الأقباط متحدون - إقناع العالم بعدالة قضيتك
  • ٠٦:٢٧
  • الثلاثاء , ١٩ ديسمبر ٢٠١٧
English version

إقناع العالم بعدالة قضيتك

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٨: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٧

 مجلس الأمن
مجلس الأمن
د. مينا ملاك عازر
حين اتفقت القمة الإسلامية التي انعقدت في استانبول، حيث أردوغان بكل وسائله الإعلامية وعلاقاته، لم تخرج تلك القمة إلا بقرار عجيب لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به، ولا الورق الذي طبع عليه، أن الدول الإسلامية المجتمعة تعتبر القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وبالطبع هذا حقهم، ولكن هل يمكنهم تطبيق هذا القرار كما ستفعل أمريكا - التي اتخذوا على غرارها ذلك القرار- بالطبع لا، لذا لا قيمة لقرارهم ما دام لا قيمة له على أرض الواقع، ولا يمكنه تغيير واقع سياسي أو دبلوماسي أو عسكري بعكس القرار الأمريكي الذي وقف له العالم يناقشه.
 
أما مصر فاستطاعت بقرارها الذي عرضته على مجلس الأمن أخيراً، أن تحشد العالم ضد أمريكا، فجعلتها منفردة في مواجهة عالم كله يؤمن بعدالة القضية التي طرحتها مصر، وقفت أمريكا منفردة في أروقة مجلس الأمن، فلم تملك سوى استخدام الفيتو، ذلك الحق المعطى لها بموجب عضويتها الدائمة بالمجلس، ولكن مصر ومن معها من دول أعضاء دائمين أو غير دائمين بالمجلس، يمكنهم تحويل القضية لأروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولو استطاعت مصر اصدار قرار مستند في دباجته على البابين السادس والسابع من دستور الأمم المتحدة، سيكون قرار ملزم، وذلك لأن كل الدول هناك سواء، لا تملك دولة حق الفيتو الداعم لأمريكا كما الحال بمجلس الأمن.
 
النصر المصري في حالة قرار مجلس الأمن المرفوض من أمريكا باستخدام الفيتو، نصر دبلوماسي، إذ حشد العالم كله في جانب القضية الفلسطينية، وغير من مسار العالم برغم الدعاية التي قامت بها إسرائيل من جولات نتنياهو في أوروبا لدعم الموقف الأمريكي ولإقناع الأوربيين بحق بلاده في القدس، نصر مصر يمحو عار قرار القمة الإسلامية باستانبول لأن الفرق شاسع بين القرارين وشكلهما وصياغتهما ومضمونهما ونتيجتهما.
 
تحية للدبلوماسية المصرية، وتحية لاستراتيجيتها في الإقناع والحشد، فلم تمتنع دولة واحدة عن التصويت بالموافقة، صحيح لم يُفعل القرارـ لكن ثمة رأي عام عالمي يؤيد الموقف والرأي المصري في قضية فلسطين
.
دعني عزيزي القارئ، قبل أن أنهي مقالي هذا، أشير لأمر آخر هام في أمر قرار مجلس الأمن، هذا القرار وإن كان قد رُفِض إلا أنه أعرب عن قدرة المفاوض والدبلوماسي المصري على سوق وتقديم البراهين المؤكدة لصحة موقفه، وضعف الطرف الآخر، وأن المفاوض المصري منذ مفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية قد وضع من الدلائل والبراهين والحجج التي تم الاستناد عليها في الموقف العربي، ما دعم الرؤية المصرية الحالية، وأقنع الأوربيين كلهم بصحة الرأي المصري وتركيزي هنا على الأوربيين أكثر من الصينين والروس، لأن من البديهي أن الروس والصينيين في الصف العربي والفلسطيني منذ تاريخ بداية الصراع العربي الإسرائيلي.
 
المختصر المفيد المهم استصدار القرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليصبح قرار عامل، والاستفادة من رأي عام عالمي مواكب لنا.