الأقباط متحدون - الأزهر يؤكد حرمة الاعتداء على الكنائس ومَن فيها
  • ٠٠:١٢
  • السبت , ٣٠ ديسمبر ٢٠١٧
English version

الأزهر يؤكد حرمة الاعتداء على الكنائس ومَن فيها

محرر الأقباط متحدون

أخبار وتقارير من مراسلينا

٠٤: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٣٠ ديسمبر ٢٠١٧

 الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر
الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر

 كتب – محرر الأقباط متحدون

أكد مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية على حرمة الاعتداء على الكنائس ومن فيها.
 
وقال في فتوى عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك، إن الاعتداء على دور العبادة وقتل من فيها فساد في الأرض مخالف لما جاء به الإسلام، وحكمه حرام شرعًا بل إن هذه الأفعال بعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه، كما أن الشريعة الإسلامية أمرت بالمحافظة علي الضرورات الخمس التي أجمعت كل الملل علي وجوب المحافظة عليها، وهي: الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال، فالأصل في الدماء أنها معصومة، والأصل في النفوس أنها محفوظة مُكرَّمة، وإن قتل نفس بريئة واحدة كقتل الناس جميعًا، فقد قال تعالى "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة/32) 
 
كما أنه لا يصح شرعًا أن توصف مثل هذه الأعمال العدوانية بالجهاد، فإن الجهاد في الإسلام قد شُرع لرفع الطغيان ودفع العدوان، فقد قال الحق جل وعلا " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (البقرة/190)، وقال تعالى أيضًا " وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا "(النساء/75) . 
بالإضافة إلى أن الإسلام الحنيف قد كفل لأهل الكتاب الحرية في ممارسة شعائرهم ، فلا تهدم كنائسهم، ولا تكسر صلبانهم ، بل تحفظ عليهم أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، ويُتركوا وما يدينون، ومما يدل على هذا ما جاء في كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لأهل نجران "لنجران وحاشيتهم جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وبيعهم وصلواتهم لا يغيروا أسقفا عن أسقفيته ولا راهبًا عن رهبانيته" (طبقات بن سعد287/1)
 
ومن ذلك أيضًا ما كتبه رسول الله بينه وبين أهل أَيْلَةَ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذِهِ أَمَنَةٌ مِنَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ لِيُوحَنَّةَ بْنِ رُوبَةَ وَأَهْلِ أَيْلَةَ لِسُفُنِهِمْ، وَلِسَيَّارَتِهِمْ وَلِبَحْرِهِمْ وَلِبَرِّهِمْ، ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ، وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنْ كُلِّ مَارِّ النَّاسِ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَالْيَمَنِ وَأَهْلِ الْبَحْرِ "[الأموال لأبي عبيد : كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ لِأَهْلِ أَيْلَةَ].
 
وآلاف الصفحات من التاريخ تدل على هذا، فدين الإسلام دين الرحمة والانسانية والسلام؛ ولما سبق يتبين بلا ريب أن الإسلام برئ من كل اعتداء ينسب إليه زورًا وبهتانًا.
 
وأختتم، حفظ الله مصر وشعبها وحفظ عليها أمنها وسلامها.....اللهم آمين.