الأقباط متحدون - مش المهم سيناء
  • ٠٦:٠٣
  • الخميس , ٢١ ديسمبر ٢٠١٧
English version

مش المهم سيناء

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٠: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ٢١ ديسمبر ٢٠١٧

ارشيفية
ارشيفية
د. مينا ملاك عازر
 
استعرض الإعلامي عمرو أديب لقاءات مسجلة، وخطابات متلفزة، وكلمات وشهادات ورؤى لرؤساء مصر السابقين من ناصر ومروراً بالسادات وانتهاءً بمبارك، حول مسألة التبادل التي تحلم بها إسرائيل وحماس وقطر وتركيا وأمريكا استناداً على أرض سيناء، ومن ضمن إحدى الخطابات المعروضة خطاب للسادات أشار فيه إلى أن تكلفة كيلو الفاصوليا 8 صاغ ويباع ب80، وأن الحل استزراع خمسين فدان لزيادة الإنتاج، كما أن الأهم أن تنشط الأجهزة وتقلص من عدد الوسطاء، وطبعاً هي مشكلة قائمة للآن، وعلق أديب وقتذاك أن الجميع سيستوقفه الفاصوليا وسعرها، وطبعاً هذا استوقفني، لكن استوقفني أيضاً بقاء المشكلة كما هي من أيام السادات دون حل رغم تعاقب الرؤساء والحكومات والوزراء والمجالس النيابية.
 
كما استوقفني ما هو أسوء، أن أديب أشار أن سيناء أمن قومي للمصريين، وهامة للرؤساء، ونقطة لا تفاوض حولها، والأرض والوطنية أمر مهم لدى الجيش ولدى رؤساء مصر، وهذا حقيقي، بيد أن ثمة  حكومة ومجلس نواب بصمجي بصما على بيع أرضنا، جزيرتين لدولة أياً كانت، وهنا تتساوى في نظري إسرائيل والسعودية، وما لا أقبله في الأرض لإسرائيل لا أقبله للسعودي "أخويا تأكلني يعني"؟!  التنازل عن تيران وصنافير جريمة مثلها مثل التفاوض حول سيناء، وما يدعيه البعض من كونها جزء منصفقة القرن، ولن نقبل ما جرى مع الجزيرتين يحدث مع سيناء يوماً ما، كما أننا لن نقبل أن ما جرى مع الجزيرتين يصبح أمر واقع وسنستردها من الاحتلال السعودي كما فعلنا في سيناء، وقت أن تتوافر الأجهزة التي تنفذ الحكم القضائي بأسلوبها وبوطنيتها دون خضوع ولا خنوع.
 
الآن مش مهم سيناء، فهناك من يحارب عنها في هذه اللحظة سواء ضد الإرهابيين أو ضد المخططات التبادلية، لكن المهم ما أزعجني وأذهلني ما كان عليه رؤساء مصر منذ ناصر ومروراً بالسادات ومبارك من رزانة وقوة فيالحديث ولباقة وسرعة بديهة وحسن في الكلام،حتى أن فيديو لمبارك تحدث فيه بالإنجليزية مع صحفية استوقفته قبل ركوبه السيارة، وجدته يتحدث بإنجليزية طليقة مثله مثل السادات طبعاً وناصر، لكن المسألة أنه لم يكن مستعد لكنه أفحمها وبالإنجليزية وللأسف منذ عصر مبارك لم يأتينا المسؤول الذي يجيد الحديث بالإنجليزية،هذا يعني أن التعليم المصري انهار وعليه السلام، فإن وصل الحال لرئيس مصر ألا يستطيع الحديث بالإنجليزية، فكم وكم الحال بالباقين.
 
فين أيام السادات؟ حين كان بمقدورهالحديث بعدة لغات وبطلاقة، وتدهور الحال إلى أن وصلنا لمبارك الذي يتحدث الإنجليزية فقط، صحيح بطلاقة وبقدرة على الإقناع ودون استعداد إلى أن وصلنا لمرسي الذي يخرف بالإنجليزية، ويحتاج لمترجم، فكيف حالكم؟ المهم سيناء الآن أم المهم التعليم الذي أصبح في خبر كان، منصوب عليه من مدرسين ووزارات أخرجت جاهلين بشهادات على جهلهم،ولعل من فرط في ضميره واعطى الشهادة ينشئ جيل غير صالح،وربنا يستر.
 
المختصر المفيد ولا يوم من أيام تعليم الملك الذي تعلم فيه ناصر والسادات ومبارك، وسلم لي على بليلة ناصر ومن أتوا بعده.