حديث آخر العام
د. مينا ملاك عازر
٠٧:
٠٢
م +02:00 EET
الخميس ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧
بقلم : د. مينا ملاك عازر
لما كان المعتاد في كل البرامج والمجلات والصحف حتى في أحاديثنا الشخصية أن نتحدث في آخر العام عن الأسواء والأفضل والأجمل والأقبح والأفشل والأنجح، لذا قررت أحدثكم حديث آخر العام بعيد عن هذا كله، وذلك لسبب بسيط جداً وهو أنك لا يمكنك أن تناقش في فشل الحكومة وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية، وعدم جدوى الكثير من مشاريعها وعدم جدواها هي شخصياً في كثير من الأزمات، كما أنك لن تختلف أن التواطؤ الأمني مع الإرهابيين في الظهير الداخلي هو أنجح النشاطات الأمنية خاصةً حينما يريدون منع بناء كنيسة أو فتحها، كما أنك لا يمكنك أن تناقش في أن الجيش يكافح الإرهابيين على الحدود ببسالة وهو أنجح المؤسسات التي تحارب الإرهابيين بجد دون ادعاء منها.
وهنا صديقي القارئ، أتخفف من الحديث عن مجلس النواب، فالحديث عنه يثير الشجون، فقد اوقفوا برنامج إبراهيم عيسى لانكشاف خيبتهم فانكشفت خيباتهم أكثر فأكثر بقوانين بعيدة عن المواطن وعن دعمه، فالمجلس يتخلى عن الجزر ويتخلى عن المواطن ودعمه اقتصادياً، ويقبل برفع كروت الشحن وتذاكر المترو ولكنه لا يقبل برفع الحصانة عن مرتضى لمنصور ولا عن نجله لتنفيذ حكم قضائي بفوز عمرو الشوبكي على أحمد مرتضى منصور، ولا ريب أن حضرتك يمكنك أن تطمئن تماماً أن الانتخابات الأكثر مصداقية التي جرت على أرض مصر في الآونة الأخيرة بل والتي ستجري هي انتخابات الأندية الرياضية.
لن أحدثك عن ضمائر فسدت في هذا العام، وناس كسبت مكاسب هائلة من الناحية الاقتصادية بسبب التلاعب بأسعار المنتجات ودعم الحكومة لبعض التجار كصناع الحديد والاسمنت والتلاعب بأسعار العملة وتعطيش السوق، وهذا إن كان يعيب الحكومة بدرجة لأنها فاشلة في ضبط الأسواق يعيب ايضاً فساد شريحة من الشعب وباقي الشعب ساكت عن هذا الفساد .
أما الفن فقد رأينا مسلسلات على غرار لأعلى سعر وسابع جار وهي مسلسلات رائعة ومبدعة، والمسلسلات الكوميدية رغم كثرتها لكنها لم تستطع للأسف أن تخفف على المواطن همه الذي يراه في عيون من حوله وعيون نفسه وأطفاله حين عجز عن توفير متطلباتهم الطبيعية، فبرغم المشاريع لم تنخفض البطالة كثيراً، والحريات يزداد التضييق عليها.
على المستوى الشخصي أشكر ربنا على كل حال، فنجاحاتي كثير وبفضل الله، ومن حولي، ولعلي أظن أني سأجن ثمارها السنة القادمة في أن أصبح أباً لمولود يحلم بغد أفضل، وسأسعى له لتحقيق هذا الغد لأني أحبه، كما أنني حققت المزيد من الحوارات الجيدة، وكتبت المقالات المهمة، وعبرت عن رأيي، ولن يهزني أي شيء. ولا ينسيني في هذا الزخم أن أشكر الله علي شفاء البابا تواضروس وسلامة عودته لأرض الوطن.
أما أجمل ما قرأت، أن الترشيح ضار جداً بالسمعة، وهذا يمكن قبوله في حالة شفيق ولكنه ضار جداً بكل شيء في حالة العقيد أحمد قنصوة المسجون، وسيبقى هكذا لمدة ست سنوات إلا ذا تعطفت عليه السلطات المصرية.
أما حكمة العام، فقد قالها غسان كنفاني حتى في الموسيقى صوت الطبل أعلى من صوت القانون.
المختصر المفيد يسرقون رغيفك ثم يعطونك منه كسرة، ويأمرونك أن تشكرهم يا لوقاحتهم.