توبوا .. لأنه قد اقترب ملكوت السموات

"توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات" هكذا كان نداء الرب يسوع لشعبه ، "توبوا وليعتمد كل منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" هكذا كانت رسالة كل الآباء الرسل, بالتوبة ينال الإنسان الحياة الأبدية وغفران الخطايا...
 

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الصوم فى كنيستنا القبطية" أكد لنا أن التوبة هى احتياج روحى دائم وفعل يتجدد فى حياة الإنسان كل يوم ، وتعلمنا الكنيسة أن نقدم توبة كل يوم وأن نجدد عهودنا مع الله فى كل صلاة وكل تسبيح والتوبة هى سر يسبق جميع أسرار الكنيسة فهى تسبق الاعتراف والتناول ومسحة المرضى وسر الزيجة.

 

التوبة فى أبسط معانيها هى المحبة الحقيقية لله وكراهية كل ما يحزنه ، وطرد كل خطية من القلب ، على الإنسان أن يفكر دائما فيما تصنعه الخطية داخله ، التوبة تحتاج الى جهاد دائم من أصوام وصلوات وتسابيح وفى المقام الأول تحتاج الى النعمة الإلهية التى بدونها لا يستطيع الإنسان مواصلة جهاده والجهاد يقتضى أولا : تجنب العلاقات المحبوبة والتنازل عن بعض المسرات التى تبدو مبهجة ، لذلك تصلى الكنيسة فى تحليل نصف الليل "اقطع عنا كل الأسباب التى تسوقنا الى الخطية" ، ثانيا: تجنب روح اليأس التى تفقد الإنسان رجاءه فى العودة الى الله فمهما كانت خطايانا نثق أن الله قادر أن يجدد حياتنا ، ثالثا: تجنب فكرة تأجيل التوبة بل دائما مستعدين أن نقول مع الابن الشاطر "اقوم الآن وأذهب الى أبى" .
 

ليتنا ننتهز فرصة الصوم للتوبة نواظب على التسابيح والقداسات والأسرار المقدسة وقراءة الكتاب المقدس فكلها بمثابة دعوة للتوبة ..