بقلم: مايكل مجدي
توقفت للحظة للتفكير الجدى عندما رأيت لافته كبيرة معلقة فى أكبر مناطق حى شبرا إزدحاماً وكانت دعوة من جماعة الإخوان المسلمين لمؤتمر شعبى وسبب توقفى هو تعجبى هل بدأ الإخوان الحرب البرلمانية بهذه السرعة ؟!؟ وقلت ربنا تحرك جزئى فى حى شبرا وفى نفس اليوم اصتدمت مع شاب كان يقوم بتوزيع دعاوى للقاء آخر للإخوان فى حى إمبابه وهنا قلت لنفسى أنه تحرك جماعى كبير وحراك شامل ، فقررت أن اذهب إلى مؤتمر الإخوان المنعقد فى شبرا ، وما حمسنى أكثر هو عنوان المؤتمر وكان " من نحن ... وماذا نريد " وذهب فى الميعاد بالتمام.
وكان أبرز الحاضرين هو الأستاذ صبحى صالح عضو مكتب الأرشاد والمشارك فى وضع التعديلات الدستورية والتى تم الإستفتاء عليها سوف اسرد بعض النقاط التى تقدم بها الأستاذ صبحى وأعلق فى النهاية عليهم جميعاً :
1. بدأ الأستاذ صبحى صالح حديثه عن دور الإخون فى الثورة وكان يجيب على قول البعض أن الإخوان لم يشاركوا فى الثورة فى بدايتها ولكنهم جائوا ليركبوا الثورة بعد أن انتصرت على إرادة النظام وقال أن الإخوان كانوا موجودين منذ البداية ولكن فى صفوف باقى التيارات وليس بكتلة الإخوان مثل الجمعية المصرية للتغيير وحركة 6 أبريل وغيرها.
• وأنا أعتقد أن هذا التصريح هو إعتراف ضمنى بعدم مشاركة الإخوان وذلك بدخولهم تحت غظاء باقى الجهات والقيام بمهاجمة النظام ويكونوا أبرياء مما يحدث لو فشلت الثورة ويتحمل باقى التجمعات نتائج إنتقام النظام وإذا نجحت الثورة يخلعون أقنعتهم ويعلنون هويتهم الحقيقية وهذا ما حدث بالفعل فى تقديرى الشخصى ، فرحلتهم كلها كذب وتضليل فكيف نثق فى وعودهم للشارع المصرى والأقليات ؟!؟
2. ثم فتح باب الأسئلة من خلال الورق وقرأ ورقة تسأل عن مصدر دعم جماعة الأخوان المالى للصرف على الجماعة بمثل هذا القدر الكبير من الوفرة ؟ فأجاب من فلوسنا ومن تجاراتنا فنحن لا نستقبل أى أموال من الخارج لكن كلها بالدعم الذاتى ، فرد عليه صاحب السؤال شفاهتاً قائلاً أنت مجاوبتش على السؤال برده فأنفعل الأستاذ صبحى وقال " هو أنت يبقا معاك فلوس وأحنا لأ ليه ؟ حد قالك أن الإخوان شحاتين ؟ كله من حر مالنا ومتنساش بركة ربنا لينا " فهتف الجمع الهتافات الإسلامية المعتادة ظافرين بفصاحة أستاذهم.
• وهو بذلك لم يجب عن السؤال أو ربما يستخدم مبدأ التقية الإسلامى المعتاد حتى يتمكن من تحقيق أغراض الجماعة وينطبق شرط حالة الحرب فى حالة الإخوان هذه وبالتالى الكذب حلالاً شرعاً عملاً بمبدأ التقية والله أعلم.
3. وأنتظرت حتى جاء دور الأقباط فى الحديث عنهم ، وقال أنهم سيأخذون حقهم فى الأشتراع لشريعتهم وعليهم المشاركة فى حقوقهم المدنية ، وهو كلام جميل الصورة مبهم المضمون ولا توجد أى ضمانات على تطبيقه فلم يتطرق لحق بناء الكنائس وحق تغيير الديانة والرده وحق الدعوة المسيحية ( التبشير ) أليست هذه حقوق ؟!؟ هل سيعطى الإخوان هذه الحقوق العادلة لأصحابها ؟!؟.
4. وبالطبع ناب السلفيين من الحب جانب حتى غازلهم الأستاذ صبحى بقوله عنهم أنهم أخوة لهم وحتى لو كان لهم أخ عنيف قليلاً فأنهم سيقبلوه ويضموه لهم ، وهذا ما حدث ظاهرياً فى التحالفات السياسية وظهر لمحه منه فى الأستفتاء.
• وإننى فى الواقع أتعجب جداً من هذا الموقف فكيف يحدث توافق بين جبهتين يختلفون فى الأهداف والوسائل المتبعه للوصول لهذه الأهداف فمع أول قرار سوف يحدث صدام شديد بين الجبهتين.
5. تحدث الأستاذ صبحى بكلمات تملئها البراءة عن أن ليس وسط الإخوان مرشح لرئاسة الجمهورية وحتى الأنتخابات البلمانية فسيكتفون بثلث المقاعد رغم قدرتهم على الفوز بالأغلبية.
• وقد تركت هذه النقطة إلى نهاية مقالى لأظهر ما فهمته واتوقعه من خطة للإخوان ، فأتصور مكتب الأرشاد مجتمع وتم فتح كل الأوراق وكل التوقعات وكانت كل المؤشرات تشير لدخول مصر مرحلة صعبة جداً إقتصادياً ( الإنهيار الإقتصادى بسبب الثورة وما تبعها من تخريب ) ووعى سياسى ( وخصوصاً الخوف من التيار السلفى ) ، ورغم نجاح الإخوان جماهيرياً وأعتقد أنهم القوة الأكبر حالياً على المستوى التنظيمى والجماهيرى أيضاً ، وخوفاً من تحميل الإخوان عواقب الإنهيار الإقتصادى خارجياً وأيضاً خوفاً من الضغوط الغربية فقرروا الدخول بثلث البرلمان فقط لضمان مسك العصا من النصف حيث سيورطوا كل القوى السياسية التى على الساحة فى حل مشاكل مصر والإستعانة بكل الأحزاب والمراكز السياسية وفى نفس الوقت سوف يسكنوا السلفيين وفى الخلفية يقوم الإخوان بالحشد على المستوى الجماهيرى ويسقطوا الرئيس ويستبدلوه برئيس إخوانى 100 % بعد الإستقرار و سكون الأوضاع وأعتقد أن ذلك يستغرق 4 – 6 سنوات أى حتى الفترة البلمانية القادمة والرئاسية القادمة ، وفى هذه الفترة سيقوم الإخوان بمد جسور سرية للتعاون مع القوى الإسلامية مثل السعودية أو إيران أو تركيا ، خطة قوية جداً وخطيرة ، هذا ما حدث وهذا ما فهمته واتوقعه والله أعلم.