الأقباط متحدون - مسافة السكة
  • ٠٥:٠٢
  • الاثنين , ١١ ديسمبر ٢٠١٧
English version

مسافة السكة

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١١ ديسمبر ٢٠١٧

 الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

د. مينا ملاك عازر
عبارة مسافة السكة، عبارة اعتاد الرئيس السيسي ترديدها لطمأنة أهل الخليج، أننا بظهرهم، وأننا نساندهم، وأننا ندعمهم في أي أزمة يتعرضون لها، وكان حريص على شرح معناها أنه سيحل في أي مكان به أزمة بمجرد قطع مسافة السكة بين مصر والمكان الذي سيحدث به الأزمة لا قدر الله.

المتابع لسياق الأحداث بالمنطقة يدرك أن الرئيس السيسي أبداً ما طبق تلك العبارة التي معناها استعداد مصر للدخول في حروب لأجل إخواننا الخليجيين بالذات، فالصدام السعودي داخل اليمن لم يشهد تورط مصري اللهم إلا اشتراك البحرية المصرية لتأمين مضيق باب المندب، وهذا حسن لأنه أمن قومي مصري لبقاء قناة السويس مفتوحة، فهي لا ينقصها أزمة جديدة تعصف بما يتبقى بها من دخل بعد نزول سعر البترول لأدنى مستوياته مما سهل على للسفن المرور من خلال رأس الرجاء الصالح متجنبة دفع رسوم المرور من القناة.

الرئيس السيسي أيضاً لم يترك جيشنا يتورط في حروب ضد داعش في العراق ولا سوريا ولم يتورط في حرب ضد النظام السوري بل يكاد يكون دعمه، ما يعني استقلالية قرارنا حتى أنه استفز السعودية في كثير من الحالات وأغضبها.

كما أن عبارة مسافة السكة تكاد تكون تلاشت تماماً بعد تصريح الرئيس السيسي لغسان شربل بجريدة الشرق الأوسط حين قال أنه لا داعي للصدام مع إيران، وكذلك مع حزب الله اللبناني، هذان التصريحان الواردان في تصريح واحد، بهما الكثير من التعبير عن فهم عميق من الرئيس السيسي لعبارة مسافة السكة التي أطلقها، فنحن في عون إخواننا متى كانوا معتدى عليهم، أما وإن كانوا معتدين فلا داعي لأن ننصرهم وهم ظالمين، فلنتركهم يتجرعوا ما يريدون تجرعه وعلينا أن نؤمن أنفسنا من مغبة أفعالهم، وقراراتهم وحروبهم التي يخوضونها.

الرئيس السيسي يعرف قدرات إيران ويستوعب حجم الحرب التي قد تندلع في المنطقة إذا ما تصادمت السعودية وإيران، ولذا لا يرى داعي للصدام مع إيران وهي تكاد تكون قوة نووية وهي التي لا طاقة لأمريكا بها، ولذا أنا أقدره واقدر مواقفه وأقدم له التحية لاحترامه لدماء المصريين وقدرات اقتصادهم.

هذا لا يقلل من قدرات جيشنا أمام الجيش الإيراني، ولكن السؤال لماذا أصطدم معهم وأنا الذي لم أفعلها وهم ضعفاء، وأنا القوي وقت أن ساندوا مقتل الرئيس السادات وسموا شارع سفارتنا آنذاك هناك باسم قاتل الرئيس السادات، لماذا أفعل فعل صدامي الآن وأنا بلا مصلحة معهم في ذلك، لذا أرى أن الرئيس السيسي كان حكيماً حين فعل ما فعله ترامب في القمة الأمريكية السنية حين قال للمجتمعين إيران خطر ورأس الإرهاب، وعليكم أن تحاربونها لن أحاربها، ولن أحارب لكم حروبكم، هكذا رأى الرئيس السيسي الأمر، وهكذا قال، ولكنني متأكد أن الرئيس السيسي لم يزل عند وعده بمسافة السكة لكن المهم أن يكونوا معتدى عليهم، وليس بادئين بالعدوان، وليسوا مستفزين لاندلاع الحرب.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع.