الأقباط متحدون - الوجه الآخر لصلاح الدين يثير الجدل.. رمز السنة البطولي المتهم بجرائم إبادة
  • ٠٧:٣٤
  • السبت , ١٦ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الوجه الآخر لصلاح الدين يثير الجدل.. رمز السنة البطولي المتهم بجرائم إبادة

٥٤: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠١٧

صلاح الدين الأيوبي،
صلاح الدين الأيوبي،

زيدان: أباد حي "المنصورة" كاملا.. وأحمد عبده ماهر: متهم بجرائم حرب

كتب - نعيم يوسف


شخصية مازالت تثير الجدل

يعد صلاح الدين الأيوبي، من الشخصيات التي مازالت تثير الجدل، حتى الآن، رغم مرور مئات السنوات على موته، وكانت الأيام الماضية حافلة بإثارة الجدل، بعد تصريحات الكاتب والروائي يوسف زيدان عنه، ووصفه بأنه "أحقر شخصية في التاريخ".. ونعرض في السطور التالية الوجه الآخر لصلاح الدين.

الناصر صلاح الدين، والشهير بـ"صلاح الدين الأيوبي"، هو قائد عسكري أسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن في ظل الراية العباسية، بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية التي استمرت 262 سنة، وخاض العديد من المعارك، وكان على مذهب أهل السنة، وتعمد القضاء على المذهب الشيعي في البلاد التي حكمها.

صلاح الدين والقدس
وقال "زيدان" إن صلاح الدين الأيوبي تصالح على القدس، وشارك في 3 معارك خسر معركتين منها وانتصر في معركة حطين فقط، لافتا إلى أن من حرر القدس والشام هو المنصور بن قلاوون، مشيرا إلى أنه تعمد إبادة المصريين السنة أيضا.

وأشار "زيدان" إلى أن صلاح الدين أباد حيا كاملا يُسمى المنصورة بالقاهرة، ووصل عدد القتلى الذين قتلهم صلاح الدين يبلغون 50 ألف شخص، مضيفًا: "أنا عندي الشخص اللي بيقتل 200 ألف شخص سني عشان يحكم مالوش غير الوصف اللي وصفته ومش هتراجع عنه".

موقفه من أهل السنة
أما بالنسبة لما يقال عن نصرته لأهل السنة، على الشيعة، فقد قال "زيدان": "نهب صلاح الدين ممتلكات الخليفة و نزع كل ما كان بيده، حتى أنه سلب منه الحصان الذى كان يركبه، و أعلن خلعه بأن منع الدعاء له فى خطبة صلاة الجمعة.. فمات الخليفة كمداً، أو أُميت، وهو فى سن واحد وعشرين عاما، فلم يكمل الثانية و العشرين من عمره.. فاستولى صلاح الدين على قصور الخليفة وأعطاها لأسرته، و خرب القاهرة و دمر مكتبة "بيت الحكمة" و قطع نسل الخليفة و أسرته، بأن فرّق الرجال عن النساء، و سلّط عليهم معاونه المريع، الطواشى المخصى "قراقوش" حتى اختفى الفاطميون من مصر، هذا ما ذكره المؤرخون الكبار، السُّنة، من أمثال المقريزى و ابن الأثير، وهذا الظلم الفادح، يقودنا إلى السؤال التالى".

وأضاف "زيدان" عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "قبل أن يغدر صلاح الدين بالخليفة "العاضد" ذبح مؤتمن الخلافة، بدعوى أنه يريد أن يتعاون مع الصليبيين !، وكان هذا الرجل اسمه "جوهر" وهو من الأساتذة الذين كانوا يُعرفون فى البلاط الفاطمى باسم "المحنّكين"، لأنهم كانوا يرتدون تحت العمامة قماشاً يُحيط بالحنك (الفم) من أسفل، وكان هذا القتيل سودانياً، فغضب لمقتله السودانيون والعاملون بالقصر الفاطمى من الخدم والعبيد، وانضم إليهم كثيرون من أهل القاهرة وكلهم من أهل السُّنة فحاصرهم عسكر صلاح الدين، وقتلوهم، كم كان عدد القتلى، وهل كان فيهم نساء وأطفال؟"

صلاح الدين والفاطميين
أما الباحث أحمد عبده ماهر، فقد أشار إلى العديد من المراجع التاريخية التي كشفت الوجه الأخر لصلاح الدين، لافتا إلى أن عدد كبير من أساتذة التاريخ والآثار أجمعوا على أن "الأيوبي حرق كتب الفاطميين، وتحديدًا مكتبة (دار الحكمة) التي كانت تحوى عشرات الوثائق والمخطوطات الهامة التي كان من شأنها أن تؤرخ بشكل أفضل لتاريخهم، ونجح في محو هذا التاريخ تماما من أذهان المصريين".

وأضاف "عبده" في تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نعود إلى السياق، ونقول إن ما حدث من صلاح الدين مع الملك الصالح وأقاربه وولاته وأمرائه لم يكن بالهين، كانت حروب قُتِلَ فيها الآلاف من الشوام والعراقيين، أي أنه قتل من المسلمين والعرب أكثر مما قتل من الصليبين، وما زالت سيرته في هذه البقع سيئة كمجرم حرب، وفي العراق بالذات لأنه تسبب في حصار وقتل وتشريد الآلاف في الموصل وسنجار، وكان طائفيا يحارب من أجل المذهب، وهذا ما دفعه لحصار..”الأيزيديين”..في سنجار، وإلى الآن تعتبره الطائفية الأيزيدية مجرم حرب قتل من أسلافهم الكثير".

صلاح الدين.. الرمز والمتهم
وتابع: "أما أن الرجل رمز طائفي نعم هو كذلك، فعند متعصبي السنة بطل لا يشق له غبار، والسبب انقلابه على الدولة الفاطمية (الشيعية) أكثر من انتصاره على الصليبيين، فالحقد المذهبي حاضر بقوة، رغم أن صلاح الدين-كما رأينا- مدح الخليفة الفاطمي وكان يراه رجل صالح، كذلك فالتعتيم الممارس على شعوب السنة بخصوص تاريخ الفاطميين اعتقدوا أن هذه الدولة لم تحارب الصليبيين، وتناسوا أن استدعاء العاضد لأسد الدين شيركوه- عم صلاح الدين- ثم إحضار ابن أخيه معه كأمير من أمراء الحرب يدل أن العاضد كان يريد توحيد الصفوف ضد الصليبيين، ولأن الخليفة العباسي لم يرسل له المساعدات الكافية لصد الهجمة الأوروبية".