الأقباط متحدون - الأنبا مكاريوس أربعين عاما من العطاء
  • ١٧:٢٤
  • الثلاثاء , ٥ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الأنبا مكاريوس أربعين عاما من العطاء

سليمان شفيق

حالة

٥٤: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٥ ديسمبر ٢٠١٧

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

 سليمان شفيق

بعيدا عن مقتل الشاويش وعودة الفريق ، وتجاذبات أروقة الحكم والاكليروس  وحروب الفيديوهات "الصغيرة" ، تحتفل ايبارشية المنيا للأقباط الارثوزكس بالعيد الأربعين لرهبنة نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا ، (5/12/ 1978ـــ5/12/ 2017). 

 

كان  يدعي مكرم عياد ..  علماني قدم الي برية شهيت بالروح نحو دير البراموس، ليجسد راهب من القرن الرابع ، بالغ الزهد ..خشن الثياب ،ناعم القلب ، ومن شظف البرية.. سيم راهبا بأسم كيرلس البراموسي ، وتمر عشرة سنوات  اخشوشنت فيهم كفية من العمل ،  وتكحلت عينية من القراءات الروحية ،واندملت أنامله من الكتابة ، وتمكنت ركبتيه من احتضان الأرض للابتهال لسيدة المسيح وأمة العذراء سيم الراهب قسا في 30 يونيو عام 1988، وبعد ثلاثة سنوات أخري من الغربة والزهد والحرية الداخلية سيم قمصا في 9 أبريل عام 2001 ، أي أن رحلة الانتقال من مكرم الي كيرلس قطعها في خمسة عشر عاما تربي فيها كراهب حقيقي ومتفرد ، ذاع صيته كلاهوتي وأديب ومشرف علي بيت الخلوة في الدير ، كان يكتب  في الخفاء ويوقع في تواضع بأسم "راهب من دير البراموس" ، ، وجرت اكثر من محاولة للاشراف علي أديرة في الخارج ولكنة رفض وتمسك بتراب الدير ، لذلك اختارة الانبا شنودة الثالث المتنيح سكرتيرا له في 2003، حيث تمرس علي جدل العلاقة بين البرية والعالم واحتفظ بالبرية داخلة والعالم خارجة ،ومن ثم تعلم من قداسة البابا شنودة الثالث صلابة الموقف ، والقدرة علي أمتلاك الرؤية الرعوية من منطلق وطني ، ولعب ذلك ابلغ الأدوار في ان يقتدي بقداسة البابا شنودة في منهجيتة من 1972 وحتي 1980 ، وتجاوز عن المنهجية البابوية التي سادت في العلاقة مع الحكم من 1985 وحتى الآن ، أي أن يعطي للحاكم حق الحكم دون معارضة من البابوية ، والعكس ، وان يرتضي الأقباط بما يمن عليهم من عطايا وكنائس بالعلاقات وخارج القانون ، وان تحل كل مشاكل التمييز من الحكم او الاضطهاد من الجماعات خارج الإعلام وفي أروقة الأمن ، ومن ثم بدأت مشاكل الأنبا مكاريوس مع أجهزة الأمن لأنة اسقط تلك المنهجية ، وبدأت رياح التغيير تأتي من المنيا ، وانكسر حاجز الخوف وفي تعرية سيدة الكرم تحولت القضية إلي رأي عام وتفضل الرئيس السيسي بترضية السيدة سعاد بنوع من الاعتذار رغم أن المقر البابوي لم يستقبل تلك السيدة حتى الآن ، وصار نيافة الأنبا مكاريوس يجسد صوت أخر مختلف ، وكسب بذلك احترام الحكم وقبول المقر البابوي بهذا الدور وتفويضه بذلك .
 
بعد تنصيب البابا تواضروس الثاني اختاره مشرفا علي مجلة الكرازة ، وصارت الكرازة منبرا مختلفا يحمل تعددية في الآراء .
 
هكذا يكون الأنبا مكاريوس استخدمه الروح في قلب موازين قوي وأراء فصار معبرا عن منهجية "تقدمية" في العلاقة مع الدولة ، ويشبه الحجر الكريم كلما سقط علية ضوء أعطي شعاعا مختلفا ، روحاني ، طقسي، لاهوتي، كاتب ، أديب، وككل الأحجار فهي صعبة المراس لاتنكسر مهما طالت محاولات تكسيرها ، ومن يحاول احتواء احتوائه في قبضته يدمي يديه ، محافظ إيمانيا منفتحا بالمحبة .
 
كل سنة وأنت طيب ايها الأسقف المحارب مهما اختلفوا معك فلن نختلف عليك.