بعد العيد
د. مينا ملاك عازر
٣٨:
٠٩
ص +02:00 EET
الاثنين ٨ يناير ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
معنى أن حضرتك تقرأ هذا المقال، أنك أفلت من كل المخططات المحدقة بالمسيحيين في العيد، أو أن تلك المخططات لم تتم فعلاً، فهذا المقال مكتوب قبل العيد ولا أعلم إن كان الإرهابيون سينجحون في التنكيد علينا أم ستنجح الشرطة في حفظ ماء وجهها، على كل حال قراءتك لهذا المقال يعني ببساطة أنه ننشر وأنك بخيرومن حولك كذلك، أو أنك مصري مسلم تقرأ لجريدة الأقباط متحدون، وفي كل الأحوال يجدر بي أن أهنئك بالعيد وبسلامتك وسلامة من سلم من المواطنين وبنجاح الشرطة لو نجحت،وأعزي المواطنين لو نجح الإرهابيون.
صديقي القارئ، مصر الآن في منعطف طرق، فإما أن تستكمل شبكة الطرق وتنتهي من العاصمة الإدارية، وتشق باقي الأنفاق، أوتنحشر في المنعطف وحينها لا أمل للخروج إلا بعمل إرهابي يجعلنا نتكاتف كلنا حول بعضنا البعض وننزلق من ذلك المنعطف لطريق طويل لا أعلم نهايته لكنه من المؤكد أنه ممهد لسير السيارات.
وحضرتك تجلس في قفا العيد، وتنظر للأمام في قلق، وللخلف في غضب، وللحاضر في حزن، ولذا فأنا أعزيك لأن دماء مصرية ستبقى تجري على أرض هذا الوطن لكي يبقى المصريون يحاربون، ولكي يبقى المسؤولون يحلمون بالقضاء على الإرهاب، ويوعدوننا بقرب القضاء عليه.
كارثة حضرتك، أنك تحارب الإرهاب حيث التنظيمات الكبرى، ودعمه حيث المؤسسات صاحبة الفكر الإرهابي، ولذا سيبقى سلاحك مرفوع في وجه الإرهابيين الخطرين، ويدافع عن المفكرين الأكثر خطورة، وهذه هي عمق المأساة التي تعيشها مصر.
أنا عارف إن حضرتك واكل وشارب شاي، لكن لا أعرف إن كنت محاسب على ما أكلته أو ما شربته أم لا، أغلب الظن أنك مقترض لكي تسدد أحلام رفاهية نفسك أو لأولادك، لكن لا تحلم بتأمين المستقبل لهم، لذا يرتفع الدخل العام في كثير من الدول وينخفض حق المواطنين في الحياة الآمنة السليمة، وبذلك أنت مطمئن أن الغد في يد الله والحاضر في يد البنك، وماضيك في طي النسيان، وإن كانت الدول تقترض لتشتري سلع ترفيهية لسكانها ولا تؤمن لهم نظام تأمين صحي جيد، ولا تعليم متميز، فال عيب عليك إن رهنت أرضك لتشتري موبايل.
صحيح نسيت أقول لك كل سنة وأنت طيب وآمن وسالم وإنسان، وربنا يكفيك شر المسؤولين والحكومات والدول والمنظمات والمؤسسات والإرهابيين، وسلاح الشرطة، والصلاة وأنت مهدد من واحد لا ذنب له إلا أنه تربى في دولة تكره الآخر، ولا تهتم بتعليمها وتدعم مؤسساتها الإرهابية.
المختصر المفيد حمد الله على السلامة.