الأقباط متحدون | المفكِّر الإسلامي الأردني "حمدي مراد": الإسلام يكفل حق المسيحي والمرأة في الترشُّح للرئاسة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٤٠ | الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ | ٢٤ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٣ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

المفكِّر الإسلامي الأردني "حمدي مراد": الإسلام يكفل حق المسيحي والمرأة في الترشُّح للرئاسة

الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

* المفكّر الإسلامي الأردني "حمدي مراد" لـ"الأقباط متحدون"
- من حق العائدين للمسيحية إصدار بطاقات هوية تثبت مسيحيتهم.
- قطع السلفيين أذن مسيحي بـ"قنا" وهدم كنيسة "صول" بـ"حلوان" يعادي منهج الإسلام في المواطنة المشتركة.
- من أسباب الثورات العربية؛ العدوان على حقوق الشعوب وأموالها وحرياتها ومعتقداتها.
- "القذافي" شخصية حاقدة على الإسلام والمسلمين، وعلى نفسه الجاهلة المتغطرسة.
- شخصية "القذافي" أشد انحرافًا من شخصية "موسوليني" و"هتلر"، ومجرم من طراز غير معقول.
- من حق كل واحد التعبير عن رأيه ومعتقده كما يشاء، بشرط عدم الخداع والاستغلال السلبي.


أجرى الحوار: هاني سمير

بينما كان الجميع يتجادلون حول تطبيق عقوبة الإعدام بين مؤيد ومعارض خلال مؤتمر "عقوبة الإعدام والحق فى الحياة"، وقف د. "حمدي مراد"- المفكِّر الإسلامي والناشط الحقوقي الأردني، يفك الجدل، ويؤكِّد إنه لا يجب التوسع فى تطبيق تلك العقوبة التي تسلب الإنسان حقه في الحياة, وأن منْ يقول "من قتل يقتل" ويصمت، أشبه بمن يقول "ولا تقربوا الصلاة".. فهو من المفكرين المستنيرين في الوطن العربي، وقد تحدث معنا في هذا الحوار عن حقوق المسيحي الذى أشهر إسلامه ثم عاد للمسيحية، وعما نُسب للسلفيين من قطع أذن مواطن مسيحي بـ"قنا"، وهدم كنيسة "صول" بـ"حلوان"، وغيرها من الأمور الهامة..

* بدايةً نريد أن نعرف تقييمكم للوضع الراهن في الوطن العربي، في "مصر" و"تونس" ودول الخليج العربي، والثورات التي اندلعت ومازالت؟
أعتقد إننا أمام حقبة تاريخية، فما يحدث يسطر لتاريخ جديد بالوطن العربي. هذه الشهور التي شهدتها الأمة هي نقطة تحوُّل في تاريخ الأمة المعاصرة نحو غد جديد نتفائل به، على الرغم من كل الصعوبات والتعقيدات الداخلية والخارجية. ولكن هي سنة الله أن ترقى الشعوب لعبور مستوى التغيير الفكري والفهم والتضحية، وتعرف ماذا تريد..

* وماذا عن الثورات في "تونس" و"مصر" وباقي الدول العربية؟
أعتقد إن القواسم المشتركة بين هذه الثورات واحدة، وهى الخروج من الظلم والعدوان على حقوق الشعوب وأموالها وحرياتها ومعتقداتها، وحتى وظائفها وكرمتها وعزتها، وما يتعلق بعدوها.. كل هذه المحاور وغيرها تشترك فيها هذه الثورات التي قامت شعبية مسالمة ضد أنظمتها, وإن اختلفت بعض الأمور فهي فروع، ولكن الأصول واحدة.

* دعنا ننتقل لما يحدث في "ليبيا"، وما يقوم به الرئيس الليبي "معمر القذافي"..ما رأيك؟
أعتقد أن هذا الرجل أوضح إنه من الحماقة بمكان، ومن اللؤم بمكان، ومن الإجرام بمكان، ومن تقديس الذات وتأليهها بمكان، ومن الاستهتار بشعبه ومقدرات شعبه وحرية ودم هذا الشعب، أكثر من استهتاره بالبعوضة التي ضرب الله بها مثلًا عظيمًا لو كان هذا الرجل يعلمه.. كيف بإزهاق الأرواح عن سبق الإصرار والترصد، والاستمرار حتى لو لم يبق أحد كما أعلن وكما يفعل؟!! لكنه قطعًا سينتهي بل انتهى، وما هي إلا أيام ويبقى هذا الشعب المؤمن الليبي شعب عمر المختار، داحرًا لأعتى أنواع الاستعمار المعاصر، ونصر الله ليس ببعيد ليعيد أمجاد الأجداد.

* لكن التصدي للثورات في دول الخليج في "اليمن" و"البحرين" و"سوريا" و"السعودية" و"السودان" اختلف عنها في "ليبيا"..
قلت أن "القذافي" شخصية حاقدة على الإسلام والمسلمين، وعلى نفسه الجاهلة المتغطرسة، وهي أشد انحرافًا من شخصية "موسوليني" و"هتلر". كما هذا الرجل سادي مجرم من طراز غير معقول، وأكاد أقول "غير موصوف"، وهو إلى نهاية، بل قد انتهى والمسألة ليست إلا مسألة وقت.

* وماذا عن دول الخليج؟
أعتقد أن الإمكانات الإقتصادية ربما تلعب دورًا رئيسيًا في تخفيف الأزمات السياسية، وفي إرضاء هذه الشعوب بقبول جزء من الواقع وإستمراره مقابل إغراءات مادية واسعة وسياسية جزئية. وربما تتغيَّر الظروف فتتغير الأحداث، ولا ندري. والله أعلم.

* دعنا نركِّز على "مصر" وما تعرَّضت له من ظهور للجماعات الدينية السياسية مثل الإخوان والسلفيين؟
الإخوان المسلمون سطروا درسًا تاريخيًا رائعًا نموذجيًا في الحكمة والحنكة السياسية في الأحداث الأخيرة في "مصر"؛ فلم يرغبوا أن يكونوا في الواجهة أو أنانيين في قطف ثمار الثورة، ولم يرغبوا أن يفرضوا أجندتهم على الآخرين، ومارسوا مفهوم العدالة والديمقراطية بشكل يحدث لأول مرة من قبل الحركات الإسلامية بصفة عامة ولدى الإخوان بصفة خاصة.

* لكنهم نادوا بعدم أحقية المسيحي والمرأة في الترشُّح للرئاسة ثم تراجعوا.. بماذا تصف ذلك؟
أنا لا أقول إنهم تراجعوا عن مبادئ الإسلام في بعض الأمور، وإنما هي حكمة الدعوة فيما أعتقد.

* إذن الإسلام لا يحرم المسيحي أو المرأة من الترشُّح لرئاسة الدولة؟
بالطبع..

* وما مرجعية ذلك؟
هو منهج نبي الإسلام في المجتمع الإسلامي الذي يجمع المسلمين وغير المسلمين. كما أن نظام الإسلام ينظِّم العلاقات والمواثيق فيما بين جميع الفئات واتجاهاتهم ومعتقداتهم بحكم المواطنة التي يعظِّمها ويحترمها الإسلام، ببقاء المجتمع الواحد في الجسد الواحد. وهذا ما فعله رسول الإسلام في مجتمع المدينة- أول مجتمع إسلامي وأول دولة جمعت الجميع تحت مظلة الإسلام وعدالته- وكما قال رسول الإسلام: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا", وأعلن المواطنة بالمساواة
ولكلٍ دينه في التفاصيل.

* ولكن بعض السلفيين قاموا بقطع أذن مواطن مسيحي وآخرون هدموا كنيسة بقرية "صول" في "حلوان".
إن ممارسة بعض السلفيين لإصدار فتاوى أو أحكام أو أفعال باسم الإسلام هو اجتهاد منحرف عن مجموع فقه أهل السنة والجماعة, ولا يتفق مع حقيقة هذا الدين في قواعده ومقاصده التي يدَّعونها أحيانًا. ولكن الفهم الإسلامي في تطبيقها للأسف خلاف ما يطبِّقون. إنني أعتبر أن هذا جزء من انحراف الحراك الإسلامي وإن كان جزئيًا وقليلًا قياسًا بالأغلبية الحكيمة في الحركات الإسلامية.

* إذن ما قام به السلفيون من قطع أذن مسيحي أو هدم كنيسة مخالف للإسلام؟
ما فعله بعض السلفيين في "قنا" و"حلوان"، وأي شئ يماثله- قبله أو بعده- أقل أو أكثر منه- ليس من الإسلام في شئ، بل يعادي منهج الإسلام في المواطنة المشتركة وحماية غير المسلمين كالمسلمين والرأفة بهم كالرأفة بالمسلمين وإقامة العلاقة الطيبة معهم كالعلاقة بالمسلمين في دائرة المواطنة، كما ذكرت سابقًا، والتي مارسها رسول الإسلام.

* وما رأيك في تدخل الدين في السياسة؟
لا أعتقد أن هناك مشكلة في موضوع تدخُّل الدين فى السياسة أو ما يُسمَّى عكسه بـفصل الدين عن السياسة. تلك نظرية عُرفت نتيجة ظلم الكنيسة في العصور الوسطى، وهذا واقع لا علاقة للمسلمين به, وليس الأمر بالتعميم. وحتى لا أستطيع أن أقول أن كنيسة القرون الوسطى كالكنيسة قبلها بقرون، وليست كذلك كالكنيسة اليوم. فإذا كان واقع الكنيسة في القرون الوسطى قد أعطى الشعب حق إعلان التمرد على الكنيسة وأنظمة حكم الإقطاع في آن واحد، وأعلنوا حينها شعارًا "اشنقوا آخر قسيس بأمعاء آخر ملك والعكس".. تلك حقبة وواقع، وقلت إن الكنيسة تغيَّرت. ولكن في الإسلام وعند المسلمين لم يحدث على مر التاريخ هذا الانفصام في المجتمع بين الدين والسياسة. فالسياسة هي فرع من الدين بعدله وحكمته وقواعده العامة المعروفة ومقاصده. وإن أصبحت السياسة في تفاصيلها هي تخصص، لكن في مجتمع الإسلام يبقى متوازنًا مع قواعد ومقاصد الشرع الحاكم. وكذلك الدين لا يقف حجر عثرة في طريق السياسة التي تسعى لمصلحة الوطن والمواطن، فتصون المال والعرض والأرض والمقدسات وكرامة الإنسان والحريات بمعناها الإيجابى المعروف، وليست الحرية فى إيباحيات وحريات الناس كما يريدون؛ لأنها حينئذ تعنى الفوضى وضياع المستقبل.

* هناك من يعترض على تدخل الدين بالسياسة لأن الأخيرة تمارس المراوغة والكذب أحيانًا كثيرة، وهو أمر ضد الدين وتعاليمه..
نحن حينما نتكلَّم عن السياسة، نتحدث عن الصادقة الأمينة الذكية الواعية القادرة على خوض الصراعات مع خصوم الأمة بحنكة وقدرة عالية، وتحتاج الخبرة والخبراء. وهذا كله يتوافق مع الدين. والقول بأن السياسة تحتاج المراوغة والكذب أهبطت مستوى السياسات في العالم، وأصبحت سياسة بلا أخلاق. ولذلك يخسر العالم كل يوم بسبب هذه السياسات غير الأخلاقية، بحجة كما عرفوا السياسة أنها "فن الكذب"، والصحيح أن يكون تعريفها هو فن الصراع من أجل الحق والعدل.

* لكن رأينا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة في "مصر" جماعات دينية حشدت الجهلة والأميين للموافقة على التعديلات بحجة أن من يوافق عليها يدخل الجنة.. وبالفعل تمت الموافقة عليها.. أليس هذا استغلالًا للدين في السياسة؟
نحن لا نقول بإقحام الناس بالبعد الديني، إنما نقول إنه يحق لأصحاب كل فكر واعتقاد أن يحرِّكوا الشارع بحق وصدق بما يتصوَّرون ويعتقدون لمصلحة الوطن. وهذا ليس إقحامًا لأن الأمر أولًا علني، وحق مشروع، شريطة ألا يستخدم الكذب أو الافتراء على الآخرين، أو الخداع أو الإستغلال بالمفهوم السلبي، ولا حب الذات بالتعصب المقيت؛ وإنما يحق له أن يمارس حريته في التعبير عن رأيه ومعتقده في أي جولة انتخابية، وأن يشجِّع منْ يحب على ما يعتقد ويفكر، بدءًا من المؤمن وانتهاءًا بالملحد.. ففي ظل المواطنة الديمقراطية العادلة يحق للجميع أن يقدِّم جهده ووجهة نظره.

