ترامب يهدد فلسطين بقطع المساعدات.. والرئاسة الفلسطينية: القدس ليست للبيع

لوّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقطع المعونة عن الفلسطينيين، حال استمرارهم في رفض القبول بالولايات المتحدة الأمريكية وسيطا للسلام، ورفض الصفقة التي تجهزها أمريكا، المعروفة بـ"صفقة القرن".

كان الرئيس الأمريكي قد أعلن الشهر الماضي، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمر بنقل السفارة الأمريكية إليها، الأمر الذي أثار غضبا دوليا عارمًا، وأصدرت الأمم المتحدة قرارا يدين قرارات "ترامب".

 

الرئيس الأمريكي توعد الدول المصوتة لصالح القرار بمعاقبتهم بمنع المعونة المالية، وبدأ بتقليص ما تدفعه الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة، ثم أشار إلى أن بلاده لم تستفيد من المليارات التي دفعتها إلى "باكستان" -التي أيدت القرار- ويلوح الآن بورقة المساعدات المقدمة إلى فلسطين، التي رفضت الوساطة الأمريكية في عملية السلام.

 

وهدد "ترامب" بقطع المعونات المالية للفلسطينيين قائلا إن بلاده دفعت للفلسطينيين مئات الملايين من الدولارات سنويا ولم تحصل على تقدير أو احترام، لافتا إلى "أهم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام تأخرت كثيرا مع إسرائيل، فلماذا يجب أن نستمر في دفع كل هذه الأموال لهم؟"

 

رد مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبومازن، على تصريحات "ترامب"، مشددا على أن "القدس ليست معروضة للبيع لا بالذهب ولا بالفضة"، مؤكدا: "نحن لسنا ضد العودة إلى المفاوضات على أساس الشرعية الدولية، مشددًا لعى أن الأساس لأي مفاوضات هو "قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها وإذا كانت الإدارة الأمريكية حريصة على السلام وعلى مصالحها عليها أن تلتزم بهذه المرجعيات".

 

أما حركة حماس، فقد دعا رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، إلى استراتيجية شاملة لأجل القدس تهدف إلى إسقاط القرارات الأميركية والإسرائيلية وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة إعلان موت عملية التسوية واعتبار هذا الموقف موقفاً قطعياً فلسطينياً وإقليمياً.

 

وأعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن اجتماع المجلس المركزي الذي سيعقد في الـ 14 من الشهر الجاري، سيدرس اتخاذ كافة الاجراءات المطلوبة وطنياً لمواجهة هذه التحديات التي تستهدف الهوية الوطنية والدينية للشعب الفلسطيني.

 

أما مصطفى البرغوثي، مؤسس المبادرة الفلسطينية، فقد شدد على أن القدس ليست للبيع، مؤكدا: إن أراد ترامب قطع المساعدات فليفعل، القدس ليست للبيع.

 

على الصعيد الإسرائيلي.. أشاد عضو الكنيسيت، مايكل أورين، بتهديد ترامب للفلسطينيين، قائلا إن "تصريحات الرئيس ترامب رسالة تحذير للفلسطينيين بأنهم من الآن فصاعدا سيدفعون الثمن إذا رفضوا العودة إلى مفاوضات السلام"، لافتا إلى أن ترامب يتبع سياسة قائمة على خلفيته كرجل أعمال.

 

الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة هي ثالث أكبر متبرّع للأراضي الفلسطينية المحتلة بعد وكالة الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) والاتحاد الأوروبي. وقد بلغت المساعدات الأمريكية عام 2015 حوالي 256 مليون دولار.