بقلم: صفوت مجدي

" يظن الكثير أن المسيحية دعوة للحياة الأخروية...التي تهتم فقط بالحياة السماوية وليس لها اي علاقة بالحياة علي الأرض ولا دور لها في المجتمع التي تعيش فيه....لكن هذا الظن أبعد ما يكون عن جوهر الحياة المسيحية الحقيقية، لقد عاش الكتير للاسف في عزلتهم عن المجتمع ظناً منهم انهم ينفذون وصايا المسيح وكأن الانفصال عن المجتمع فضيلة....تُري هل هناك دور للمسيحي داخل مجتمعه؟ ومن أين يستقي هذا الدور...؟ هل ان يعيش المسيحي في سلام معناه ان لا يشارك فيما يدور حوله.....أسئلة سنحاول الإجابة عنها في السطور القليلة القادمة"

 

** ثلاثة أدوار....!

عندما نتوقف أمام السلبية في حياتنا كمؤمنين بالمسيح أو عندما نُتهم بها...أو حتي عندما نضعها

في مرتبة الفضيلة...بأننا لابد أن ننعزل عن مجتمعنا حتي لا نختلط بشروره ومبادئه الخاطئة....

في كل هذا نحن نجهل ما تعنيه وتتحدث عنه كلمة الله في الكتاب المقدس....على الرغم بأننا

نحفظ ونردد تلك الكلمات والآيات ولا ننتبه لها....إذن من أين استقينا تعاليمنا هذه؟!

فعندما يصف الرب يسوع الإنسان المؤمن بأنه "نور"...تُرى ما معنى ذلك؟؟

ما دور النور؟؟....لمن ينير لنفسه أم للآخرين من حوله مهما يكونوا ومهما يفعلوا.....!!

المسيح حددها: "أنتم نور العالم" (متى 14:5)...........وليس "نور المسيحيين"

وعندما يطلق علينا إننا "ملح "....تُرى ماذا يقصد بالملح؟!

أليس الملح.....يعطي الطعم والمذاق للطعام........أم يُعطيه لنفسه؟!

أنتم "ملح الأرض" (متى5:5)....وليس "ملح المسيحيين" فقط .....

وليس ذلك فقط....فالمسيحي مدعو أن يكون "سفير"...هل عمرك رآيت سفير يشهد ويمثل نفسه

أليس السفير يكون شاهد بتعاملاته وسلوكياته عن وطنه ....فمكتوب "نسعي كسفراء عن

المسيح كأن الله يعظ بنا " 2)كو2:3)....

ياتري السفير قاعد في مكتبه وقافل علي نفسه........

وكل اللي يقابله يقوله أنا سفير...من غيره ما يودي مهمته علي أرض الواقع العملي

لا أطن إن هناك سفير بهذه السلبية...!!

 

**المثال والقدوة.....

كل ماسبق كلنا قد حفظناه عن ظهر قلب...لكنه صار معطلاً داخلنا وغير مفعل...

والمسيحي لا يعيش علي مجرد كلمات جميلة ومحفوظة...بل يعيش علي واقع حى معاش

من هو المثال والقدوة ...أليس هو المسيح نفسه...

كيف كان كإنسان في مجتمعه ومسئوليته تجاه وطنه؟؟

لقد عاش بين الناس....ولم ينعزل عن المجتمع ....لكنه لم يكن من نسيجه؛ لقد كان نسيجاً وحده

لم يكسر القانون قط...، مهما افترى عليه أعداؤه : فلم يخطئ إلي خاصته، ولا إلي السلطات

الدينية ولا إلي قيصر...مع إنه قاوم الفساد فيهم جميعاً..!!

كان دوره إيجابياً في مجتمعه ....واجه المفسدين، دون أن يشترك في فسادهم...

أعلن رأيه في تصرفاتهم، دون أن يبدد وقته في مهاتراتهم...

جال يصنع خير...أتى نوراً للعالم ليبدد ظلمته ويكشف خطيته ...هو الذي بشر المساكين وساعدهم

مسح دموع الحزانى وأشبع جوع الجائعين....لم يكن مجرد من يتحنن دون أن يأخذ خطوات عملية

عندما تعرض لاشهر محاكمة ظالمة في التاريخ...كان يبهرهم بحسن إجابته وقوة حجته ورفضه أيضاً

كان في مجتمعه صاحب ثورة حقيقية...ولم يكن يفعل ذلك إلا من دافع مسئوليته تجاه مجتمعه

ورغم إنه صانع السلام الحقيقي ...إلا إنه كان يقاوم ويشارك ورفض ان يكون سابح مع التيار بل ضده

كان دائم النشاط والعمل....كان دائم التنقل سعياً لتحقيق رسالته...ولم يكن له مكان يسند رأسه!!

***ماذا نحن فاعلون ؟؟....
بماذا دعيتم كأتباع للمسيح..."لأنكم لهذا دعيتم فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركا لنا مثالاً لكي

تتبعوا خطواته" (1بطرس21:2)...دعينا أن نكون مثله في سلوكنا وافكارنا....مشاركين في مجتمعاتنا


ُيحكي عن"جيم إليوت"...شهيد إكوادور إنه كان شعلة نار في مجتمعه من أجل المسيح

كان في يوم من الأيام يقرأ ويتأمل في هذه الأية "الصانع ...خدامه ناراً ملتهبة"...فكتب في مذكراته

 

 

" هل أنا ملتهب...؟!

نجي يا إلهي من أن أكون فتيلة لا تشتعل،...

لابد يارب أن تجعلني لهيباً لك وناراً متقدة"

*هل تطلب معه أن تكون فتيلة مشتعلة ...ونور للعالم....تؤدي رسالتك تجاه مجتمعك وتخرجك من

قوقعتك وتشارك كسفير عن المسيح تجول مثله تصنع خيراً .