عبدالرحمن الأبنودي: أشعر بالخوف من مسلك السلفيين
ويكشف الأبنودي لــالأهرام.. أنه مع الاستجابة لمطالب الناس في قنا وتغيير المحافظ.كما أنه يتخوف من زيادة ظاهرة السلفيين في الشارع المصري.. وهذا في الحوار:
< ما الذي يحدث في قنا؟
{ كنت أتمني ألا تترك الأمور إلي هذه الدرجة من الاستفحال, نادينا في أجهزة الإعلام بأنه كان من الممكن أن نقول: إن الثورة حدثت ومن أجل تدعيم ذلك كان يجب أن تستجيب الحكومة لرغبة الناس, فمادامت الناس ترفض محافظها فعلينا أن نستجيب دون أن ندخل في قضايا طائفية أو غيرها.
< ما هي أبرز ملاحظاتك علي معالجة هذه الأزمة؟
{ البطء الشديد سواء بالسلب أو الايجاب هو الذي أدي إلي ما فيه الناس في قنا.
< هناك رفض لطبيعة الاعتراض؟
{ أنا ضد اتهام أهالي قنا بالطائفية.. فالمسلمون والمسيحيون شركاء في هذه الوقفة التي حدثت بسبب مسلك المحافظ السابق وعدم توفيقه في لعب دور ايجابي في المحافظة, وكان من الممكن أن نحاورهم في اليوم الأول, ولكننا لجأنا إلي التهديد مرة وللتجاهل مرات إلي أن استفحل الأمر.
< وأين هيبة قرار الدولة؟
{ هيبة قرار الدولة تأتي حين يظهر دورها في الأوقات المناسبة.. تناور عند كل حدث بالوجود والايجابية.. مثلا زيارة رئيس الوزراء سيناء كان عملا شديد الايجابية.. فلماذا لم يحدث نفس الأمر في بؤرة ملتهبة مثل قنا التي لم تثر مرة من قبل.
< هل أنت متفاعل مع قنا بحكم كونك قناويا؟
{ بصفتي أعلم طبائع الناس هناك لأنني منهم, وفي نفس الوقت أنا من أشد المتحمسين للدكتور عصام شرف وللثورة وللمجلس العسكري الأعلي, ويعز علي أننا نلجأ إلي الأساليب القديمة في معالجة أمور تستحق أن نوليها اهتماما أكبر.
ما.. خاب من استشار.
< هل تعتقد أن المحافظ لو استقال تنتهي مشاكل قنا؟
{ أنا متأكد أنه لو استبعد المحافظ الجديد, وكنت أتمني أن يستقيل فيرحمنا ويرحم نفسه ولو كان وطنيا مخلصا لأصر علي الاستقالة حتي لو رفضها المجلس العسكري ورئاسة مجلس الوزراء, إذ إننا في مرحلة حرجة وعلينا جميعا أن نحافظ علي أمن مصر وننتقل بها سلميا إلي أهداف الثورة العظيمة, ثم إن أهالي قنا يتهمون المحافظ الجديد بتهم قد تكون حقيقية وقد تكون غير حقيقية, وكان عليه أن يشرح مواقفه خلال الثورة ويبرئ نفسه.. ويستقيل.
< ما هي هواجسك الأخري؟
{ نحسها جميعا ونحس بموجات قلق عاصفة لمسلك السلفيين والاتجاهات الدينية الجامحة, وذلك الشطط غير المسئول إلي جانب تلك التفجيرات الفئوية كما أننا كنا نعتقد أن مشكلة الأمن سوف تحل بإيقاع أسرع من هذه الطريقة البطيئة, وهذه كلها هموم عامة يحسها الجميع ولا أحسها لوحدي.
< علي مستوي الإبداع.. ما هو جديد الأبنودي؟
{ إنني كتبت قصيدة الميدان في بدايات الثورة وقبل تنحي الرئيس السابق, ولكنني الآن أدور حول نفسي قلقا وغير قادر علي الكتابة, لأنني أخشي أنني لو كتبت قصيدة حقيقية سوف أؤرق الأمة وأزعجها, وقد كانت مهمتي طول حياتي أن أبشر بالنهار في قلب الظلمة.
< معنا هذا أن ما داخلك لا يطمئن؟
{ بالتأكيد سوف أزعج الناس.؟
{ الناس تقول ردا علي ذلك أن ما قبل كان أفضل؟.. نعم يقول البعض يأسا.. وقلقا..
إن الأمس كان أفضل لأنه كان هناك ظلم, ولكن كان هناك هدوء لهذا الظلم.
واستقرار وقبول به, وصحيح أن الناس تخلصت من هذا الظلم وفرحت ورقصت رقصتها العبقرية خلال شهري يناير وفبراير الماضيين.. خلاصا من الذل والإهانة والعوز والتكبر والتسلط والفساد العارم, ولكن لديهم احساس بدائي ـ بأن عصابات البلطجية وذلك القلق الذي يسببه الانفلات الأمني يجعل حياتهم غير مستقرة, ولقد اكتشفت أن اللقمة والحرية لا معني لهما دون الأمن والاحساس بالأمان في مجتمعهم.
وهي مشكلة عويصة كما نري.. نتمني أن نعود.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :