العالم ينتفض ضد قرار نقل السفارة إلى القدس.. وتحذيرات من الفوضى والعنف
٤٦:
٠٦
م +02:00 EET
الاربعاء ٦ ديسمبر ٢٠١٧
بوليفيا تهدد باللجوء لمجلس الأمن.. والفلسطينيين يستعدون للتحرك الجماهيري
كتب - نعيم يوسف
قرار مرتقب
يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عن خطوات جديدة يتوقع الكثيرون أن تشعل المنطقة بأسرها، وتزيد القضية الفلسطينية تعقيًدا جديدًا، وما أن أفصح الرئيس الأمريكي عن نيته، حتى جاءت ردود الفعل الرافضة متوالية باستمرار.
رؤساء دول الطوق حول إسرائيل
أجرى الرئيس الأمريكي أمس الثلاثاء، عدد من الاتصالات الهاتفية، بكل من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث أفصلح لهم عن نيته بنقل السفارة، وجميعهم رفضوا وحذروا من المزيد من تعقيد القضية الفلسطينية، وتقويض عملية السلام.
فلسطين تستعد للرد
على الصعيد الداخلي الفلسطيني، أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنه تم الاتفاق مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حول خروج الجماهير الفلسطينية للاحتجاج ضد نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، مؤكدا أن هذا القرار سيكون بداية لزمن التحولات المرعبة على مستوى المنطقة والانتهاء الرسمي لعملية التسوية.
"المارينز" تستعد لما قد يحدث
من جانبها عززت فرق مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) وجودها في العديد من السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط، قبل الإعلان المرتقب، معلنة أنه لديها خطط طوارئ في حالة اندلاع أعمال عنف"، كما تم إرسال فرق إضافية من مشاة البحرية الأمريكية إلى عدد من السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط كإجراء وقائي.
تحرك دبلوماسي سريع
وبدأ التحرك الدبلوماسي سريعا، حيث أعلنت بوليفيا، أن هذا القرار "متهورا وخطيرا يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وسيضعف أيضا أي جهد للسلام في المنطقة وسيحبط المنطقة برمتها"، وأنها تعتزم دعوة مجلس الأمن لعقد جلسة علنية في حالة إعلان الرئيس الأمريكى اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل وقراره بنقل سفارة واشنطن إلى هناك.
المغرب يتحرك على أكثر من جهة
وبدأ المغرب في التحرك على أكثر من جهة، حيث تم استدعاء القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأميركية بالرباط، ستيفاني مايلي، على خلفية ذلك، كما استدعت الخارجية المغربية سفراء كل من روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة المعتمدين في الرباط، باعتبارهم أعضاء دائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، وذلك بحضور سفير دولة فلسطين بالرباط، جمال الشوبكي، ووتم تسليمهم رسالة خطية من ملك المغرب، أكد فيها "انشغاله العميق" إزاء هذه الإجراء، كم أرسل العاهل المغربي، بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، أكد فيها أن "المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية".
مصر.. والقرار
على الصعيد المصري، أبلغ الرئيس المصري نظيره الأمريكي، أن هذا القرار سيزيد القضية تعقيدا، ويجب أن يكون الحل شاملا للقضية كلها، كما أجرى وزير الخارجية سامح شكري اتصالًا هاتفيًا، مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أعربا خلاله عن أملهما في أن تتروي الإدارة الأمريكية قبل اتخاذ مثل تلك الخطوة، نظرًا لتداعياتها المحتملة الخطيرة علي الوضع الإقليمي ومستقبل عملية السلام، بينما يتحرك وفد مخابراتي مصري بسرعة ما بين غزة والضفة الغربية للتعجيل بإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية وإجراء المصالحة.
بريطانيا تؤكد: القدس محتلة
أما بريطانيا، فقد رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، إن وضع القدس يجب أن يتحدد في إطار تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكدة أن المدينة القديمة يتعين في نهاية الأمر أن تتقاسمها إسرائيل مع دولة فلسطينية مستقبلية، بينما قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوين سمؤال إن سياسات بلاده تجاه القدس ثابتة منذ زمن، وهي أن القدس الشرقية أرض محتلة.
رفض من مؤسسات دينية في كل العالم
على الصعيد الديني، ناشد زعماء الطوائف المسيحية الرئيسية في القدس، الرئيس الأميركي، إعادة التفكير في قراره، حيث أن "تلك الخطوة ستعني تصاعد الكراهية والصراع والعنف والمعاناة في القدس والأرض المقدسة"، وقد وقع الخطاب كل رموز الكنائس الرئيسية في المدينة، ومنهم بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث والأسقف بييرباتيستا بيتزابالا المسؤول الرسولي للكاثوليك.
وشدد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، على ضرورة الاعتراف بحقوق الجميع في الأراضي المقدسة، فيما أدانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الإنجيلية المصرية، هذا القرار معربة عن تمسكها بالقرارات الدولية في هذا الشأن، بينما حذر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أن هذا القرار "سيفتح أبواب جهنم"، على الجميع في المنطقة، كما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، في اتصال مع نظيره مفتي القدس، على أن مصر تدعم حق الشعب الفلسطيني في القدس.
أوروبا وتركيا
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريح حول هذا التطور قائلا: "مسألة القدس قد تؤدي إلى قطع العلاقات مع إسرائيل"، بينما أجرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، أعرب خلالها عن قلقه من عواقب الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة إسرائيل، كما أعرب وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، عن معارضة بلده لإمكانية اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة إسرائيل، مطالبا واشنطن بالامتناع عن خطوات أحادية الجانب قد تؤجج الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
الكلمات المتعلقة