الأقباط متحدون - بومة الليل أم الطائر الباكر: أي نوع من الأشخاص أنتم؟
  • ٠٣:٤٥
  • الاربعاء , ٦ ديسمبر ٢٠١٧
English version

بومة الليل أم الطائر الباكر: أي نوع من الأشخاص أنتم؟

منوعات | رصيف22

٣٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الاربعاء ٦ ديسمبر ٢٠١٧

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ينقسم الأشخاص في العادة إلى فئتين: الصباحيين والمسائيين. ففي حين أن البعض يجد صعوبة في النهوض من الفراش في الصباح الباكر ويبقى مزاجه معتكراً طوال النهار لحين حلول المساء إذ يستجمع قواه ولا تغمض جفونه قبل الفجر، فإن البعض الآخر يستيقظ بحماسة لا مثيل لها ولا يتذمر من المهام الصباحية، بل على العكس يُقدم عليها بحيوية واندفاع، ولكن ما إن يحلّ الليل حتى تتلاشى هذه الطاقة ويصبح النوم هدفه الأسمى.

نجاح، ذكاء، سعادة، نحافة... دعونا نكتشف أهم الفروق الكامنة بين "بومة الليل" و"الطائر الباكر".

النجاح في العمل


في الوقت الذي يكون فيه البعض منزلقين تحت أغطية السرير، فإن البعض الآخر يكون في أوج عطائه.

يتم الربط بين النجاح في العمل والاستيقاظ الباكر استناداً إلى السلوك اليومي لبعض الشخصيات الناجحة، فالرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك ينهض مثلاً عند الساعة الثالثة فجراً لتفقد بريده الإلكتروني والذهاب إلى النادي الرياضي قبل الانغماس في العمل. وليس "كوك" الوحيد الذي يحرص على الاستيقاظ مبكراً، إذ إن الأمر ذاته ينطبق على الرئيس التنفيذي لشركة فيات "سيرجيو ماشيوني" وعلى إندرا نويي، الرئيسة التنفيذية لشركة بيبسي.

بدوره انتمى العالم والكاتب الشهير "بنجامين فرانكلين" إلى فئة "الطير الباكر"، إذ اعتبر أن النوم في وقت مبكر والاستيقاظ الباكر يجعلان الشخص يحقق المزيد من النجاح على الصعيد المهني.

أقوال جاهزة
شخصيات عدة لعبت دور مهم في التاريخ رغم أنها بومة ليلية، كتشرشل الذي دار شؤون البلاد وهو مستلقٍ على سريره

الرئيس التنفيذي لآبل تيم كوك ينهض الثالثة فجراً لتفقد بريده الإلكتروني والذهاب إلى الجيم قبل العمل

وقد جاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن الساعة الرابعة فجراً هي الساعة الأنسب لتحقيق الإنتاجية القصوى، وذلك يعود إلى الصفاء الذهني وعدم الالتهاء بأمور كثيرة مثل تفقد وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة آخر المستجدات التي من شأنها الوقوف في وجه التقدم على الصعيد المهني.

الذكاء و"تفجير" الإبداع


حاول الأخصائي في علم النفس "ريتشارد روبرتس" من جامعة سيدني وباتريك كيلونين من مختبر بحوث سلاح الجو تحليل نسبة الذكاء لدى الأشخاص الصباحيين والأشخاص المسائيين، وذلك من خلال اختبارات الذكاء التي شددت على قياس المعرفة المهنية ( الميكانيك والهندسة)، الرياضيات، القراءة والفهم، إضافة إلى قياس الذاكرة وسرعة المعالجة.

وقد أظهرت النتائج تفوّق الأشخاص المسائيين على الأشخاص الصباحيين في درجات الذكاء. وقد أثارت هذه الدراسة حفيظة شريحة من الناس تعتبر أن الذكاء لا يمكن حصره بفئة معيّنة، فبخلاف ما تؤكده الدراسة هناك العديد من الشخصيات التي لعبت دوراً مهماً في التاريخ بالرغم من أنها تنتمي إلى مدرسة "البومة الليلية" على غرار تشرشل الذي كان يدير شؤون البلاد وهو مستلقٍ على سريره ولا ينهض منه حتى الظهر.

قد تبدو نقطة الذكاء غير منصفة إلا أن الإبداع أحياناً يبلغ ذروته في أوقات المساء حين يعمّ الهدوء والسكينة، ولعل هذا يفسّر قيام بعض الفنانين، وبخاصة الشعراء والرسامين، بالعمل والإبداع حين ينسدل الليل، وهو الوقت الأنسب لتفجير طاقاتهم ومواهبهم.

