سليمان المنياوي

غادر بوتين مصر بعد رحلة قصيرة أمتدت لعدة ساعات ، المعلن فيها يعكس عربون تفهم لمحبة سابقة ولا يعكس الهدف الرئيسي الذي جاء بوتين من أجلة ، بالطبع للغوص في ذلك علينا ان نعود لاعلام الاخرين من اصدقاء او اعداء .

تناولت صحيفة "برافدا" الروسية، الخميس 14/12زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لمصر أمس الإثنين، متزامناً من إعلانه النصر فى سوريا، وإعلان أمريكا بأن القدس عاصمة لإسرائيل. 

 

قالت الصحيفة فى تقريربعنوان "بوتين فى مصر.. من هو اللاعب القوى فى الشرق الأوسط؟"، إنّ ليس من المصادفة، أن يعلن ترامب قراره حول القدس، بعد يوم من إعلان روسيا الانتصار على التنظيمات الإرهابية فى سوريا، لافتة إلى أنّ كلا الحدثيْن يعزّزان دور روسيا للتقارب مع العالم العربى.

كان أ بوتين قد بدأ زيارتة المفاجئة للمنطقة في 11/12 بالوصول الي قاعدة حميميم العسكرية في سورية ليعلن انجازالقوات الروسية مهمتها في مساعدة الجيش الغربي السوري علي محاربة الارهاب ،ثم توجة للقاهرة.

 

من جهة اخري قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إن "مسألة القدس" تقدمت على "مسألة سوريا" خلال المباحثات التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، وقالت الصحيفة إن أوساط الخبراء تربط قرار بوتين القيام بزيارة إلى مصر وتركيا، بتداعيات قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، وهو قرار يجعل مسألة القدس أكثر حدة.

 

وذكرت الصحيفة أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، مايكل خوروفيتس، وهو خبير معروف في شؤون الشرق الأوسط، قال عبر موقع "تويتر": بعد مضي الأيام المعدودة على إغضاب ترامب للعالم العربي بالاعتراف بالقدس… توجه بوتين إلى المنطقة ساعيا إلى إبراز دوره كحليف يعول عليه.

 

وأضافت الصحيفة: إزاء محافظة روسيا على علاقات متوازنة مع دول العالم العربي الرئيسية والدولة العبرية، يمكن استنتاج أن بإمكانها المساعدة على وأضافت أن العالم العربى ينظر الأن إلى روسيا،كشريك بديل لحل النزاع في الشرق الاوسط عن الحليف الامريكي السابق ـ من وجهة نظرهم ـ الولايات المتحدة الامريكية ، وانتهت الصحيفة بالقول :

 "ووصل بوتين إلى مصر لتعزيز التحالف الاستراتيجى مع مصر، حيث وصفها بالشريك القديم الموثوق به."

علي الجانب الاخرذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، خلال تغطيتها لزيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر، أن مصر باتت تبتعد رويدًا رويدًا عن حليفتها الكبرى الولايات المتحدة، ومستمرة فى سعيها نحو ,توطيد العلاقات

 

الامريكية ،وزعمت يديعوت أحرونوت، أن الرئيس الروسى جاء للقاهرة، بعد أن قررت الإدارة الأمريكية فى شهر أغسطس الماضى، إلغاء جزء من المعونة العسكرية المقدمة لمصر، بحوالى  95,7 مليون دولار، وتأجيل تحويل مبلغ 195 مليون دولار أيضًا، بسبب عدم معالجة مصر لملف حقوق الإنسان، وإنتهاكها للمبادىء الديمقراطية حسب الصحيفة.

 

وتطرقت الصحيفة، أيضًا لقرار عودة الرحلات الروسية لمصر، التى توقفت بعد إسقاط بعض العناصر الإرهابية لطائرة مدنية روسية قبل عامين، ما أسفر عن مصرع 224 شخص ,وهو ما أثر بشكل كبير على قطاع  السياحة فى مصر."

 

اذن لم يكن السبب الحقيقي للزيارة المفاعل ولا السياحة ، فكلا الامرين قد تم الاتفاق عليهما من قبل وقطعت البلدين شوطا كبيرا في المباحثات حولهما بدليل التوقيع علي النفاعل النووي وارجاء التوقيع علي عودة الطيران الي برتوكولات بين الحكومتين المصرية والروسية ، وبالطبع سيتم الموافقة علي عودة الطيران قبل بدأ كأس العالم القادم حرصا علي رواج السياحة الروسية ، وربما لا يعلم كثيرين أن 66% من ملكية شركات السياحة الروسية ملكيات مشتركة مع استثمارات تركية .

لا احد ربط بين تلك الزيارة وبين محور(روسيا ـ تركيا ـ اسرائيل) من جهة وبين ما قد اعلنتة وسائل الاعلام المصرية من قبل حول قمة كانت ستعقد في القاهرة بين (السيسي ـ ابو مازن ـ الملك عبدلله)، ولم يفسر احد لماذا لم تعقد ؟ وماهي اسباب عدم حضور الملك عبدلله ؟ وايضا ما تردد عن تأزم العلاقات مع ابو مازن ؟

 

في نفس التوقيت اسرع ابو مازن الي تركيا ، وأطلقت فصائل فلسطينية صواريخ علي الجانب الاسرائيلي بالطبع غير ذات قيمة سوي محاولة الاجهاز علي التقدم المصري في مباحثات السلام الفلسطيني الفلسطيني من جهة او الفلسطيني الاسرائيلي من جهة اخري ، ولم يربط احد بين كل ذلك واغارة الطيران الاسرائيلي علي مواقع في غزة ، ولا تصريح الملك عبدللة بأن اعتراف العربية السعودية بأسرائيل لن يأتي الا بعد حل القضية الفلسطينية .

 

الخلاصة ان زيارة بوتين للقاهرة تركزت حول دور مصر الاقليمي اكثر من الاوضاع الداخلية ، وأن هناك نية للضغط المصري علي ادارة ترامب عن طريق الغزل المصري ـ الروسي (لاحظ ما كتبت يدعوت احرنوت)، وفي كل الاحوال مصر بين نار ترامب او جليد بوتين ، وحلف رباعي (السعودية الامارات البحرين)غيرمضمون ، ولعل ما حدث في القمة الخليجية والتطبيع مع قطر خير دليل ، الا ان عوامل القوة المصرية ان كل من امريكا وروسيا واسرائيل لاتري ادارو مضمونة وموثوق بها الا ادارة السيسي، وهكذا الكرة في ملعب الادارة المصرية ، اتمني ان نستطيع ادراك اوراق اللعب.