الأقباط متحدون - ثروت باسيلي و جدائل المحبة
  • ١٣:٥٩
  • الأحد , ١٧ ديسمبر ٢٠١٧
English version

ثروت باسيلي و جدائل المحبة

أوليفر

مساحة رأي

٤٠: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧

ثروت باسيلي
ثروت باسيلي

Oliver - كتبها 

- رجل يحبه السمائيون قبل الأرضين لأن المحبة الصادقة التى تظهر في محبة الأخوة تجعل المحبين أصدقاء الملائكة.السماء تفرح بالعطاء ليرفرف علم المحبة  فوق الجميع .هذا ما صنعه المحبوب د ثروت باسيلي.يعرفه الإله الذى علمه من محبته محبة.و أعطي له نعمة العطاء فإكتنز كنوزاً لا تفنى.صار شهيراً عند الناس لكنه صار سخياً في الخفاء لا ترقبه العيون.كثرت أعمال محبته فى زمن ساد فيه الشح و التقتير.كان الرجل توبيخاً لجيل بأكمله لسبب ضعف المحبة و التقصير في حق الفقراء.ما كان يعمل لأجل نفسه و لا قضى العمر يتلذذ بأمواله.بل إستخدم وزنته بتدبير الروح القدس ليكون يداً سخية في الكنيسة و قلباً شفوقاً في زمن القساوة.

- كانت له رؤية سديدة في تأسيس قناة سي تي في.لتكون لسان الكنيسة و أداة للخدمة و التعليم و نشر الكلمة و لم يكن يظهر في قناة تأسست بأمواله و ينفق عليها شهرياً ليسدد خسائرها .كأن القناة ليست له.أسسها و أعطاها مجاناً لأجل المسيح.كل أرباح شركة الأدوية التي يملكها كانت مخصصة لأعمال الرحمة.هكذا هزم الرجل محبة المال التي أسقطت الكثيرين من أغنياء و فقراء.كان يصنع محبة و يستتر. لكن الرب كافأه بإعلان محبته للجميع في وقت مناسب.

- كان صوتاً هادئاً لا يصادم أحداً .في المجلس الملي كان الباقون يقدرونه جداً و لا يتجاوزن رأيه .و مع كونه نائب سابق في مجلس الشعب و وكيل لجنة الصحة و رئيس سابق لشعبة الأدوية بإتحاد الصناعات و وكيل المجلس الملي و صاحب شركة آمون للأدوية لكن هذه المناصب لم تجعله أبداً ير في نفسه أحسن من اي فقير بل يختلي بلقاءهم كمن يجلس مع ملك.يختار منهم موظفيه و يبتكر لهم الوظائف فأشبع كثيرين بحكمته و تواضعه.

- هذا الجيل مدين بالفضل للرجل الذى من عنده بدأت فكرة القنوات القبطية في مصر و العالم.و فيما يستخدم البعض قنواته للتربح كان الدكتور ثروت باسيلي ينفق علي قناته ليربح النفوس للمسيح أما مكاسب الأرض فلم تكن تعنيه و لا تملكه.

- كان يهتم بالفقراء في كنائس لا عدد لها في كل مصر.يرسل مجاناً الأدوية لكل كنيسة و قرية و لكل مريض لا يستطيع الوصول إلى دواءه.لم يكن يتضجر من كثرة الطلبات و لا يتأفف من قيمتها المتزايدة. إذ شارك المرضي في دواءهم أعطاه المسيح أن يختتم حياته بمشاركة المرضى في مرضهم.و إنتقل ذاك الرجل الذى عاش يخدم المرضى حتي صار واحداً منهم يحتمل بشكر و ينتصر علي الألم بالنعمة و الإبتسامة حتي آخر يوم  حتى هدأ القلب و بطلت المحاربات, كم و كم لهذا القلب من تيجان المحبة.

- كان الرجل هدفاً في زمن صوبت ضد أغنياء الأقباط كل السهام فمنهم من غادر الوطن هرباً من الظلم و منهم من فقد أمواله و بدأ من جديد حتي إسترد ما فقد و زاد أكثر و منهم من أربكوه بالتهم الجائرة و الأحكام الظالمة كما حدث مع د ثروت.و العجيب أنهم جميعهم أسخياء في محبتهم و نجوا بطرق معجزية و إنتصروا علي نظام دولة بأكمله أراد إستئصالهم فضاع النظام و ظهرت قوة الرب مع أولاده و هكذا نؤمن من جيل إلي جيل فطوباك يا محبوب هذا الجيل الذى إشتهر بالعطاء لا بالأخذ فصار منبراً للكنيسة .

- ليس مهماً  أن نعرف كم أنفق في بناء الكنائس و الكاتدرائية بالذات  فهي بملايين الملايين.لكن المهم أنه قدم هذا بسخاء من أجل محبته لله .أسقفيات كثيرة خرجت من أزمات مالية ببركة محبته. صوتاً يخرج من مذابح كثيرة  في مصر و خارجها يشهد للرجل أنه محب للقداسة و بيتها.لا يعرف أحد كم أنفق علي طلاب الجامعات المحتاجين لكنهم كثر و يحملون له في القلب سيرة عطرة و صلاة.ليس من يملك أن يعرف كل شيء إلا الرب الذى كان يري في الخفاء أعمالاً تمجده من قلب يعبد بتواضع لا يشتهي شيئاً.

- ما أجمل أن تفعل كهذا البار.تمضى في طريقك لا تنتظر من الناس و لا تنظر إلى الناس بل لتكن عينيك مثل د ثروت الأرخن الذى ما إنقطع قلبه عن الصلاة.ما شغلته الأموال عن التسبيح.صار المال لمجد المسيح و لربح السمائيات لا الأرضيات.طوباك يا رجل فقد تفوقت علي أعدي أعداء البشر .غلبت محبة المال و سكنت قلبك محبة المسيح و محبة الفقراء.طوباك فأنت الآن مع أغنياء الملكوت لأنك كنزت كثيراً في الخفاء.كنت لنا درساً فأحسنت تعليمنا.أسست بناءاً وصلت برأسه إلى السماء لأن أعمال المحبة لا يعلوها بناء.تفرح بك ملائكة الفقراء .مستحق أيها الرجل تكريم الكنيسة .مستحق أن تذكر كما ذكرت ساكبة الطيب.لن تخبو ذكري الصديق بل تدوم.تجدل لنا من الذكريات تعليماً و من ما يكشفه الزمان عنك نغتني.نفرح أننا أبناء جيلك.نلتف حول سيرتك و نتتلمذ.

- جدلت بالمال عطاءك.جدلت بالهدوء تفكيرك.جدلت من رزانتك إرشاداً.جدلت من إستثمارك مذبحاً تقدم عليه تقدماتك بيدين شاكرتين نعمة الرب الغنية.جدلت من السكون أداتك لإحتمال الظلم.جدلت بإبتسامتك صورة تواضع القلب.فأضاءت النعمة جدائلك و زينتك بزينة سماوية لكي يعرف الذى يعطي أنه يأخذ أوفر و الذى ينفق أنه يدخر أكثر و الذى يحتمل أنه يتأهل للأعظم و الذى يعيش أميناً يستحق مسكن الأمناء و يسمع صوت القدوس يفتح قدامه أبوابه و يدعوه بسرور أدخل إلى فرح سيدك.

 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد