الأقباط متحدون - بوتين في الشرق الأوسط
  • ٠٧:٠٤
  • الثلاثاء , ١٢ ديسمبر ٢٠١٧
English version

بوتين في الشرق الأوسط

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٣: ٠٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٧

بوتن
بوتن

د. مينا ملاك عازر

 يخطئ من يعتبر أن زيارة بوتين لمصر هي زيارة فقط لها، لأنه مر علينا بينما هو في جولة شرق أوسطية عبر على تركيا، واستقر بقاعدة بلاده بسوريا،والتقى ببشار الأسد ثم جاء لينهي مساومة طويلة المدى بيننا وبينه، إذ وقع على عقد الضبعة النووي،وشهد مراسم إطلاق المشروع، ووعد أخيراً بعودة حركة الطيران،ويا ليته وعد لتبدأ من الآن ولكن وعده جاء لينفذ من شهر فبراير القادم، ولكوني لا أظنه يخلف وعده في هذه المرة بعد أن أخذ كل ما يريد، لكن وعده وعد مطاطي مجرد وعد بعودة حركة الطيران، وكأنه يؤمن لمشجعي منتخب مصر وسيلة سفر مناسبة لهم، لكن حركة السياحة وهو الأهم لنا ولحكومتنا المديونة والتي تزيد ديونها وقروضها، لم يعد بعودتها وعدا قاطعاً واضحاً.

 

هناك وعد بعودة حركة السياحة الأسبوع المقبل، كن هذا الوعد ما لم يكن بطيران مباشر بين مصر وموسكو أو روسيا عامة، فهو وعد ضعيف مكلف مكبل للسياح وشركات السياحة، ومكبد لهم خسائر هائلة، بوتين يتفقد رعاياه في الشرق الأوسط ويتفقد قواعد بلاده البحرية والجوية بسوريا، رائع ولكن الأروع أنه ساوم وضغط ونفذ ما رمى إليه وحلم به وساوم عليه، أخذ كل ما طلب ونال كل ما أراد.
 
 
ولجنة الطاقة بالبرلمان المصري ستنظر الاتفاقية التي بموجبها سيتم تنفيذ محطة الضبعة النووية التي تم توقيعها، لجنة الطاقة ستنظر ما يخص الطاقة، لكن الاقتصادية هل ستنظر ما يخص 22 عاماً لن تكون هي ولا الرئيس السيسي بموجب الدستور موجودين في السلطة، سنعاني نحن من تسديد خلالها 43 قسطاً، الكلفة الاقتصادية بحسب القرض تسعة وعشرين مليار دولار بفائدة 3% تسدد على 22 سنة، تبدا من عام 2029 تنتهي 2051 ويستمر عمل المفاعل منذ بداية عمله لخمسين عاماً،صحيح أنه من ضمن القرض هذا توفير الوقود النووي ولننبقى تحت رحمة الروس؟ ما إذا أرادوا مساومتنا لأي شيء آخر يساومونا لأن رقبتنا بين ضروسهم، وقد جربنا ضروسهم ليعيدوا السياحة مقابل توقيع العقد النووي.
 
 
خاصةً وأنه إن لم يتم إمدادنا بالوقود النووي سيتحول المفاعل النووي لأكبر متحف وخردة في التاريخ، والمصيبة أنه لن يكون الأكبر فحسب ولكنه الأغلى في تاريخ البشرية. ولا عزاء للأجيال القادمة التي ستجني ثمار فخرنا بأننا أول من أنشأنا لبلادنا المديونة أكبر مفاعل نووي في تاريخها، وأحدث المفاعلات المهم أننا لدينا الفرصة أن نزود بالوقود من أي مكان في العالم متى امتنعت روسيا عن تزويدنا لكن وبشكل عام ولن يكون أحد محتاج لطائرة تزن أكثر من 400 طن وتسير بسرعة أكثر من 150 متر في الثانية أو لصواريخ وقذائف لوقف المفاعل، فقط يحتاج العالم لمنع وصول الوقود النووي لنفخر بالمفاعل ولنفخر بالاتفاقية ولمجلس النواب الذي بالطبع سيوافق عليها، وسلم لي على بوتين في الشرق الأوسط على أمل أن يرد صلاح أفضل لاعب في أفريقيا الزيارة له في شهر يونيو القادم.
المختصر المفيد تحيا مصر.
 
الكلمات المتعلقة