البابا تواضروس
مقالات مختارة | وسيم السيسي
السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠١٧
سألتنى الإعلامية ماريان: كيف ترى البابا تواضروس؟ قلت: درس الصيدلة فأصبح تفكيره يعتمد على الأسس العلمية، عاصر هموم وطنه فقال: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، يحلم بالأسرة البشرية الواحدة فبدأ بالمعمودية الواحدة بين الأرثوذكس والكاثوليك، معلم موهوب، شاهدت له درساً للأطفال، قلت لنفسى: هذا هو العلم.. هذا هو الدين.. هذا هو المعلم.
قالت ماريان: البعض غير راض عن المعمودية الواحدة! قلت: حين سألوا برناردشو عن سر النجاح؟ قال: لا أعرف، ولكنى أعرف سر الفشل! ألا وهو محاولة إرضاء كل الناس!
سألتنى ماريان: لماذا لم يقم البابا شنودة بهذه الخطوة؟ قلت لا أعرف، ولكنى أذكر أنى قلت له يوماً: إن التاريخ الصحيح لعيد الميلاد هو 24 ديسمبر وليس 7 يناير! قال البابا شنودة لى: أعرف ذلك!
سألتنى ماريان: ما رأيك فى رفض البابا مقابلة نائب الرئيس ترامب، أليس هذا تدخلاً فى السياسة؟! قلت: تذكرى أن الكنسية المصرية إنما هى وطنية قبل أن تكون مؤسسة دينية، رفض البابا كيرلس الخامس مقابلة اللورد كتشنر من قبل، كما طرد يوحنا هوج من مصر حين جاء للتبشير وقال له: مصر تعرف المسيح من قبل أن يكون لأمريكا وجود، وحارب اللورد كرومر حتى أعلن كرومر: أقباط مصر أعداء لنا ولابد أن نبادلهم عداء بعداء، وطردهم جميعاً من وظائفهم واستبدلهم بمسيحيين سوريين، كما منع قيام حزب مسيحى: أخنوخ فانوس، لقد قالها المفكر الكبير مأمون فندى:
شكراً.. أيها الأقباط، لولاكم لأصبحت مصر طالبان!
سألتنى ماريان: ماذا تتمنى للكنيسة المصرية الأرثوذكسية؟ قلت لها: هذه الزيجات العالقة سنوات وسنوات تريد حلاً، أعرف أن القسوة على الأفراد رحمة بالمجموع، وأن صعوبة الطلاق تجعل الشباب يدقق فى اختيار شريك الحياة، ولكن هناك لائحة 1938 تعطى انفراجة، أذكر الأنبا تيموثاؤس أسقف الدقهلية، حدثنى قبل رحيله، حين كان الأساقفة من سلطاتهم الحكم بالطلاق، قال: كان محام شرس يضرب زوجته، ووقف محامى الزوج يدافع عنه: إنه زواج مقدس، ولا طلاق إلا لعلة الزنا، وما جمعه الله لا يفرقه إنسان! قال الأنبا تيموثاؤس: أجوز غراب على يمامة، وأقول زواج مقدس! وحكمت بالطلاق.
قالت ماريان: ولكن النص فى موعظة قبل التصريح: قيل لكم من طلق امرأته يعطها كتاب طلاق، أما أنا فأقول لكم.... إلا لعلة الزنا... إلخ. ثم ابتسمت ماريان وقالت: لا اجتهاد مع النص! قلت لها إن كلمة زنا ADOLTERY معناها علاقة بين رجل وامرأة ليس بينهما عقد، ولكن أيضاً كلمة زنا معناها الغش بدليل أننا نقول TO ADULTRAT THE MILK أى يغش اللبن.
الرجل الذى يخفى عن خطيبته أنه مريض مرضاً مزمناً، أليس هذا غشاً؟ الفتاة غير القادرة على الإنجاب وهى تعلم ذلك ولا تخبر خطيبها بذلك أليس هذا غشاً يستوجب الطلاق؟ الشاب الذى يوهم أسرة الفتاة بأنه ثرى أو جامعى، ويتضح بعد الزواج أنه ليس كذلك، أليس هذا غشاً يستوجب الطلاق؟!
الزنا أى الغش، ليس فقط غشاً جسدياً بل أخلاقى روحى نفسى، وكلها أسباب تدعو للطلاق.
سألتنى ماريان: كيف ترى الكنيسة الكاثوليكية، وقد سمعت أنهم يدعونك كثيراً لإلقاء محاضرات؟ قلت: انظرى للأب دانيال ونشاطه الفنى وتكريمه لرجال ونساء الفن الجميل، طلبوا منى محاضرة عن الحضارة المصرية، محاضرة عن الهندسة الوراثية، محاضرة عن كتاب جيمس هنرى برستد بما فيه من نقد الوصايا العشر، وإنكار وجود يوسف فى مصر، وحين سأل أحدهم بابا الكاثوليك وكان حاضراً: كيف هذا؟ قال خذ المعنى الأخلاقى من الرواية ولا تهتم بالتفاصيل!.
نقلا عن المصري اليوم