الأقباط متحدون - ميرى كريسماس.. يا سامح!
  • ٠٦:١٣
  • الخميس , ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧
English version

ميرى كريسماس.. يا سامح!

مقالات مختارة | بقلم : فاطمة ناعوت

٠١: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت

 أولاً: ميرى كريسماس يا شعب مصر، ويا شعوب العالم. وثانيًا: فى نهايات عام 2011 كتبتُ مقالا عنوانه: «ميرى كريسماس رغم أنفهم»، وفى 2012 كتبتُ: «ميرى كريسماس كمان وكمان»، وفى 2013 كتبتُ: «ميرى كريسماس يا مصر»، وفى 2015 كتبتُ: «ميرى كريسماس رغم غلاستهم»، وفى 2016 كتبتُ: «ميرى كريسماس ولو كرهوا»، وهذا مقالى فى 2017. وعلّكم تسألون: «ومَن يا تُرى الأخ سامح؟».

 
أما «أنفهم»، و«غلاستهم»، «ولو كرهوا»، فلا شكّ أن القارئ الفَطِن قد أدرك على مَن يعود ضميرُ: «هُم» فى عناوين المقالات. إنهم الأشاوسُ الأدعياءُ خصومُ الحياة أعداءُ الفرح، الذين ينبطحون على الأرائك الوثيرة ليزرعوا الشوكَ فى خاصرة مصر. هم أبناء الويل الذين يملأون حياتنا نكدًا وغَمًّا وينثرون سوادَ قلوبهم فى قلوبنا حتى نكره مثلما يكرهون. لكن قلوبَنا صافيةٌ نقيّةٌ عصيةٌ على التلوّن بالسواد مُحصّنةٌ ضدّ التلوّث بالكراهية.
 
وفى يناير 2015، أهديتُ المستشار «عدلى منصور» مقالا عنوانه: «البايونير عدلى منصور»، تحيةً له لأنه أسّسَ نهجًا جديدًا، بزيارته كرئيس الجمهورية المصرى، للكنيسة المصرية وتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد لأبناء مصر المسيحيين ولقداسة البابا، فأقرَّ بهذا مبدأً لابد أن يسير عليه كلُّ مَن يتبعه من رؤساء قادمين. كانت زيارةُ الرئيس للكاتدرائية لتهنئة قداسة البابا تواضروس الثانى بعيد الميلاد المجيد صفعة مدوّية على وجه العنصرية والتطرف و«السخافة» التى صدعّنا بها مقاولو الوهابية حين حرّموا علينا، نحن المسلمين، تهنئة المسيحى فى عيد أو مواساته فى متوفى، وغيرها من قنابل موقوتة شديدة الانفجار، زرعتها فى أرضنا كائناتٌ تكره الحياة وتحارب المحبة التى تسرى فى شرايين مصر منذ الأزل وحتى الأبد، بإذن الله.
 
كانت هى الزيارة الرئاسية الأولى، منذ بناء الكاتدرائية المصرية فى ستينيات القرن الماضى، أعقبتها زيارة الرئيس التالى: «عبدالفتاح السيسى» عامًا بعد عام، طوال مدّة رئاسته، ولن يخلف عهدَه هذا العام 2018، بإذن الله.
 
وفى زيارة الرئيس السيسى الأولى للكاتدرائية فى عيد الميلاد المجيد، أهديتُه قصيدة عنوانها: «محرابٌ ومذبح»، قلتُ فيها:
 
«زهرةٌ أورقتْ/ فى الأشجارِ اليابسة/ حينَ خرجَ الأميرُ من مِحرابِه/ حاملاً قرآنَه وقلبَه/ فصعدَ إلى مَِنْجَليةِ الَمذبحِ/ يقرأُ سورةَ مريم/ ليبارِكَ الطفلَ الجميلَ/ فى مِزْوَدِ البَّركة/ ثم ينحنى يرتّبُ هدايا الميلادِِ/ تحتَ قدمىْ الصغيرِ الأقدس: ذهبًا ولُبانًا ومُرًّا/ فتبتسمُ الأمُّ البتولُ/ وتمسحُ على جَبهةِ الأميرِ هامسةً: مباركٌ أنتَ بين الرجالْ/ أيّها الابنُ الطيبُ/ فاجلسْ عن يمينى/ واحملْ صولجانَ الحُكمْ/ وارتقِ عَرشِ بيتى/ وارفعْ رايتى عاليةً/ بين النساءْ/ علّمِ الرَّعيَّةَ/ كيف يحتضنُ المحرابُ المذبحَ/ وكيف تتناغمُ المئذنةُ/ مع رنينِ الأجراسْ/ وارشدْ خُطاهم/ حتى يتبعوا النَجمَ/ الذى سوف يدُلُّهم على الطريقْ/ إلى أرضِ أجدادِهم الصالحين/ بُناةِ الهرم/ فإذا ما وصلوا إلى ضفافِ النيلْ/ أوقدوا الشموعَ/ فى وهجِ الصبحِ/ حتى تدخلَ العصافيرُ عند المساء أعشاشَها/ بعدما تبذرُ القمحَ والشعيرَ والسوسنَ على أرضِ طِيبةَ كلِّها/ فلا ينامُ جائعٌ جائعًا/ ولا محرومٌ يبقى محرومًا/ ولا بردانٌ/ بردانًا ينامُ ليلتَه/ ولا حزينٌ يجِنُّ الليلُ على عينيه/ دونما يدخلُ قلبَه الفرحُ».
 
■ ■ ■
 
لا أظنّكم مازلتم تريدون معرفة «سامح»!، حسنًا، إنه الطائفى «سامح عبدالحميد» الذى يصرخ بملء ضجيجه مُحرِّمًا تهنئة المسيحيين فى عيدهم. وهو المُحرّض ضد الشيعة والمتصوفة فى صفحته: «إمسك شيعى». وهو الذى طالب الدولة بهدم أضرحة أولياء الله وآل البيت. وهو مَن أقول له اليوم: «ميرى كريسماس.. يا سامح!».
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع