الأقباط متحدون | مذكرات راغب مفتاح(ذكريات اجتماعية واقتصادية فى الموسيقى القبطية)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٣٦ | الجمعة ٢٩ ابريل ٢٠١١ | ٢١ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٧٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مذكرات راغب مفتاح(ذكريات اجتماعية واقتصادية فى الموسيقى القبطية)

الجمعة ٢٩ ابريل ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد عزت إسرائيل
ترجع فكرة نشر هذه المذكرات ومحاولة تحقيقها، إلى أكثر من خمس سنوات، وبالتحديد عندما نشر صاحب التحقيق مقاله بعنوان" راغب مفتاح رائد الموسيقى القبطية" وقبل الشروع فى كتابة هذه المقالة ذهبت إلى معهد الموسيقى وقابلت الدكتور ماجد صبحى( ابونا باسليوس حاليا) الذى عرفنى على الدكتور مشيل بديع عبد الملك، ورفض وقتها مساعدتى بإى شكل كان، بل أن المقابلة كانت فاتره، أو بشىء من الدقة على مقوله:" فوت علينا بكره يا سيد" ورفض اعطى صورة لصاحب المذكرات والكتيب الذى صدر بمناسبة تكريمة، وربما لم يدرك أن الباحث الجاد عليه البحث عن المعلومة( ضمير الباحث) فى شتى الوثائق للوصول للحقيقة لأن "راغب مفتاح" لم يكن ملكا للاقباط وحدهم بل للمصريين جميعاً بل للعالم أجمع لان ما فعله صاحب المذكرات يدرس الآن فى شتى المحافل العلمية المحلية والدولية.
وأيمانا منى بالبحث العلمى بدأت أبحث فى شتى الطرق لكتابه هذه المقالة وخروجها على أفضل وضع علمى، وبعدها وبطريق الصدفة تعرفت على السيدة الفاضلة"لورنس مفتاح" عن طريق أحد الأساقفة، ومنذ هذه اللحظة وسار هناك تعاون فيما بيننا فيما يخص صاحب المذكرات، حتى تقاربت الأفكار للشروع فى نشر مذكرات "راغب مفتاح" لكى ما تكون متاحة للباحثين بشتى طوائفهم من الأستفادة منها.
وتحقيق المذكرات ونشرها عمل شاق من الصعب أن يأخذه دارس على عاتقه منفردا،مما يجعله أحد الواجبات الأساسية للمراكز العلمية التى يتوافر لها من الباحثين والامكانات ما لا يتوفر لفرد بعينه.
وترجع أهمية هذه المذكرات لما تمتع به صاحبها وعائلته من مكانه فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية، ولما له من أهتمامات اجتماعية واقتصادية وسياسية يمكن استنتاجها من خلال دراستها والوقوف على ما تحتويه بين جوانبها.

1- استدعاء الماضى
نشأتى : ولدت فى 21 ديسمبر 1898م فى بيت( ) كان فى جميع أوضاعه مشابهاً لبيوت قدماء المصريين، وكانت الحياة فيه توحى إلى الماضى السحيق ، ولما كنت آخر أبناء أبى فكانت العادة أن الابن الأصغر ينال عناية زائدة فقد حظيت بكل عطف ورعاية زائدة.

كانت الحياة فى ذاك الوقت باقياً فيها الكثير من العادات والتقاليد المصرية القديمة، وكانت المدن الكبيرة أكثر هدوءاً وراحة، فما كانت توجد السيارات ولا الطائرات ولا الراديو ولا التليفزيون ولا الميكروفونات...إلخ ، تلك الأشياء التى تسبب الضجيج والإزعاج ولذلك كنا نعيش فى راحة نفسية مستقرة.

