الأقباط متحدون - فضيلة الإمام الأكبر أَعْرِضْ عَنْ هَذَا..
  • ١٨:٤٣
  • الخميس , ٤ يناير ٢٠١٨
English version

فضيلة الإمام الأكبر أَعْرِضْ عَنْ هَذَا..

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٢: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ٤ يناير ٢٠١٨

حمدي رزق
حمدي رزق

لم أفهم تماماً حديث وكيل المشيخة الأزهرية عباس شومان عن قناة الأزهر العامة المزمع إطلاقها لاحقاً من داخل المشيخة الأزهرية، ما لونها، قناة أزهرية بباقة برامجية عامة، أخبار وبرامج أطفال وتوك شو بمصداقية الأزهر.

لو كان الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب يسمع منى فليصرف النظر عن هذا المشروع تماماً، ما حاجة الأزهر أصلاً لقناة عامة والقنوات جميعاً عامة وخاصة مفتوحة أمام فضيلته.

معلوم عدد الطلبات الفضائية بإجراء حوارات مع الإمام الأكبر أكثر من أن يلبيها فضيلته خلال عام لو أجرى حواراً كل يوم، ولم يحدث أن أغلقت قناة واحدة أبوابها دون شيوخ الأزهر والمنتسبين وتتحنن عليهم استضافة، ولا تمر ليلة دون ظهور أزهرى معمم أرضياً أو فضائياً.

الأزهر وشيخه فى غنى عن قناة تليفزيونية تدخل فى صراعات وتنافسيات القنوات العامة والفضائيات الخاصة على نسب المشاهدة وكعكة الإعلانات وحديث التمويلات، وستجلب على الأزهر ما لا يستحب من القيل والقال، وستجسد الاستقطاب الدينى الكريه، مثلاً هل سيسمح للمختلفين فكرياً وفقهياً وطائفياً بالظهور على شاشة الأزهر.. أشك تماماً، ويقيناً ستكون حكراً كجامعة الأزهر على الأزهريين وستجلب الهجومات المعاكسة على الأزهر والإمام!

هل ستقبل بالأفكار الليبرالية والعلمانية برامجيا، هل ستفتح شاشتها لليبراليين والعلمانيبن وبالأحرى للمسيحيين والبهائيين، هل سيقدم برامجها من غير المعممين، هل ستقبل مذيعات غير محجبات؟.. يقيناً كل هؤلاء لن يعتبوا بوابة القناة الأزهرية، إذن ستكون أزهرية صرف، يعنى لسان حال المشيخة الأزهرية.

وماذا لو قررت الكنيسة بالمثل وفى هذا السياق الاستباقى إطلاق قناتها العامة، قناة فى مقابل قناة، أليس فى هذا الحكى ما يستوجب التوقى وطنيا من حدوثه تالياً؟ أخشى تماماً من هذا السعى الحثيث لاستثارة الشجون الطائفية.

هناك فى المشيخة من يفكر بعقلية لا ترعوى لمكانة الأزهر فى الأمة، ولمقام الإمام الأكبر فى الأمة، ما يستوجب ترفيعهما عن هذه المشروعات الخلافية، عجيب جداً الزج بالأزهر الشريف فى السباق الإعلامى المحموم مصرياً، من ذا الذى يزج بالأزهر فى هذه المعمعة دون التحسب لتبعات ولوج البث التليفزيونى سياسيا واقتصاديا، كيف ستخوض هذه القناة معارك إخبارية شبه يومية مع قنوات وفضائيات منافسة فضلاً عن أفكار مناهضة أو معادية، الهجوم المضاد سيكون مركزه الأزهر وشخصه الإمام، مَن ذا الذى يورط الأزهر وإمامه الطيب فى هذه المعجنة اليومية؟

وإذا صدق الشيخ شومان القول بأنها ستكون قناة عامة، فليشرح لنا كيف ستكون قناة الأزهر عامة، ماذا ستقدم فى العموم لتغطى الهواء المفتوح، مسلسلات دينية، أفلام دينية، سلسلة «فجر الإسلام» لا تكفى أسبوعاً، أم ستنتج دراما أزهرية تسوق بختم الأزهر الشريف، وكيف سيكون التوك شو معمماً؟

وقبلا مَن ذا الذى سيدفع كلفة إطلاق القناة، هل سيدفعها الأزهر من أوقاف المسلمين أو من صندوق الزكاة والصدقات خاصة الفقراء والغارمين، أو يمولها آخرون يستلزم الإفصاح عنهم، من يبحث عن دور عام فليبتعد بمسافة عن المشيخة، الأزهر يملك تاريخيا دورا باهرا لا يحتاج قناة ترويجية.. بح صوتنا على الدولة لإغلاق الفضائيات الدينية والأزهر يعتزم إطلاق قناة دينية ولو قيل إنها عامة تجملا أو تخفيا، فضيلة الإمام مخلصا ومن قلب محب.. أَعْرِضْ عَنْ هَذَا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع