سيفى الرئيس بوعده وإن كره الكارهون
مقالات مختارة | حمدي رزق
الاربعاء ٣ يناير ٢٠١٨
وعد الرئيس السيسى المصريين جميعاً بنص قوله فى قلب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية فى ليلة السادس من يناير الماضى، وفى قداس عيد الميلاد المجيد: «السنة الجاية هتبقى 50 سنة على الكاتدرائية، والسنة الجاية هتبقى فى العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كنيسة ومسجد فى مصر، وأنا أول واحد هساهم فى بناء الكنيسة والمسجد، والسنة القادمة سنحتفل بإنشاء صرح عظيم يعكس احترامنا لبعضنا البعض وديانات بعضنا البعض واختيارات بعضنا لبعض، وكل سنة وأنتم طيبون».
سيفى الرئيس بوعده ولو كره الكارهون، وسيحتفل مع المصريين أجمعين بعيد الميلاد المجيد فى كنيسة العاصمة الجديدة، ولن يمنعه كاره أو ناقم أو رافض أو جبان يستهدف إخوتنا فى أعيادهم بفتوى أو قنبلة، يستويان فى الجرم، الفتوى قنبلة فى يد مجرم يستهدف العزل المصلين.
محاولات عقور لتعويق تكرار التهنئة الرئاسية فى عيد الميلاد المجيد، السيسى بزيارته يسعد قلوب الطيبين من إخوتنا المحبين، كم تسعد الزيارة قلوبا طيبة، قلوبا أولى بالمحبة، وفى حبها فليتنافس المتنافسون.
الحضور الرئاسى لقداس عيد الميلاد لم يعد محلاً لتساؤل المتسائلين، مشكور السيسى لم يتأخر يوماً عن عيد الميلاد فصار طقساً رئاسياً اعتيادياً، الرئيس فى القداس عنوان طبيعى فى دولة مدنية تحترم التنوع، ورئيسها يحترم الاختلاف، ويدير التنوع والاختلاف على أساس من محبة يدخرها للمصريين كافة.
الزيارة السنوية تَجُب ما بين العيد والعيد، تغسل أدران عام مضى، وتصل ما انقطع، وتجدد العهد، وتفى بالوعد، وإذا كانت الزيارة الأولى فى مفتتح رئاسته قوبلت بالأهازيج والأفراح والزغاريد، والثانية كانت ابتهاجاً مسيحياً ووطنياً، والثالثة كانت برداً وسلاماً على إخوتنا من كل شر أراده الإرهابيون ليفصموا العلاقة الاستثنائية بين السيسى ومسيحيى الوطن المفدى، فالرابعة ضرورة وطنية.
وجوبيات الزيارة تجعلها فرض عين، فالكنيسة حزينة وليس أوجب من زيارة رئاسية تمسح الآلام، وتطبب الجروح، وتربت على الظهور، وتمسح على الرؤوس، يحمل حضور الرئيس عيد الميلاد رسالة إلى مسيحيى مصر أن مصر وطن للجميع، وأن الدين لله والوطن للمصريين.
التحية بأحسن منها، والكنيسة الوطنية التى أعلنت على العالم أجمع رفضها أى حديث عن مشروع قانون أمريكى متربص بالوطن، وقطعت الطريق على شذاذ الآفاق الذين تواطأوا قبلا على حرق الكنائس ولم ينبسوا ببنت شفة، ولم يحركوا ساكناً، ولم يقدموا مشروعاً، هؤلاء المتبضعون بحقوق الأقباط ألقمتهم الكنيسة حجراً وهى تئن من الألم، ويعتورها الحزن العميق.
الرئيس الذى يؤكد على ضروريات الوحدة الوطنية، سيذهب إن شاء الله إلى كنيسة الوطن التى أعلنت على العالم عنوانها العريض «الأقباط فى حماية إخوتهم المسلمين من بعد الله تعالى»، يثمن إخلاص الأقباط المصريين أجمعين للعَلَم والنشيد، ووقفوا سداً منيعاً أمام محاولة أمريكية خبيثة للتسلل من خلال الصف الوطنى. وحضور الرئيس ترميم لهذا الصف، كما كان إعمار الكنائس التى حرقها الإخوان والتابعون عملاً وطنياً مصرياً بامتياز.
لم يتبق سوى استقبال الأقباط الرائع للرئيس فى الكنيسة الجديدة ليعلنوا على العالم كله فى قداس عيد الميلاد المجيد ما سبق أن أعلنه قداسة البابا شنودة فى قول بليغ: «إذا كان الأقباط سيتسببون فى فرض سيادة أمريكا على مصر، فليمت الأقباط وتحيا مصر».
نقلا عن المصري اليوم