كنت منذ صباى مرهف الحس لى أذن موسيقية قوية ، لذلك فكنت أحب سماع الألحان الكنسية التى تردد فى الكنائس أو فى الحفلات ، كما كنت أصغى إلى صوت الموسيقى المبهجة عند إقامة الأفراح والموسيقى الحزينة عند تشييع الجنازات، وكان لوقع تلك الألحان وتلك الموسيقى تأثيره العميق على مشاعرى وأحاسيسى ، وجديراً بالذكر أن أذكر فى هذا المجال أن شقيقاً لجدى كان راهباً( ) يمضى كل وقته فى الصلاة والتأليف وترديد الألحان وشقيقاً آخر( ) كان عالماً لغوياً ولاهوتياً أحيا اللغة القبطية ووضع الكتب اللاهوتية وكتاب خدمة الشماس المستخدم حالياً All the responses of the liturgies and the hymns كان كل هذا له أكبر الأثر فى نشأتى، غرس فى الحب الفياض للقديسين والنساك والشهداء والكنيسة والموسيقى والألحان.

وفى شبابى المبكر كنت أول الحضور فى أوبرا القاهرة ، التى كانت تستضيف فرقاً كاملة أجنبية على مستوى عالى(عالمى) من الممثلين سنة من إيطاليا وأخرى من فرنسا ، وكنت دائماً أحجز مكاناً لى فى الصف الأول بجوار الأوركسترا؛ وكانت من أحب الأوبرات إلى نفسى هى "تاييس" وأحب مقطوعة موسيقية فيها "مقدمة تاييس" the meditation of Taise ونص هذه الأوبرا مأخوذة من التراث القبطى الذى يرجع إلى عصر الأنبا أنطونيوس(251 – 356م)أبو الرهبان فى جميع أنحاء العالم ، وكذلك شاهدت أوبرا عايدة Aida وهى Bوصفاً خيالياً ممتعاً لحرب دارت بين المصريين والحبشة.

وعند سفرى إلى فرنسا كنت لا أذهب إلى أى مكان فى باريس سوى لدار الأوبرا بباريس والمكتبة الأهلية للإطلاع على المخطوطات التى تخص الكنيسة القبطية ، وعندما كنت أتواجد فى ألمانيا أتوجه إلى مشاهدة الأوبرات – ففى ميونخ( مدينة بالمانيا) أحضر أوبرا؛وهى أوبرا فلسفية دينية عميقة وأوبرات Rein Gold, Seigfried, Die Gother وأوبرا Oberammergau وهى تمثيلية أسبوع الآلام التى كانت تؤدى مرة كل عشر سنوات وكان يؤمها الزائرون من جميع أنحاء العالم.

فى صباى دخلت المدرسة الناصرية الإبتدائية التى كانت مخصصة لأولاد الأعيان ويلتحق بها هؤلاء من شمال البلاد إلى جنوبها ، ولذلك قد تعرفت على أغلب أولاد الأعيان الأقباط(الاراخنة) فى كل أنحاء مصر ، وبعدها التحقت بالمدرسة التوفيقية الثانوية وبعد إنهائى(انتهاء) الدراسة فيها توجهت إلى ألمانيا ولميولى للزراعة التحقت بكلية الزراعة حتى أعود للعمل فى مزرعتى الخاصة التى اشتراها لى أبى بجوار ضيعته(القرية) ، وفعلاً عندما عدت من ألمانيا أشرفت على مزرعتى لفترة من الزمن ولكن سرعان ما تركت كل ما فى العالم وتفرغت فقط لخدمة كنيستى وأدركت أن فى الكنيسة القبطية كنوزاً روحية وفنية وثرية. فوهبت كل حياتى وثروتى لهذا الفن ، وظللت أجاهد وأكافح للنهوض به والحفاظ عليه.

كنت رياضياً أحب الرياضة إلى المشى والرحلات تعرف الآن باسم ( رياضة المشى)، ففى مصر كانت أحد رحلاتى أن قطعت المسافة بين رأس البر إلى بورسعيد (70 كم) مشياً على الأقدام،وأذكر أيضاً كان ضمن رحلاتى أن قمت مع رفاقى الطلبة الألمان برحلة من بون إلى نهاى بورج مشياً على الأقدام قطعناها فى 15 يوماً.