الشمس والنحافة


خبر سيىء للأشخاص الذين ينتمون إلى فئة "بومة الليل": عدم التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يؤثر على وزنكم ويكسبكم بعض الكيلوغرامات الإضافية.

فبحسب أبحاث قامت بها جامعة نورث وسترن، اتّضح أن الاشخاص الصباحيين الذين يتعرضون للضوء عند الصباح تظهر لديهم نتيجة مؤشر كتلة الجسم منخفضة مقارنة بالأشخاص الذين يستيقظون في وقت متأخر.

تقول الباحثة "فيليس زي" لـ"ساينس ديلي": "الضوء هو العامل الأساسي لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية التي تنظم بدورها الطاقة"، مشيرةً إلى أن الأشخاص الذين لا يتعرضون للضوء الطبيعي في الصباح الباكر يعانون من اضطرابات في التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى زيادة وزنهم، من هنا تنصح الباحثة بالنهوض من النوم بين الساعة ال8 صباحاً والـ12 ظهراً للاستفادة من أشعة الشمس والمحافظة على الرشاقة.

سكّر وكحول


بيّنت دراسات عدة أن الأشخاص المسائيين قد يطورون بعض العادات السيئة كالتدخين بشراهة والإفراط في شرب الكحول، إضافة إلى الإكثار من تناول الوجبات السريعة.

فقد أشارت صحيفة الديلي ميل البريطانية إلى أن الأفراد الذين ينامون في وقت متأخر يطورون عادات غذائية سيئة مقارنة بالأشخاص الذين يخلدون إلى النوم بين الساعة السابعة والحادية عشرة مساء، كما أنهم يستهلكون الكحول والكافيين والسكر بشكل مبالغ فيه.

السعادة


إن الصراع بين متطلبات النهار وتفضيل الليل يجعل الحياة أصعب بالنسبة إلى الأشخاص المسائيين، ويطلق علماء الاجتماع على هذه المعاناة اليومية: social jetlag وهي الحالة التي تصيب الشخص المسائي بعد أن يجبر نفسه على الاستيقاظ في وقت مبكر، فيشعر بالإرهاق طوال النهار خاصة أثناء دوام العمل، مما يؤثر سلباً على مزاجه ويجعله أقل سعادة من الشخص الصباحي.

وهذا الأمر تحدث عنه موقع "لايف ساينس"، الذي أكد أنه في حين أن بعض الأشخاص يتذمرون من الاستيقاظ الباكر، وتبدو وجوههم عابسة طوال النهار، فإن بعض الأشخاص الآخرين يستيقظون بطريقة "سلسة" وهم في العادة أكثر سعادة وارتياحاً من غيرهم، وقد يكون ذلك نتيجة التعرض المبكر لأشعة الشمس التي تعزز الطاقة وتحدّ من خطر الإصابة بالاكتئاب.

كيف تستثمرون وقتكم بشكل صحيح؟
بغض النظر عما إذا كنتم "بومة الليل" أو "الطائر الباكر"، فالمهم أن تستفيدوا من وقتكم إلى أقصى حد وتستثمروا جهودكم بشكل صحيح بغية إنجاز مهامكم على أكمل وجه، إليكم أبرز النصائح التي قد تساعدكم على تعديل ساعتكم البيولوجية لتحسين نوعية حياتكم.

الحصول على قسط كافٍ من النوم: قد يبدو هذا الأمر بديهياً إلا أن النوم من 7 إلى 9 ساعات يومياً سيزيدكم إنتاجية، من هنا حاولوا أن تبعدوا عن غرفكم اللاب توب والهاتف المحمول لكي تناموا بشكل أفضل.

التنظيم والدقة: حاولوا كل يوم أن تضبطوا المنبه بنفس الوقت حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع، فالدقة في الاستيقاظ تسهل مهمة الخروج من السرير.

الاستفادة من أشعة الشمس: شددت بضعة أبحاث على أن الضوء الخارجي هو أكثر ما تحتاجه أجسامنا وبالتالي ننصحكم بإبقاء الستائر مفتوحة قليلاً أو تنظيف أسنانكم على الشرفة.

لا تفوتوا الوجبة الأولى: عندما تستيقظون من النوم لا يكفي احتساء فنجان من القهوة للتغلب على النعاس، إنما يجب تناول بعض الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل البيض، وذلك بغية تزويد جسمكم بالطاقة اللازمة فضلاً عن تحفيز الناحية الذهنية.

ممارسة التمارين الرياضية: لا شك أن التمارين الرياضية تزودكم بالنشاط والحيوية عدا تنمية القدرات العقلية وتنبيه العقل طوال اليوم، فواظبوا على ممارسة الرياضة فور نهوضكم من الفراش.