كتب: د.ميشيل فهمى
في سِـياق الإحتفالات بعيد الميلاد المجيد ، وإستنفار كافة المؤسسات الأمنية والجهات السياديةً والقوات المسلحة لتأمينها ، من كنائس ومرتاديها من مسيحيي مصــر والمتنزهات والنوادي ..الخ ، وما سيصاحب ذلك من أهــــم حدث في تاريخ مصر وهي قيام الدولـــة المصرية بقياداتـها التاريخية بإهداء مسيحيي مصر ولأول مْـرة أكبر كاتدرائـــية في الشرق الأوسط وعد بها الصــادق الأمــــين الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء تهنئته أقباط مصر العام الماضي فصدق الوعد... وسيتم الصلاة بها بعد أيام قليلة وهذا حدث لو تعلمون لجليل وعظيم ، ولم يرد مثله علي مدار التاريخ .
لكن في إطار موجات التآمر الشديدة والمتتالية علي مصــــــر لتفتيتها وإندحارها ، لا تملك مُخابرات دول التآمر وأذنابها أقوي من سلاح الفتنة الطائفية لضرب مصر وتقسيمها ، وقد حاولوا ذلك مِراراً وتِكراراً ولن يكفوا ، ومن ساعات قليلة فقط حذّر رئيس البلاد من أن مصر لا تقدر عليها أي قُوي طالما شعبها يد واحدة وعلي قلب رجل واحد قال هذا التحذير وهو يَعيّ ويعلم ويعرف حجم ومقدار وخطورة هذا التآمر ، لذا رأينا تِكرار وإعادة غبية لمخطط ضرب الوحدة الوطنية في صورة قيام متطرفين مدفوعين ببعض القيادات شبه الدينين المأجورين الذين حشدوا المتعصبين من المسلمين مُسْتغلين أميتهم الدينية لتنفيذ المخطط التخريبي لضرب وحدة مصر ، وحشدوهم لمهاجمة دار ومكان لعبادة مسيحيي قرية كفر الواصلين بمركز إطفيح وهو منزل مكون من ثلاث طوابق ملك المواطن القبطي عيد عطية تقام فيه الصلوات منذ سنوات وقاموا بتحطيم مُكوناته ، مُرددين هتافات مُسيئة ومثيرة هدفها ومقصدها إثارة الفتن لإشعال صفحات التواصل الإجتماعي عن طريق مليشياتهم الإليكترونية والتي هي من أهم وسائل أسلحة تآمرهم لسحب وجر الأقباط لينزلقوا في منزلق الوقوع في الفتنة وللأسف حدث من بعض عواجيز فرح الأقباط من مُحْدثيٌ نعمة السياسة .. وقد وصلت قوات الأمن واتخذت اللازم من القبض علي قادة الهجوم ..الخ ما يهمني هنا هو معني الحدث وليس الحدث في حد ذاته ، فالمتآمرين ضاق بهم الحال في تتفيذ مخططاتهم ، من عِظٓمّ يقظة وتضحيات رجال الشرطة بضرباتهم الإستباقية والقبض علي وتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي تستهدف حالياً الكنائس وقتل مرتاديها في أعياد الميلاد ، فأختاروا كفر صغير به مكان لعبادة المسيحيين بلا حراسة ومُستبعد ضربه لتنفيذ هذه العملية التي هدفهــــــــا الأول والأوحد :
إفســــاد والتشويش علي أكبر حدث في تاريخ العلاقة بين أقباط مصر والدولـــــة ، والذي يُظهرّ وجه مصر الحقيقي بعد مصر ٣٠ يونيو وهو إفتتاح الكاتدرائية الكُــــــبري . هذا الحدث العظيم الذي تتضائل بجانبه أي حوادث عرضية أخري ، وعلينا أن ننظر إلي الإيجابيات التي هي كثيرة جداً وغير مسبوقة ، وعلي عواجيز فرح الأقباط الفيسبوكيين الإفاقة من غيبوبتهم الوطنية والتي فيها البعض بوعي ! والبعض بغير وعيّ ، الوطن يمر بمرحلة خطيرة جداً وأقباط مصر بحبهم للوطن وسلاميتهم للمواطنين ، وصلواتهم للزرع والضرع والنيل ، هم رمانة الميزان والإتزان به ، فلنكن علي قلب رجل واحد لأن مصرنا واحد ، ولن نكون أبداً مسيحيي العراق أو سوريا ... بل سنكون وسنظل مسيحيي مصـــر .
وتحيــــــــا مصـــــر .. ويحيــــــا جيش مصر .. وتحيـــــا شرطة مصــــر .. وتحيــــا وِحْـــدةّ مصــــر .. ويحيـــا قائد مصــــر .