الأقباط متحدون | أزمة التقرير الطبي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٤٦ | الخميس ٢٨ ابريل ٢٠١١ | ٢٠ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أزمة التقرير الطبي

الراسل: بكري دردير محمد | الخميس ٢٨ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 إذا أردت أن تختار صديقـًا لك، فاأطلب منه أن يدعو الله القدير بأن لا يوقعك في جنحة ضرب فيها تقرير طبي، حيث تلاحظ أن أغلب القضايا التي تنوء بها المحاكم الجزئية حاليًا هى جنح الضرب البسيط، والمقدم عنها فى ملفات الدعوى تقارير طبية.

والتقرير الطبي؛ هو الذي يعده طبيب حكومي، ويحدد فيها نوع الإصابة ومكانها، وعددها ومدة العلاج التي يحتاجها المجني عليه، وشاعت في الآونة الأخيرة الشهادات الطبية المنسوب صدورها إلى المستشفيات وتباع علنًا في أروقة المحاكم، وهذه الشهادات إما مزورة أو صادرة من المستشفيات ومختومة "على بياض".

ويشوب الحياة اليومية في بلدنا كثير من أنواع المعاناة الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في الأحياء الشعبية التي تكثر فيها المشاحنات والمشاجرات بين العائلات وفتوات الحواري وبلطجية النوادي وشييحة مواقف السيارات، فيكفي أن يتشاجر مواطن مع آخر، أو لسبب ما قد يفتعل فرد معركة والهدف أن يهرع إلى قسم الشرطة ويطلب إثبات ما به من إصابات، وهنا لا يجد محرر لمحضر أن يعطيه خطابًا ليتوجه به إلى المستشفى، الذي يقع في دائرة القسم لتوقيع الكشف الطبي عليه مجانًا، وإقرار حالته، وعند عرض المحضر على السيد المستشار رئيس النيابة، يؤشر سيادته بقيد جنحة ضرب وتحدد لها جلسة.
وتجدر الإشارة إلى أن التقرير الطبي غير ملزم للمحكمة، فالقاضي حر في أن يأخذ بما جاء بالتقرير أو يطرحه جانبًا. ويكون عقيدته في القضية من أدلة أخرى عرضت لها الدعوى، ومعظم قضايا الضرب تنتهي بالبراءة في الاستئناف نتيجة إعطاء فرصة أكبر للدفاع لبيان الكيدية أو التناقض أو عدم المعقولية، وكثير من هذه القضايا تنتهي صلحًا، فتحكم المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية.
لا يغيب عنا الحالة النفسية التعيسة، التي يعيشها المتهم وأسرته في قضايا جنح الضرب خاصة إذ أودع في ملف القضية تقرير طبي، فالمتهم يعيش أصعب لحظات عمره خوفًا من صدور حكم بحبسه. وناهيك عما يدور في هذه الفترة المجني عليه مبلغًا من المال أو التنازل عن بعض القضايا المرفوعة عليه أمام المحكمة أو التنازل عن مؤخر صداق أو حكم نفقة مجمد، وكثيرًا ما يرضخ المتهم لهذه الطلبات حتى يزيح عن نفسه شبح السجن، وما أن تنطلق عدالة المحكمة بحكم البراءة إلا وتضج القاعة بالهتاف لعدالة المحكمة، وتعلو الزغاريد وكأن المتهم (قد كتب له عمر جديد)، علاوة على ما يناله المحامي الجهبذ من عبارات الإطراء والثناء.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :