شارلي شابلن العرب.. غنّى في فرح السادات وطبعت فرنسا صورته على علب الكبريت
فن | الدستور
الاثنين ١ يناير ٢٠١٨
"اتفضل قهوة".. هذا هو أشهر منولوج للفنان الراحل عمر الجيزاوي، الذي اشتهر كشاب صعيدي مرح أو ساذج، وبرع في رسم البسمة على وجوه الجمهور، لكن تسبّبت شحنة الضحك التي كان يبثها للجمهور في نهاية مأساوية له.
يرصد "ستوديو" وقائع شهرة وانهيار المنولوجيست عمر الجيزاوي، فاسمه الحقيقي عمر سيد سيد سالم، مواليد 1917، لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المالية، وعمل مع والده في مجال المعمار، وظهرت موهبته عندما كان يغني للعمال للتخفيف عنهم متاعب العمل.
وبسبب صوته الجميل، عرض عليه أحد المقاولين أن يغني في فرح ابنته، لتنهال عليه عروض الغناء في الأفراح، حتى ذاع صيته كمطرب وغنى في فرح الرئيس الراحل محمد أنو السادات.
غنّى عمر الجيزاوي مونولوجه الشهير "العرقسوس"، وحقّق شهرة واسعة، وناداه الناس في الشارع "يا بتاع العرقسوس" لأنهم لا يعرفون اسمه.
وبعد نجاحه وشهرته، كوّن "الجيزاوي" فرقة استعراضية حملت اسمه، طاف بها الدول الأوروبية حتى اكتسب لقب "شارلي شابلن العرب"، وطبع الفرنسيون صورته على علب الكبريت.
ورفض أن يضع عصا في "قفاه" ويهرش بها لإضحاك الأجانب، واعتبره استهزاء به، فتم الاستغناء عن خدماته في الفرقة القومية.
أيضًا، اتهم بـ"الشيوعية" بسبب سخريته من الملك فاروق ومن سهراته وغرامه بالنساء في منولوجاته، ليأمر الملك بإدراج اسم المونولجيست الساخر في كشوف البوليس السياسي باعتباره "الشيوعي"، وتفتيش منزله، ما اضطر الجيزاوي إلى اعتزال الفن حتى قامت ثورة 1952.
عانى "الجيزاوي" من الاكتئاب الشديد بسبب سذاجته مثل ما كان يقدم في أفلامه السينمائية، واشتد عليه الاكتئاب لدرجة كبيرة بسبب تجاهل تكريمه من الجهات المسؤولة أسوةً بزملائه في الوسط الفني، وما جعله يشعر بحالة الحزن الشديدة شعوره بأنّ الملحن جمال سلامة سرق منه أغنية "مصر اليوم في عيد"، وقدمها إلى شادية لتغنيها وتصبح بعد ذلك من أشهر أغانيها.