* نريد رأي فضيلتكم بوضوح في من قال إن من يوافق على التعديلات يدخل الجنة وإنه مؤمن، ومن لا يوافق كافر يدخل النار؟
أرى هنا إنه لا يجوز الدخول فى إصدار أحكام وشهادات الكفر أو الإيمان في ظل المواطنة، فالناس تعلم. والله تعالى يقول: "لا إكراه فى الدين"، ويقول أيضًا: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وأيضًا "وما ربك بظلام للعبيد"، وأيضًا "ما على الرسول إلا البلاغ"، و"ادع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".

* وما مفاد ذلك؟
منهج الدعوة لا يتعلق بإصدار الأحكام, إنما الأحكام تُترك للقضاء، ولمن أراد الإسلام، نقول له هذا هو الإسلام بشروطه، فإن رغبت بها عملت، وإن شئت تركت، عملًا بالآية "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر", دون إصدار الأحكام التي تعني الصراع والبغضاء والشحناء، فإنها تحرم في إطار مجتمع المواطنة.

* قال أحد المفكرين إن الإسلام يكفل الكفر لمن أراد!! كيف ترى ذلك؟
هو يُنصح، ولكن لا يُفرض على أحد أن يلتزم منهجًا ما أكان حقًا أو باطلًا. وكما قلت "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، و"ما ربك بظلام للعبيد", فمن أراد الكفر فليكفر، ولا نظلمه. ولكن نقول له "إن الله سديخلك النار".

* دون التعدي عليه؟
دون التعدى عليه.. فقط ننصحة. ولكن كمواطن يُعامل بشكل طبيعي وهو حر في معتقده, ونعمل سويًا من أجل الوطن والمواطنة الصالحة؛ في الاقتصاد، والتعليم، والصحة، وغير ذلك. وكوني أصلي في مسجد وأنت تصلي في معبد أو كهف أو كنيسة، فأنت حر ليس لي شأن بذلك، شريطة ألا يكون منك الإفساد في المجتمع. بمعنى أن مظاهر إفساد الشباب هذه لا يقبلها الإسلام في المجتمع، وإفساد البنات أو أي إفساد تحت مسمَّى "حريات"، هذا نرفضه. والحريات تعني أنك تعتقد كما تحب وتعبد ما تشاء وكيفما تشاء، دون أن تفسد في المجتمع شكلًا أو مضمونًا.

* وهل من حق المسيحي الذي أشهر إسلامه أن يعود للمسيحية مرة أخرى؟
أعتقد عنه في غياب المجتمع الإسلامى المستقر الشمولي المتكامل لا يوجد بيننا سوى الحوار، وتتوقف الأحكام التي قرَّرها أهل العلم في ذلك، ليس من باب الإلغاء وأنما من باب الحال التي لا يصلح فيه تطبيقها إلا في مجتمع إسلامي شامل.

* إذن يحق لهم العودة.
بالطبع من حقهم العودة, لأنهم أحرار. أنا فقط أنصحه، لكن لا نأمر بقتله.

* وهل من حقهم إصدار أوراق ثبوتية تثبت مسيحيتهم؟
هذا شأنهم. اختاروا النار، ماذا أفعل لهم؟

* وهل المسيحي يدخل النار؟
لا. نحن لا نقول المسيحي يدخل النار، ولكن نقول إن منْ يدخل الإسلام ثم يرتد، ثم يتلاعب بالأديان؛ فيكون يهوديًا ثم شيوعيًا, فهذا لعب بالعقيدة في التحرك بين الدين والآخر، والله لا يقبل ذلك. ولكن هناك فرق بين شخص مسيحي الديانة وآخر يقول "يلا أجرب الإسلام ثم المسيحية مرة أخرى وبعدها اليهودية". مقبول أن أنتقل بعقلانية وبعد تفكير، ولكن هذا "التنطط" بين الديانات هو إفساد في الأرض، ولكن في النهاية له مطلق الحرية، وما علينا سوى إسداء النصيحة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :