ودق الجرس
بقلم: ماجدة سيدهم
وفجأة.. صاح معلم التاريخ "انتهى الدرس". وقف التلميذ: كيف يا معلمي والسطورُ لم تـُكتب بعد والدرجُ لم يُصعد بعد ولم يُطرح بعد عليك السؤال؟ أمازلنا في أول الدرس بعد؟!هيا اسرعوا فطيور في السماء نـازفة تـُنبئ بإعصار رديء. كيف أرحل ومازال في يدي القلم والألوان؟ كِدتُ أرسم صهيلا يُبعثُ في الميدان وقولك سيدي، خائفٌ يقود أعمى ألآ يسقطـان...! ومات معلم الجغرافيا قبل أن يبوح بأسرارِ التاريخ، أن يزيل وجع التاريخ قبل أن يرسم خريطة للعميان.
- كُف أيها الثرثار فقد حل الإعصارُ في رداءٍ مثقوبٍ من موتٍ وثلجٍ وأرقام.
- سيدي.. منْ الذي يصنع تاريخ الإنسان الحرف أم الأرقام؟
- كف أيها الممتلئ هذيان
- أُطلعك سيدي.. آخر قصائدي الميتة مصابة بمعنى وعنوان تبحث في ذاك المعلم الذي أكلته الغربان عن قاتل الغيمة ليُـسقط كل الفرسان ولماذا؟ "أين أخوك؟ "سؤال بلا جواب– حتى الآن..؟ أجبني معلمي، فالصمت خطيئة، وخطيئة أن يظل السؤال سؤالًا.. دون جواب لمن يحسب هذا الإثم؟ منْ يرفع كأس الفهم عن روح ظمآن..؟! أشر إلى عقلي بالفهم.
- أنتَ لا تجيد الفهم.
- لكني أُجيد فن السؤال، سألني معلم الحكمة كيف أنحني للإله قبل أن أؤمن بالإنسانِ.
- يا بني– جربت ما جربت فوجدت كل الخير أن تصبح صنمًا بلا فهم، بلا آذان، سأعلمكَ فن الاختباء "كن مطيعًا" فابن الطاعة يربحُ الأمان
- وماذا يـنتـفع الإنسان لو آمن نفسه وخسر الفهم؟ ولماذا تكتبُ والحروفُ راحلة وزورق الكلماتِ يذهب وليس له أن يعود؟ لا أحد يسأل، لا أحد يعرف إلى أين تذهب ولماذا لا تعود..؟! هيَّا أيها المقاتل وحدك، العاشق وحدك، فكل الأنهار تجرى إلى البحر والبحر يا بني ليس بملآن.
- سيدي، أخبرني الآن مادام الصمتُ بر الأمان، لماذا تموتُ الأمواج – على الشطآن..؟
- لقد مسك شيطان ولم تعْ الدرس حتى الآن.
- قال معلمُ الأرقامِ نجمعُ، نطرحُ، نحيا ونرحل ولم يـُفهم بعد الامتحان.
- ستدرك آخر الدرس عندما تصلب كما الفرسان مثقوب القلمِ منكسُ العينين، ولن يعرفك حتى الشيطان.
- وجدتها معلمي ما أروع أن أعرف أني إنسان أموت نخلا يهوى الارتفاع، وأمامَ الإعصار لم يرتجف، لم يرحل تاركًا الموت حماقة تـَعبث في الميدان.!... صقيع 2007.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :