الأقباط متحدون - الفن ليس خطيئة لكى نتوب عنه
  • ١٠:٠٦
  • السبت , ٢ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الفن ليس خطيئة لكى نتوب عنه

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٥٣: ٠٩ م +02:00 EET

السبت ٢ ديسمبر ٢٠١٧

خالد منتصر
خالد منتصر

 بعد وفاة النجمة المحبوبة الفنانة الجميلة والمطربة الرائعة شادية، لاحظت اتجاهاً ملحاً ضاغطاً على بعض الفضائيات وصفحات السوشيال ميديا يروج لتوبة شادية ويقدّمها كشادية التائبة، لا الفنانة، إلحاح متعمّد ومقصود على نشر صورتها بالحجاب وأسفلها مكتوب الفنانة المعتزلة شادية، وخناقات واستنكارات على وسائل التواصل الاجتماعى لمن ينشر صورتها دون حجاب، مع عبارات من قبيل راعوا حرمة الموت وبلاش تنشروا صورتها دون حجاب، بلاش فضائح وماتكشفوش شعرها.. إلخ، وخرج فنانون كثيرون بقيادة الممثل حسن يوسف، يتحدّثون عن توبتها، وأنها كانت تعتبر فلوسها حراماً، وأن «الشعراوى» أقنعها بتجنيب جزء لتصرف منه على نفسها والتخلص من باقى ثروتها بالتبرعات، وتقمّص «يوسف» فى خطبته العصماء على الفضائيات دور الواعظ الزاجر وأضفى مسحة ميلودرامية على المشهد وتحدّث عن لحظة الغسل للميتة شادية التى ستصرخ «وافضيحتاه»، ثم فى القبر ستصرخ «واوحدتاه»!!، وتحدث «يوسف» عن دور زوجته شمس البارودى فى هداية شادية!!،

ولم يُكمل حسن يوسف حكايته ويبرّر لنا لماذا عاد هو شخصياً إلى التمثيل مع غادة عبدالرازق؟، وهل كانت زوجته شمس البارودى لا تعلم بهذه الخطوة حتى تقوم بدور الهداية معه، الذى لعبته مع شادية من قبل؟!، هنا عدة نقاط أحب أن أوضحها وسط هذا اللغط، لنخرج من حالة هيستيريا الدروشة التى تنتابنا، خصوصاً بعد رحيل أحد النجوم، وللأسف يشارك فيها فنانون المفروض أنهم يحترمون ويعشقون هذا الإبداع الساحر بدليل أنهم يمارسونه، أولاً الفن ليس خطيئة لكى تتوب عنه شادية، وهى نفسها فى حواراتها العامة والخاصة لم تتنكّر لهذا الفن، بل افتخرت به وبدورها فيه، وكانت سعيدة بمشاركاتها، سواء التمثيلية أو الغنائية، وقرار اعتزالها قرار شخصى له اعتبارات نفسية خاصة جداً يعرفها كل من اقترب منها، ولا علاقة له بأن الفن نجس أو خطيئة، ثانياً نحن جميعاً بكينا وافتقدنا شادية الفنانة وليس شادية الحاجة!، مع كل احترامى لقرار اعتزالها، لكن لو لم تكن شادية فنانة ارتقت بوجداننا طرباً وتمثيلاً وكانت مجرد سيدة تحجّبت ولبست كل طرح وجلاليب الكون الواردة من الصين، هل كانت ستترك تلك البصمة، وهل كنا سنحس بعدها بهذا الافتقاد؟!، نحن بكينا شادية الدلوعة، وشادية فؤادة، وشادية يا حبيبتى يا مصر، وشادية قولوا لعين الشمس، لم نبكِ شادية المعتزلة أو التائبة بلغة ومفهوم حسن يوسف!!، ثالثاً آخر ما أتصوره أن يكون الفنان عدواً لفنه، يتحدّث عن رفاق الماضى وكأنهم ارتكبوا جرماً بممارستهم الفن.

 
الفن سحر وطاقة أمل ونافذة روح ومعلم قيم وسمو نفس وبلسم جروح ومجبر ضمائر ومفتاح خلاص وشفاء سقم وإثراء حياة.. لا يُتاب عنه، بل يُثاب عليه.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع