افتتاحية نيويورك تايمز تهاجم ترامب بسبب شجاره مع "الطفل الغاضب"
أخبار عالمية | مصراوى
الخميس ٤ يناير ٢٠١٨
بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الجديد بهجوم حاد عبر موقع تويتر على زعيم كوريا الشمالية كيم أونج أون، وقال في تغريدات له: "أنا أيضًا أمتلك زرًا نوويًا، لكنه أكبر وأقوى من الذي يملكه. والزر الذي أملكه يعمل".
بهذه المقدمة بدأت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها أمس ثم أشارت إلى أن هناك شخص تصرف كبالغ وحاول بدء محادثة ذكية في مواجهة طفل غاضب.
قصدت الصحيفة بهذا الوصف الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، وكشفت عن محاولته الاستمرار في التواصل المباشر مع بيونج يانج، بعد انقطاع العلاقات بين البلدين لقرابة العامين. وأظهرت خطوته أن هناك أمل قائم في حل أزمة الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بطريقة سلمية.
وذكرت الصحيفة أن مثل هذه الخطوة من رئيس كوريا الشمالية تتطلب الصبر والإنسانية، بجانب مواصفات يفتقدها الرئيس ترامب. فطالما نظرت كوريا الشمالية إلى جارتها الجنوبية كخانعة للولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ تنصيبه في مايو، دعا مون جيه إلى الحوار مع بيونج يانج والتي قطعت العلاقات مع سول في عام 2016 بعدما أغلق رئيس كوريا الجنوبية السابق مجمعا صناعيًا في كوريا الشمالية.
ويضغط مون جيه على بيونج يانج لأشهر من أجل أن ترسل وفدًا للمشاركة في دورة الألعاب الشتوية في الشهر المقبل في كوريا الجنوبية. تجاهل زعيم كوريا الشمالية الأمر حتى خطابه مع بداية العام الجديد، حين أشار إلى أنه منفتح على حوار مع الجنوب لمناقشة تخفيض التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية، بجانب إرسال رياضيين إلى الألعاب الشتوية.
واستغل مون جيه الموقف وعرض لقاء بين وفود رفيعة المستوى يوم الثلاثاء في قرية بانمنجوم الواقعة في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين. ويوم الأربعاء وافقت كوريا الشمالية على المطالب بإعادة فتح الخط الساخن بين البلدين مما يتيح قناة لإعادة الاتصال بين الجانبين بين الجانبين لو تصاعدات التوترات.
ويرى فريق تحرير نيويورك تايمز في الافتتاحية أن الحاجة باتت واضحة الآن لذلك، مع تبادل ترامب وكيم التهديدات بإشعال التوتر الإقليمي.
وأضافت الصحيفة أن مون جيه كان على حق حينما أكد أن العقوبات وحدها لن تنجح في إيقاف البرنامج النووي لكوريا الشمالية. وذلك وسط التهديدات من جانب الرئيس الأمريكي بإشعال حرب قد تتسبب في أعداد كبيرة من الوفيات.
وفي وقت فيه الحوار بين الكوريتين ضروري لإنهاء النزاع بشكل سلمي بين الجارتين الشمالية والجنوبية، تمتلك الولايات المتحدة –حليفة كوريا الجنوبية في هذه النزاع- 30 ألف جندي في شبه الجزيرة الكورية، وهي ايضًا مركز لأي حل وتحتاج للتنسيق عن قرب مع حليفتها.
وطلب الرئيس الكوري الجنوبي من الولايات المتحدة الأمريكية تأجيل التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين إلى ما بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وبالفعل أعلن البنتاجون اليوم تأجيل التدريبات.
ويخشى البعض أن تقدم كوريا الجنوبية تنازلات في أي حوار بين الدولتين، مثل الاتفاق على إنهاء التدريبات العسكرية مع أمريكا او عدم الانصياع للعقوبات الأمريكية. ولكن وبحسب نيويورك تايمز، الحوار مخاطرة تستحق تجربتها.
وأشارت الافتتاحية إلى أن محليين يرون أن خطاب الزعيم الكوري كيم اونج يكشف عن رغبته القوية في الحوار مع كوريا الشمالية، ولا يمكن التيقن من ذلك غير باختباره.