هذا وقد تتلمذت على يد الفنان العملاق الأستاذ "نيولاند سميث" لمدة ثمانى سنوات، حيث كنا نقضى معاً كل الوقت ليلاً ونهاراً فى عمل دؤوب، وكنت أحب أن أستمع إلى أحاديثه الفنية والفلسفية الكثيرة ، وكان رحمه الله بدوره يحب كذلك أن أناقشه بها.

أما حكاية مس "مارجريت توت" منذ سنة(1970- 1990) فى أواخر عام 1969 دعوت الآنسة "مارجريت توت" لتدوين القداس الباسيلى بالنوتة الموسيقية وذلك على حسابى الخاص وتكفلت بأجرة سفرها ذهاباً وإياباً من بودابست( المجر) إلى القاهرة على حسابى الخاص مع إقامة كاملة فى بيتى فى غرفى كبيرة بحمام خاص وتطل على الأهرامات وكان ذلك لمدة سبعة شهور، وأحضرت لها كل التسجيلات اللازمة التى هى نتيجة خبرتى فى هذا العمل منذ عام 1926م وأيضاً المعلمين المقتدرين ومنهم المعلم صادق عطاالله الذى يعتبر أحسن مرجع الآن للقداس الباسيلى فأنه كان مع المعلم ميخائيل جرجس البتانونى ما ينيف على العشرين سنة .

كان عملها بطيئاً جداً والساعات التى تشتغلها يومياً قليلة جداً، ولذا عند سفرها بعد المدة المذكورة زودتها بما يلزم لتدوين الباقى من القداس، وكان من ضمن العقد المبرم معها عند انتهاء العمل فى 1972 م وسافرت إلى بودابست على أن ينتهى هذا العمل فى عام 1972م،ولكن طالت المدة بغير نتيجة مرضية إطلاقاً فدعوتها مرة أخرى عام 1975م للحضور مرة ثانية لمدة ثمانية أشهر على نفقتى وبنفس الشروط السابقة كاملة فوصلت فى أكتوبر تقريباً وإستمرت حتى نهاية مايو 1976م حيث عادت إلى بلدها ولكن لم تكن قد أكملت التدوين الموسيقى المكلفة به.

وبعد سنتين وصلنى منها خطاب مؤرخ فى يونيو 1978م يفيد أنها منذ وصولها تعمل بصفة مستمرة مع بروفيسور "رايوتسكى" على التسجيلات اللازمة للتدوين الموسيقى ، وفى ديسمبر 79 19 م ،مررت لى خطاباً يفيد أنها أحيلت إلى المعاش ولذلك ستكون لديها الإمكانية أن تعمل بأقصى سرعة، ووعدت أنها ستحضر معها باقى ما أنجزته من التدوين وتأمل أن يكون قد وصلنى ما سبق أن أرسلته إلى من هذه التسجيلات، كما أعربت عن أملها أن ينتهى الكتاب بتمامه وأن يعد للنشر خلال إقامتها بالقاهرة، وإزاء ذلك توسطت لدى المركز الثقافى المجرى لكى تحضر مرة ثالثة عن طريق التبادل الثقافى بين مصر والمجر فوافق المركز وحضرت إلى مصر أوائل يونيو 1980م واستمرت منذ ذلك الحين فى القاهرة ، وفى عام 1983 أرسلنا التدوينات الموسيقية للقداس الباسيلى كلها إلى بودابست لخطاطين أخصائيين فى كتابة النوتة الموسيقية ومع أن عمل الخطاطين انتهى كله منذ أواخر 1984 م
فإنها أخذت طيلة هذه السنوات لكى تضع القبطى تحت النوتة – علماً بأننى طلبت من مس روى أن تضع اللفظ القبطى الذى تحته النوتة الموسيقية بالحروف الإنجليزية وكان ذلك فى يونيو 1989م.

وقد سافرت إلى ألمانيا والأسكندرية بعد ذلك ولما عدت إلى القاهرة فى سبتمبر أفادتنى مس" روى" أنها لم تكتب شيئاً على أساس أن هذا مسئولية مس "مارجريت توت" فأوضحت لها أن الواجب أن من يكتب لفظ هذه...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :