الأقباط متحدون | الفســــاد والإفســــاد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١٤ | الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ | ٢٤ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفســــاد والإفســــاد

الاثنين ٢ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : أنطوني ويلسن

تمر مصر هذه الأيام بفترة زمنية حرجة يتوقف عليها مستقبل الشعب المصري بجميع طوائفه الإجتماعية والسياسية والأقتصادية وطبيعي الدينية .
ثورة 25 يناير هي ثورة شعب وليست إنقلاب عسكر ، والفارق كبير بينهم . ثورة الشعب تعني أن الكيل قد فاض وطفح ولا بد من الصرخة المدوية في وجه الحاكم مطالبين برحيله دون عمل حساب من يحل محله . أما الأنقلاب وغالبا ما يكون عسكريا ، فيكون قد أعد نفسه في حالة نجاحه مختارا من سيتولى حكم البلاد من أول الحاكم إلي رئيس الوزراء وتكون الحقائب الوزارية معدة وجاهزة لمن سيحملها منهم كل حسب ما يترأى لقائد الإنقلاب مثلما حدث مع إنقلاب العسكر في مصر والذي تبعه إنقلابات عسكر في الدول المجاورة .
وعلى هذا فإن ثورة الشعب لاتوجد قوة تؤازرها على الرغم أنها ثورة صادقة نابعة من معاناة الشعب ورغبته الأكيدة في التغير دون سابق تحضير أو علم بمن سيتولى إدارة شئون البلاد . لذافهي تواجه الكثير من الأعاصير والزلازل التي تهددها وقد تقضي عليها لصالح الحاكم ، كما هو الحال في اليمن وليبيا والبحرين . وذلك لوقوف القوة " الجيش " إلى جانب الحاكم على عكس ما هو حادث مع ثورة الشعب المصري التي حماها الجيش المصري .
هذه الوقفة ساعدت الشعب على مواجهة الفساد الذي كان سائدا أثناء حكم مبارك وتم تقديم نظام الحكم وعلى رأسه مبارك نفسه وولديه إلى النيابة العامة للتحقيق معهم في إهدار المال العام والكسب الغيرمشروع مطالبين الجميع بالإفصاح عن حقيقة الأموال التي يمتلكونها وأمكنة الأحتفاظ بها إن كان ذلك داخل مصر أو خارجها.وهذا في حد ذاته شيء حميد وواجب إتخاذه لمحاسبة من تثبت إدانته في إهدار المال العام والكسب غير المشروع ، ومحاولة إعادة ثرواتهم إلى خزينة الدولة .
لكن هذا ليس كل شيء يجب محاكمتهم عليه فالفساد الذي عم البلاد لم يكن فقط في الناحية المالية ، لكنه عم البلاد في جميع مناحي الحياة .
النظام السابق لم يهتم بمصالح الشعب . بل لا أكون مغاليا لو قلت أنه لم يكن يدري أو لديه أدني فكرة عن وجود شعب تعيش نسبة كبيرة منه تحت خط الفقر يسكن المقابر وبنى لنفسه أحياء عشوائية يسكن فيها بعد أن إمتلأت المقابر بسكنى الأحياء والأموات في مكان واحد مع إختلاف أحدهما تحت التراب لا يحس ولا يشعر وطبيعي لا يتألم مثل العائش فوق التراب .
إهمال تام في الرعاية الصحية مما سبب في إنتشار الكثير من الأمراض مع عدم القدرة على العلاج الذي أصبح حلما ينافس حلمهم في قطعة لحم يحتفلون بها مرة أو مرتين في العام أحدهما ما يأتيهم كصدقة في عيد الأضحي أو كرشوة من مرشح ربنا فاتح عليه يقوم بذبح الذبائح ويقوم بتوزيعها عليهم فينال دعاءهم وأصواتهم الأنتخابية . وإذا تشدق مدافع عن الحالة الصحية في مصر وأستشهد بالمستشفيات الكثيرة التي تنعم بها مصر بفضل نظام الحكم والذي سمح للمستثمرين بالإستثمار في هذا المجال . نقول لهم لم يستفد بذلك أي من الشعب الفقير الذي لا يستطيع دفع 10000 جنيه مصري شرطا أساسيا وأوليا للسماح للمريض بالدخول وبعدها تستمر المأساة في التكاليف الباهظة التي لا يقدر عليها المواطن العادي إن كان موظفا حكوميا أو غير حكومي أو يعيش على دخل من محل صغير أو عمل بسيط يتعايش منه .
قائمة الفساد طويلة ويعرفها الجميع سواء من يعيشها في مصر أو من يشاهدها عبر الأفلام والمسلسلات التي يسمحون بعرضها تحت ما يسمى بالديمقراطية والحرية .. حرية التعبير.
لكن أخطر فساد سمح به النظام ذلك الصلح الذي تم بينه وبين جماعة الأخوان المحظورة والذي كان سببا مباشرا في إفساد المجتمع المصري وتحويله إلى مجتمع أعمى لا يرى إلا ما تراه الجماعة ، أخرس لا يتكلم إلا ما تتكلم به الجماعة ، أطرش لا يسمع إلا صوت الجماعة ، وكان يمكن للجماعة أن تقود المجتمع إلى الأفضل . لكنهم فضلوا اللعب على أوتار الدين يدغدغون به حواس العامة من الناس دون النظر إلى مايمكن أن يحدث للمجتمع من تفاقم حالة التعصب وإلتهابها بين أبناء وطن واحد متعدد الأديان والمعتقدات والمذاهب مستغلين بساطة الناس مما أدى إلى الكثير من الحوادث والأحداث التي حدثت على مستوى الجمهورية المصرية في جميع المدن والقرى والمحافظات مما زاد من حدتها وقسوتها من حرق منازل ومحلات تجارية وقتل وهدم كنائس وإلقاء القنابل داخل الكنائس أثناء تأدية الصلاة . بل الأكثر ضررا عدم شعور الأخر غير المسلم لا بالأمن ولا بالأمان في بلد هو بلده مثل الأخر المسلم .
هل لديكم أية فكرة عما يحدث داخل عربات مترو الأنفاق الخاصة بالسيدات وإستخدام أجهزة التسجيل لسماع الناس هذا الكم الهائل من الكره والبغضاء وبث سموم الكراهية ضد الأخر غير المسلم إن كان رجلا أو إمرأة ؟؟ أتوقع الأجابة بلا . وكأن بعضا من الأخوات المسلمات اللائي يقمن بهذا الفعل والتابعات للجماعة ،لا تعرف الجماعة عنهن شيئا ولا تدرك أو تهتم بخطورة هذا الفعل على المجتمع المصري وتتجاهله كما لو أنها ليست لديها أية فكرة عن ما يحدث في الشارع المصري الذي سيطروا عليه سيطرة تامة .
ماذا عن التعليم بالمدارس الحكومية والخاصة من تعاليم للأطفال صغار السن بالبغضاء لكل ما هو غير مسلم . بل لقد شاهدنا ذلك اللقاء الذي أجرته إحدى القنوات الأسترالية في القاهرة في التسعينات من القرن الماضي مع أحد المصريين على ما أتذكر الأستاذ إبراهيم شكري ورأينا الطلبة والطالبات وهم ينشدون نشيدا وطنيا غير النشيد الوطني المصري والعلم غير العلم المصري كل هذا في مدارس على أرض مصرية وطلبة وطالبات المفروض فيهم أنهم مصريون . فماذا ننتظر عندما يكبرون وعدم ولائهم لمصر ولا لمن لا يتبع تعاليمهم وأفكارهم من المصريين .
الحالة التي وصل إليها السلك الحكومي المتعلق بالخدمات للمواطنين والإهمال الشنيع من العاملين مستغلين الدين في عدم القيام بواجباتهم بالتظاهر بالتوجه لأداء الصلاة .
هناك أكرر الكثير والكثير جدا مما يقال عن ما فعلتموه للشارع المصري في طول البلاد وعرضها وأترك لكل من الدكتور رفعت السعيد الذي كتب وقال ومازال يكتب ويقول ما يدينكم فيما وصل إليه الإنسان المصري ، وأيضا الأستاذ عبدالرحيم علي وألأستاذ عادل حموده ولا شك هناك كثيرين غيرهم . ويبدو شأنكم كتنظيم كنتم لا تهتمون بمصر وطبيعي بالشعب المصري لأنكم تتبعون تعاليم مرشيدينكم الذي كانت الشجاعة عند أحدهم فقال مقولته الشهيرة [ طـــــوز فــــــي مــــصــــــــــر ] . وطبيعي إذا كان [ الطوز في مصر] سيشمل أيضا الشعب المصري .
فهل يرضيكم هذا ؟؟ ألا ترون أنكم مدانون بإفساد المجتمع المصري وتستحقون عليه المحاسبة والمحاكمة قبل أن تتقدموا لإدارة شئون البلاد فقد كان بإمكانكم توجيه الناس إلى الوجهة الصحيحة لما فيه صالح مصر والشعب المصري البسيط المسكين الذي يسرق بإسمه الحكام ويلعب بعواطفه وفقره الأخوان فهل سنجد في مصر مخلصا واحدا يصرخ طالبا عدم الأكتفاء بمحاسبة النظام على الفساد المالي فقط ومحاكمتهم على شهداء الثورة .. ثورة 25 يناير هذا العام 2011 .. بل يجب محاكمة كل من تسبب في إغراق العبارة 98 وإستشهاد أكثر من ألف مصري . وكل من أهمل عن قصد أو بغير قصد مصالح هذا الوطن المسكين الذي يبحث عن حاكم مخلص أمين يرعى مصالحه ويحافظ على أرواح شعب قدر له أن يحكم بحكام لا هم لهم سوى الجاه والمال . ومحاكمة الجماعة التي صارت حزبا لعدم مراعاة الله في مصر والشعب المصري وتوجيهه الوجهة الصحيحة إن كان دينيا أو إجتماعيا . لأنني أؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أوجد الأديان لرفعة الأنسان لا لإزلاله وإستغلاله والإساءة إليه غير خائفين من عقابه يوم أن تقدم كل نفس حسابا عما فعلت يوم الحساب العظيم . فأنا أبحث عنه بمصباح كبير وفي ظهيرة كل يوم صيف غير غائم منذ زمن بعيد لعلني أجده !! فهل تعرفون من سيكون ؟؟!! أرجوكم خبرونا فقد يأسنا ونكاد نفقد الأمل في عودة الحب للشعب المصري الذي به يمكننا عمل المعجزات ...
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :