بقلم: أيمن حنا
حينما تنظر إلى الدول العربية تجد أن معظم أنظمة الحكم فيها هي انظمه ديكتاتوريه قمعيه تقوم على أساس بوليسي أو مخابرتي تتصف بحكم الفرد بما له من سلطات مطلقه تجعله من أنصاف الالهه وبالرغم من أن- تلك الأنظمة الديكتاتورية تتعارض مع الديمقراطية التي تعنى أن الشعب يحكم نفسه بنفسه وان تكون هناك دولة مؤسسات وليس دولة أشخاص – إلا انه تجد أن الاستقرار متوفر في تلك الدول التي تحكمها الديكتاتورية واعني بالاستقرار هو الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي,
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هل الديمقراطية تتعارض مع الاستقرار في تلك الدول وحينها يصدق قول بعض رموز نظام الحكم السابق بأن الشعب المصري غير مؤهل أو مهيأ للديمقراطية ؟
أم أن عدم تعود تلك الشعوب بما تحوى في طياتها من تنوع ثقافي وفكري وديني وطبقي على لغة الحوار وتبادل الآراء واحترام الأخر ومن هنا يبدأ الصراع كنتيجة طبيعيه ويغيب الاستقرار في ظل هذا الصراع
والأصل في هذا التنوع الديني والطائفي والثقافي والطبقي والفكري هو تنوع طبيعي صحي يهدف في نهاية الأمر إلى التكامل والإثراء وليس إلى الصراع و الإقصاء
وهذا لن يتأتى إلا بإرساء وتعميق ثقافة ولغة الحوار التي امتاز الله الإنسان على بقية المخلوقات حيث خلق له العقل المفكر واللسان المحاور
والحوار هي من بديهيات الديمقراطية التي تستمع إلى كل الآراء باحترام واهتمام وتأخذ برأي الأغلبية وهو ما يتعارض مع الديكتاتورية التي لا تستمع إلى كل الآراء وبالتالي يكون رأى الأقلية الحاكمة هو السائد والمهيمن
والغريب أن كل القرارات الصادرة من تلك الأنظمة الديكتاتورية والتي لا تعبر عن ا راء الأغلبية هي دائما في مصلحة واستقرار الأغلبية من وجهة نظر الديكتاتورية
هل سيأتي اليوم الذي نجد فيه دولة عربيه تعيش استقرارا امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا على خلفية الديمقراطية المبنية على حوار وقرارات الأغلبية