوضاع الجارية على المستوى الاقتصادي فالملف الاقتصادي هو الأفشل بين كل ملفات الحكومة المصرية برغم كل المشروعات المبهرة التي نراها، كل هذا وأكثر كان سبب قد يؤديلقلق النظام، هذا إن كان قد قلق فعلاً،وهذا إذا كان صحيح يقدر أخطاءه، ويقدر شعبيته المتراجعة ويقدر قدر خصمه الذي أعلن عن منازلته في انتخابات نزيهة بإذن الله.
بيد أن هذا كل انتهى فوراً فور إعلان شفيق توقيف الإمارات له وكان هذا ممكن يمر لكن ما أوقفه أن أعلن عن هذا من القناة التي يكرهها جل المصريين، وهي قناة الجزيرة الملطخة بدماء المصريين وجيشهم، وهذه الجريمة الكبرى للجزيرة ومن ورائها تليها جريمة التآمر المستمر، وأنها تأوي إرهابيين وتصورهم وهم ينفذون عملياتهم، وخسارة شفيق أرضيته جاءت من اتخاذه من الجزيرة منصة، وهذا يعد قوة غاشمة من شفيق وعدم استخدام الدبلوماسية في التحاور مع قادة الإمارات الذين قد يكونون قد أوقفوه أو قد يكونون أبرياء لكن المهم أن ما فعله شفيق هو ما يعرف بالقوة الغاشمة التي تدمر الأخضر واليابس وتهد ما يدعمها، ومن ضدها وتخرب وتهدم بدون عقل حقاً لقد كان شفيق غشيم حين فعل ما فعل.
المختصر المفيد وقانا الله شر الغشومية في الأفعال والأقوال.