كيف نعالج الصحة المريضة فى مصر؟!
مقالات مختارة | بقلم خالد منتصر
السبت ٢ ديسمبر ٢٠١٧
وصلتنى تلك الرسالة القصيرة المهمة من د. سامح مرقس، أستاذ الأشعة بالمملكة المتحدة، الذى لديه رؤية متكاملة لإصلاح حال الطب والصحة فى مصر، الخطة موجودة وقدمها مراراً وتكراراً ولا من مجيب، دق على كل الأبواب والآذان صماء والطناش شعار المرحلة، هو يطلب لقاء الرئيس السيسى شخصياً، لأنه ونحن معه نعتبر أن قضية الصحة أمن قومى، وليس بمجرد مشروع ورقى اسمه التأمين الصحى ستنجح منظومة الصحة، فمن الممكن بل من المتوقع حين تخرج الفكرة من الورق إلى الشارع تفشل وتخفق.
يقول د. سامح: حتى الآن لا يوجد مشروع متكامل لتحسين الخدمات الصحية فى مصر، ومن أهم أسباب تراخى الحلول وانعدام رؤية شاملة للإصلاح هو تفكك مسئولية إدارة الصحة فى مصر بين أجهزة متعددة تشمل وزارة الصحة، وزارة التعليم العالى، وزارة الخدمات الاجتماعية، وتصارع مصالح بين النقابات والحكومة بدون تركيز كافٍ على حقوق المريض، نهتم ببناء مستشفيات حديثة ونغفل عن تحسين العامل البشرى فى إدارة المستشفيات وتقديم الخدمات العلاجية، نهتم ببناء مراكز تخصصية جديدة بتكلفة عالية على حساب الاحتياجات الكثيرة المهمة لصحة المواطن، بعض هذه القرارات مدفوعة فى كثير من الأحيان بمصالح مهنية، تقدم عالم التخطيط الصحى الخبير العالمى الدكتور سمير بانوب بمشروع متكامل لإصلاح المنظومة الصحية فى مصر مع مشروع قدمته لتنظيم أحوال الأطباء فى مصر من ناحية التدريب، تراخيص مزاولة المهنة، معايير ممارسة الطب ومحاسبة الأطباء المخالفين لقيم مهنة الطب مماثل للنظام البريطانى الذى مارست الطب فيه لما يقرب من أربعين عاماً كإخصائى، رئيس قسم وأستاذاً جامعياً، حتى الآن لم تتم مناقشة جدية للمشروعين على الرغم من محاولات عديدة خلال السنوات الماضية منى ومن الدكتور سمير، وعدم تلقى تعاون كاف من وزارة الصحة، على الرغم من قرار دولة رئيس الوزراء بدراسة الاقتراحات التى قُدمت، وأيضاً عدم اهتمام جدى من لجنة الصحة فى مجلس النواب، هناك فرصة حقيقية لإصلاح هذه المنظومة المهمة، توجد حلول مجربة وتم نجاحها ولكن لسبب ما نحاول اختراع العجلة من جديد، ويوجد تمسك غير صحى بالأساليب القديمة التى فشلت فى تقديم إصلاح جذرى لمؤسسة تهم كل مواطن مصرى.
نقلا عن الوطن