الأقباط متحدون | خشبة عار تحمل افتخار
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٥٥ | الاربعاء ٢٠ ابريل ٢٠١١ | ١٢ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

خشبة عار تحمل افتخار

الاربعاء ٢٠ ابريل ٢٠١١ - ١١: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أكرم نعام هارون

يقول المرنم : لولا الصليب من أنا يا سيدي ....لولاك يا فادي حياتي من أكون ......عندما نذكر الصليب يتأتي لنا في خلدنا فورًا معاني العار والذل والمهانة، فكيف لنا أن نفتخر بخشبة العار التي كانت دومًا في عهد الرومان مصدرًا لتنفيذ حكم الإعدام في المجرمين والمذنبين، والتي كان يتخذها الرومان أداة عقاب للمجرمين والمذنبين وهي من اشد أدوات العقاب عذابًا للمحكوم عليه بالإعدام في ذلك الوقت ....وكيف لنا أن نفتخر بهذه المعاني التي تحمل هذا الكم من العار والمهانة، يقول الرسول بولس في رسالته لكنيسة كورنثوس ( كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فيه قوة الله للخلاص ) .


الطريق للصليب كان حتميًا تسبب فيه الإنسان بخطاياه العديدة، وأول الخطايا كانت خطية أبونا "أدم" الأولي التي عصي بها الله وخرج عن طاعته فاستحق الطرد من جنة عدن، لقد أرسل الله أنبياءه علي مدي الفترة منذ خطية "أدم"، وحتى مجيء المسيح للإنسان لتعليمه وتوبيخه لكن الإنسان هو الإنسان يرجع مرة ويخطئ مرات، فاستحق أن يقول عنّا الكتاب "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله .ليس من يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد" .


لقد كان حكم الله علي الخطية والخطاة واضحًا لا لبس فيه، إن أجرة الخطية هي موت ...ولدى الله لا توجد خطايا صغيرة وأخرى كبيرة فهو قال بوضوح : "من قال لأخيه يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم ".
فالكذب كالشتيمة كالقتل كالسرقة .....يطيب لنا كبشر أن نحاول أن نقلل من هول خطيتنا إذ نفرق بين خطية كالكذب أو الشتيمة وأخري مثل السرقة أو القتل، في تفكيرنا البشري بل وقانوننا الأرضي الوضعي نضع عقوبات وجزاء مختلف لكل ذنب حسب كبره وصغره، لكن فاتنا إن قانون الله السمائي ونقائه الصافي يرفض الخطية وأشباه الخطية، فهو لا يقبل نقطة سوداء علي الثوب الأبيض انه يريدنا ناصعين في بياضنا القلبي والروحي، لذا فان الله اعتبر مخالفة أبونا "أدم" بقعة سوداء لوثت النقاء الذي أراد الإنسان عليه، ولأن الله عادلاً كما هو رحيمًا فقد اكتفي بطرد الإنسان من جنة عدن، وأصبح الإنسان لا يستطيع رؤية الله أو سماعه فإن رآه يموت لان خطية ادم جعلت الانفصال حتميًا، فيما عدا بضعة أنبياء ورسل بلغوا في سمو قامتهم الروحية درجة عالية فاستحقوا أن يسمعوا صوت الله أو يروه وكانوا هم الطريق أو الكوبري ليرسل الله تعاليمه وتحذيراته للناس، كي يعودوا يتبعوه ويتركوا طريق الشر وكانت ذبائح الخطية تقدم في العهد القديم إشارة للذبيح الأعظم "يسوع المسيح" .


لقد كانت كل الأحداث ما قبل مجيء المسيح تؤكد أن الطريق للخلاص والصليب بات حتميًا في تحقيق أعظم قصة فداء في البشرية، فكان يسوع المسيح وكان الصليب .

إننا لا نفتخر بخشبة العار – الصليب – ولكننا نفتخر بالمصلوب الذي أحبنا وبذل نفسه فداء لأجلنا، ولكننا على يقين انه قام ....بالحقيقة قام وهزم سلطان الموت لذا نفخر بمن صلب وتألم ومات معطيًا خلاصًا مجانيًا أبديًا، فزالت كل الحواجز واهدم السور بين البشر والله، وأصبحوا يستطيعون سماع صوت الله مرة أخرى بل منهم من يراه رؤية واضحة، وهذا كله حسبما تعلو قامة والدرجة الروحية لكل منا في علاقته بينه وبين الله ...يقول الرسول بولس في رسالته للعبرانيين (وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة لقدس الأقداس فوجد فداء أبديًا).


إن الصليب بات رمزًا لأعظم قصة حب وفداء عرفتها البشرية .....أصبح فخرًا لي كمسيحي ورمزًا للمسيحية أن أعلن بملء الإيمان والقوة انه لولا موت يسوع علي الصليب، ما فتح الطريق للقضاء علي خطايا الماضي والحاضر والمستقبل للبشرية كلها، لقد أصبح الطريق للمضي قدما في أتباع تعاليم المسيح بدون الاحتياج لذبائح العهد القديم ...يكفي أن آتي إليه معلنًا توبتي ويقيني بأن خطاياي قد سترت في دم المسيح الغالي الثمين فلأن ذبيحة المسيح ليست بالذبيحة العادية، فهي أعطت فداءً أبديًا للبشرية فذبيحة المسيح في العهد الجديد أكملت الشريعة والناموس في العهد القديم، ولم تنقضه بل تممتهما وحققت النبوات عن صلب وموت وقيامة المخلص .
قصة الحب العجيب قد تجلت في الصليب قد رواها لي حبيبي ساعة الصلب الرهيب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :