الأقباط متحدون - دعوات المرضى للبابا!
  • ١٠:٤٣
  • السبت , ١٦ ديسمبر ٢٠١٧
English version

دعوات المرضى للبابا!

مقالات مختارة | بقلم سليمان جودة

٤٠: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠١٧

سليمان جودة
سليمان جودة

حين خاطبتُ قداسة البابا تواضروس الثانى فى هذا المكان قبل أيام، طالباً منه حل قضية مستشفى راعى مصر فى المنيا بإشارة من يده، كنت أفعل ذلك لأنى على ثقة من قدرته على الحل.. ولم أكن فى الوقت نفسه منحازاً إلى المستشار أمير رمزى، الذى يرغب فى تشغيل المستشفى وإدارته بعد أن كان قد أشرف على تشييده، ولا أنا منحاز إلى الأنبا يوليوس، أسقف الخدمات فى الكنيسة، الذى يتمسك بتبعية المستشفى إليه!

لم أكن منحازاً إلى هذا ولا إلى ذاك، مع تقديرى للاثنين، وإنما كنت منحازاً ومازلت إلى المستشفى ككيان قائم فعلاً، وجاهز للعمل، ولكنه مغلق لخلاف بين الطرفين ذهب فى مرحلة من مراحله إلى القضاء!

وكان بناؤه قد بدأ أيام البابا شنودة الثالث، الذى كلف ثلاثة بالإشراف على بنائه: المستشار رمزى، والمهندس سمير قزمان، والأستاذ إيهاب فلتاؤوس.. وقد بلغت التكلفة ٢٠٠ مليون جنيه، جاءت كلها من أموال التبرعات، خصوصاً من أقباط المهجر خارج البلد!

وكان الأمل أن يستقبل المستشفى مرضاه من فقراء الصعيد فور الانتهاء من تجهيزه.. فهو يضم كل التخصصات، ولا مثيل له فى الصعيد كله، والمسافة بينه وبين أقرب مستشفى جيدة، تصل إلى ١٨٠ كيلومتراً، وهو يعالج أبسط الأمراض وأصعبها!

وهذا يعنى أنه يجب أن يعمل أولاً اليوم قبل الغد، وليكن بعد ذلك ما يكون.. لأن فتح أبوابه أمام المرضى هو الهدف، أما الخلاف حوله وحول الأحق بإدارته، فهو فى ظنى من التفاصيل التى يمكن التغلب عليها بشىء من الحكمة وشىء من العقل من جانب الطرفين!

وقد جاءنى ردٌّ من مكتب البابا يقول باختصار إن المستشفى تملكه أسقفية الخدمات وحدها، وإن عرضاً تلقاه المستشار رمزى منذ البداية بتشكيل مجلس إدارة له يتولى التشغيل، ويترأسه هو، غير أنه رفض، لأنه يريد الإدارة من خلال مؤسسته: راعى مصر!

والأمر على هذا النحو يشير إلى خلاف بين طرفين، يستطيع البابا فى تقديرى أن يجمعهما أمامه، وأن يخرجا من مكتبه وقد انحلت المشكلة، ثم وقد ذهب خطاب منهما إلى الوزير أحمد عماد يقول إن هذا الكيان الخيرى الكبير فى الصعيد لم يعد عليه خلاف ولا نزاع، وإن منح ترخيص العمل مطلوب وبسرعة، لأن التأخير يمكن أن يكون ثمنه حياة مريض أو حتى مرضى، عاشوا على أمل أن يكون هذا المستشفى هو يد الله تعالى التى تحفظ عليهم الحياة.

إن ذهاب الطرفين إلى القضاء معناه أن كليهما على حق.. قد يكون طرف منهما على حق أكثر من الآخر طبعاً.. ولكن الحقيقة الواضحة أن أى طرف منهما غير قادر دون موافقة الآخر على استخراج ترخيص العمل.. وهذا ما قصدته عندما قلت إن لقاء يجمع بينهما فى حضرة البابا لابد منه، لأنه كفيل بالاتفاق على حل يبتعد بالموضوع عن طريق القضاء الذى يطول بطبيعته لأعوام!

البابا يستطيع أن يجمعهما، وأن يختصر الطريق إلى افتتاح المستشفى فى يوم أو يومين، بدلاً من أن يصل أمام المحكمة إلى سنين.. وعندها سوف يتلقى تواضروس الثانى دعوات الآلاف من مرضى الصعيد بدوام الصحة وطول العمر!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع