بقلم: عزت بولس
" مصر ينبغي أن تكرس جهودها لتقوية علاقات المحبة والأحترام بين كل المصريين،دماء الأقباط ليست رخيصة ،إن ما يطالب به الأقباط لا يتعدى في جوهرة سوى حق الحياة الإنسانية الكريمة مع إخوانهم المسلمين على قدم المساواة ،تخريب مصر بواسطة الإعلام المصري الوهابي ،أسلمه البنات الأقباط مايحدث فى هذا المجال ومباركة وتدليس كل أجهزه الدولة يدل على مدى الإنحدار الخلقي الذي إنزلقت إليه مصر بسبب الدولار الوهابي"، تلك بعضًا من أقوال الراحل مهندس عدلى أبادير يوسف والتي لازلت أتذكرها جيدًا،خاصة مع أرتفاع حده الهجمة الوهابية الشرسة على الأقباط داخل مصر لتقتلهم مرة وهم يؤدون شعائرهم الدينية، ومرة أخرى وهم يحتفلون بمناسبة دينية ليخرجوا ولايجدوا بإنتظارهم سوى المُتفجرات المحلية الصنع والتي أُعدت خصيصًا لتُنهى حياتهم بأبشع الوسائل الممكنة.
وبين هذا وذاك الأستهداف لسبب الدين والتعصب،كان الموت دهسًا وهرسًا ينتظر الأقباط تحت المُدرعات دون رحمة عندما خرجوا للتظاهر والمطالبة بحقوقهم كغيرهم من المصريين، إلا أنه لايمكن أيضًا إغفال الأشكال المُتعددة للإستدراج العاطفي والجنسي و التي تُمارس بحنكة وخبرة على الفتيات المسيحيات القاصرات لأسلامتهن جبريًا....وذلك كله وأكثر تحدث عنه الراحل أبادير مرارًا وتكرارًا لتبقي كلماته باقية لتشخيص الأزمة القبطية التي حتى الأن لم تجد أذانًا صاغية ويدًا قوية للحلها من السلطة الحاكمة داخل مصر سواء كان بعهد مبارك ومن قبله أو الأن بعد ثورة يناير.
لقد كان أبادير يتمتع بـ"كاريزما" تأثير قوية وذلك ساعده من خلال أحاديثه القليلة أن يجعل أكبر قدر ممكن من المصريين وغيرهم يتابعونه ويفهمون بعضًا من شكل المعاناة القبطية داخل مصر، إلا أن الراحل لم يتوقف عند ذلك الحد بل أمتد لما هو أبعد، فكثيرون يتحدثون وأكثر منهم يكتبون ويُرتبون السطور بجوار بعضها البعض في تنسيق قوى،لكن ما قام به الراحل عدلى أبادير من أعمال – تشمل مؤتمرات وويب هو بحقيقته جريدة إليكترونية قوية- يفوق أبرع الكتابات وصفًا وبحثًا للقضية القبطية داخل مصر، ذلك لأنه يصنع تأثيرًا حقيقيًا على المدى الأطول.
عندما أتذكر أبادير – هو دائمًا بمخيلتي ومنهجه طريقًا لي بإدارة جريدته المتحدون- أعرف قيمة كم غير ذلك الرجل حياتي لأنتقل من العمل كمهندس خلف شاشة الكمبيوتر بشكل تقني بحت، لأنخرط في نوع أخر وعالم جديد من الصحافة والحركة الإخبارية والعامة، مما جعلنى أكتشف قدرات ومواهب جديدة يمكن أن تمنحها لى الحياة بمرحلة عمري الحالية- التي كان ومازال أبادير أحد أهم المؤثرين بها- وحقيقة أنا سعيد بكوني ألتقيت الراحل م. عدلى أبادير يوسف فلقاءي به ،جعل حياتي أكثر حيوية وملئها بالمعاني الجديدة التي تتُرجم يوميًا لأنشطة مختلفة تقوم بها جريدة الأقباط متحدون الإليكترونية التي مازالت وستظل فخورة ومحافظة على قيمة حمل أسم مؤسسها الراحل عدلى أبادير يوسف.
كل من تعامل مع المهندس عدلى أقر بحده ذكاءه وبصيرته الثاقبة أحبه حتى لو أختلف معه فى بعض الأفكار...أبادير هو ذلك الرجل الذي تُدهشك بساطته في كل تصرفاته في نمط حياته في تعامله مع كل من هم حوله ..
أبادير هو الرجل البسيط مع الجميع الضاحك والمُداعب لهم دون أن يخل ذلك بشكل الاحترام بينه وبين الأخرين...أبادير هو المزج بين عبقرية التواضع وشموخ القبطي الأصيل وكبرياء وعظمة المصري القديم. أن العظماء يصنعون التاريخ بأعمالهم المجيدة الخالدة ، وبلا شك سوف يُخلد التاريخ أسم المهندس عدلى الذى ترك بصمته واضحة على صفحات التاريخ، وسوف يظل أسمه مضيئًا لأقباط مصر، ليستنير بارأئة وفكره عقلاء المسلمين.
أبادير هو "مصرى حتى النخاع" كما كان يحب أن يطلق على ذاته، هو مصري أصيل أحب مصر وأحب شعبها وشعر بما يعانوه من تمييز فأحبه المسلم والقبطى. وأحترمه الأعداء قبل الأصدقاء لأنه رجل عرف ما يريد ولم يثنيه عن عزمه مرض أو خوف أو تهديد. عدلى بك: أنت حى فى قلوبنا إلى الأبد .