الأقباط متحدون - الانتخابات الرئاسيـة
  • ٠٩:٥٦
  • السبت , ٢ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الانتخابات الرئاسيـة

مقالات مختارة | د. عماد جاد

٥٦: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ٢ ديسمبر ٢٠١٧

د. عماد جاد
د. عماد جاد

الانتخابات الرئاسية فى مصر بدأت تدخل مرحلة مغايرة تماماً بعد إعلان الفريق أحمد شفيق نيته الترشح فى هذه الانتخابات، لاسيما بعد الجدل الذى أحاط بإعلان الفريق نيته فى الترشح، فهو من ناحية خص وكالة «رويترز» بالخبر، وهو من ناحية ثانية سجل تقريراً يتهم فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بمنعه من السفر، كما أن التقرير الأخير أخذ طريقه إلى قناة الجزيرة التى وضعت اللوجو الخاص بها على التقرير ليبدو وكأن الفريق قد بعث به لهذه القناة المعادية لمصر والمصريين، وقد أدى ذلك إلى حالة شديدة من البلبلة فى مصر مساء أول أمس وحتى ساعات الصباح الأولى، فقد سارع فريق من المصريين نتيجة حبهم للرئيس عبدالفتاح السيسى ورفضهم أن يترشح الفريق أحمد شفيق فى مواجهته، إلى كيل الاتهامات للفريق بل ومعايرته بالهروب إلى الإمارات، وهناك من اتهمه بالتعاون مع قطر وتركيا وقناة الجزيرة المعادين لمصر، كالوا هذه الاتهامات للفريق أحمد شفيق من قبل أن تتضح لهم الحقائق، لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث والتحرى، وقام عدد من راقصى الإعلام بالهجوم على الرجل تطوعاً، متصوراً أنه بذلك يخدم الرئيس السيسى. هناك فريق ثانٍ من المصريين الذى وقفوا إلى جانب الفريق شفيق فى انتخابات 2012 ودعموه وساندوه فى مواجهة مرشح الجماعة الإرهابية باعتباره الأمل والمنقذ من حكم المرشد، وحصد الرجل 12 مليوناً من أصوات المصريين، وهؤلاء كانت صدمتهم شديدة ليس فى إعلان الفريق ترشحه بل بسبب نشر بيانه على قناة «الجزيرة»، منهم من صدق أن الرجل تواصل مع الجزيرة وبذلك يكون قد تواصل مع ألد أعداء الشعب، ومنهم من لم يصدق مردداً أن هناك شيئاً ما خطأ فى الموضوع، ومما زاد من حيرتهم أن بعض الإعلام شن هجوماً كاسحاً على الفريق من أجل اغتياله سياسياً، متصوراً أنه بذلك يقضى على فرصته فى الانتخابات المقبلة، ومن ثم فهو بذلك يخدم الرئيس عبدالفتاح السيسى. هناك فريق ثالث من أنصار الجماعة وحلفائها فى الداخل والخارج، من يكرهون النظام الحالى، بل ويكرهون مصر والمصريين، وقد وجدوا فى الحدث وتعاطى بعض وسائل الإعلام المصرية معه فرصة سانحة للشماتة والتأكيد على الانقسامات التى تضرب فريق 30 يونيو الذى يسمونه بالانقلابى ومن ثم احتفوا بكل ما جرى.

فى تقديرى الشخصى أن الفريق أحمد شفيق ابن المؤسسة العسكرية والقائد الأسبق للقوات الجوية المصرية، شخصية وطنية محترمة لا يمكن المزايدة عليه أو على تاريخه الوطنى، امتلك شجاعة خوض معركة الانتخابات الرئاسية أمام جماعة الإخوان، ورغم أنه كان آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك إلا أن نصف الناخبين الذين صوتوا فى هذه الانتخابات اختاروه كمنقذ لهم من جحيم حكم المرشد والجماعة، فقد كان خيار القوى المدنية عامة ما عدا الفوضويين وكارهى مؤسسات الدولة.

الفريق أحمد شفيق قامة وطنية، وعودته إلى البلاد فيه إثراء للحياة السياسية، يمكن أن يطور حزبه السياسى ويوفر إطاراً للتعبير عن رؤى ووجهات نظر ويطرح برامج بديلة، كما أن ترشحه فى الانتخابات الرئاسية سيعطى زخماً قوياً لها، فلن يكون الرجل «كومبارس»، كما أنه لن يخوض الانتخابات للشهرة، وسيعطى قيمة كبرى للانتخابات لأنها ستكون منافسة بين مرشحين ينتميان للمؤسسة العسكرية، لكل منهما إنجازاته وخدماته للبلد فى المجالات التى عمل فيها، وننتظر من كل منهما برنامجاً متكاملاً يطرح على الشعب فيختاره من يكون أكثر إقناعاً له، باختصار عودة الفريق أحمد شفيق إلى أرض الوطن مكسب كبير، وخوضه الانتخابات مكسب لعملية التحول الديمقراطى التى تمر بها البلاد.

كلمة أخيرة للمطبلاتية: ارفعوا أيديكم عن هذا الموضوع فالفريق أحمد شفيق أكبر من نفاقكم، والرئيس السيسى ليس فى حاجة إلى تهريجكم، وإلى كل الجهات المشرفة على الإعلام فى بر مصر: أوقفوا موجة مقبلة متوقعة لسب الفريق أحمد شفيق والإساءة إليه نفاقاً ورياء.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع