الأقباط متحدون - هل من مبارز ؟!
  • ١٥:٠٦
  • السبت , ١٦ ديسمبر ٢٠١٧
English version

هل من مبارز ؟!

مدحت بشاي

بشائيات

٤٥: ١٢ م +02:00 EET

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠١٧

ترامب وزعيم كوريا الشمالية
ترامب وزعيم كوريا الشمالية

 مدحت بشاي

medhatbeshay9@gmail.com

أعرب  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وقال: إن نشوب صراع فيها قد يسبب دمارًا يفوق كارثة تشرنوبيل النووية في عام 1986م."
 
وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألمانية أنجيلا ميركل: "لن أخفي قولاً بهذا الشأن.. نحن قلقون بسبب التصعيد في شبه الجزيرة الكورية لأننا جيران".وأضاف: "وإذا وقع أمر لا سمح الله فإن كارثة تشرنوبيل التي نعلم جميعنا الكثير عنها قد تبدو كقصة خيالية للأطفال مقارنة به.. هل هناك مثل هذا التهديد أم لا؟ أعتقد أن هناك تهديدًا.. أحث الجميع على الهدوء.. والبدء في حل المشكلات التي تراكمت لسنوات عديدة هناك على طاولة التفاوض".
 
على صفحات مجلة الرسالة الجديدة وفي عددها الثالث عام 1954كان للكاتب " محمود تيمور " المقال الطريف الصغير في عدد كلماته ، أستأذن قارئ موقعنا الرائع " المصريون متحدون " اقتباس بعض فقرات منه ، وأترك لقارئنا الرائع حدوتة المقارنة بين ما كتب منذ أكثر من نصف قرن و شكل الصراع الكوري الأمريكي والقياس مع الفارق ..
 
تحت عنوان " هل من مبارز .. ؟ فارس لفارس ! " كتب تيمور ...
كان في الزمن القديم ، تقليد يأخذ به أهل الرأي والحجة والمكانة ، لفض النزاع بين القبائل .. والقضاء على الخصومات .. حين تتأزم بين الدول ، وتنذر بحرب مستطيرة .. كان هذا التقليد يطفئ جذوة النار قبل أن يتوهج لهيبها ، ويمتد شررها ، وتعم ويلاتها الناس أجمعين .. كان هذا التقليد ، يتميز ببساطة مظهره ، ويسر إجراءاته ، مع ما ينطوي عليه من رأي بالغ الحكمة ..
 
ويتلخص هذا " التقليد الحربي " في انه إذا صعب التوفيق بين بلدين متخاصمين ، اجتمع أهل الرأي من البلدين .. وانتخب كل فريق ، زعيماً من الزعماء المشهود لهم بالكفاية الحربية ، وطلبا من الزعيمين أن يتبارزا .. وبعد انتصار أحد الزعيمين تصفية للموقف ، ويُعقد صلح شريف بين البلدين ، يُقر به السلام ..
 
بهذه الوسيلة ، استطاع المجتمع القديم ، أن يتجنب ويلات الحروب ، مكتفياً بدفع زعيمين لا ثالث لهما ، في ميدان المعركة ، مضحياً بواحد منهما أو بهما معاً ، في سبيل حياة الشعوب ..فلماذا لا نطالب باتخاذ هذه الوسيلة البدائية الساذجة ، التي تنطوي على حكمة سديدة ، لندرأ بها الحروب في عصرنا الراهن ؟ ..
 
لماذا لا يخرج مثلاً " إيزنهاور " في الميدان العالمي ، حاملاً سيفه ورمحه ـ أو بتعبيرنا العصري حاملاً قنبلته الهيدروجينية ـ ويصيح مردداً في مكبر الصوت الذري " [ هل من مبارز ؟ .. فارس لفارس ! .. فيبرز له من الشرق " مالنكوف " متحدياً ، يحمل تحت إبطه كرته السحرية الجديدة .. ] فيجولان ويصولان لحظات معدودة .. ثم يرتفع دوي هائل ، يبلغ مسارى الأفلاك في دورتها الأبدية ..
 
وينقشع الغبار ، فلا نجد أثراً لا " لازنهاور " ولا " لمالنكوف " .. وتطل شعوب الأرض من شقوقها ، تستجلي الأمر .. ثم تخرج متهللة فرحة ، يتعانق أفرادها ، ويهنئ الواحد الآخر ، بأخاء وصفاء وسلام .. !
 
انهم لن يقروا نصراً .. ولن يعترفوا بهزيمة .. فلن يجدوا الزعيم الذي يباهب بغلبته على خصمه ..
لقد فتكت بالزعيمين أسلحتهما المدمرة .. لقد تطايرا في الفضاء ذرات تسابق ذرات قنابلهما الذرية .. وكفى الله المؤمنين القتال .. ! " .. انتهى الاقتباس من مقال قديم ، فهل من مبارز ؟!
الكلمات المتعلقة