أبطال صنعتهم التوازنات وطغاة تصنعهم الشعوب
بقلم: سامي فؤاد
ما المسرح إلا دنيا صغيرة وكما المسرح أبطال وأبطال ثانويين وكومبارس وأحياناً ملقن والأهم الجمهور هكذا دنيتنا حكام دول عظمي وحكام دول صغيرة تخدم علي أدوار البطولة وجماعات وفرق تقوم بدور الكومبارس بين الفريقين والملقن غالباً شيطان الحروب وسماسرته تجار السلاح والدم والشعوب هم الجمهور الذي غالباً يخرج من العرض حزيناً باكياً وطوال العرض تتأرجح مشاعره بين أبطال العرض فهو لا يستطيع تمييز الطيب من الشرير وغالباً الاثنان صناعته أو بمباركته .
قتل بن لادن صديق الماضي والمنتج الأمريكي هو ورجاله إثناء احتلال الإتحاد السوفيتي لأفغانستان عندما كنا نسميهم في وطنا العربي بالمجاهدين وانتهي الاحتلال بل أنتهي الإتحاد السوفيتي وبقي المجاهدين لجهادهم ولكن كانت الطامة عندما جاهدوا ضد أنفسهم وضد الشعوب العزل ولم يجني ثمار جهادهم إلا تجار الحروب ودول نددت بالإرهاب جهراً وباركته وساندته سراً , ولكن تري هل سر الكثيرين بمقتل بن لادن ؟ نعم سر الكثيرين وكانت سعادتهم بقدر كراهيتهم للإرهاب ولكن لأن بن لادن إنتاج أمريكي عربي مشترك فسيكون قدر الحزن علية بقدر كراهية العديد من الشعوب الكارهة لأمريكا والتي رأت في طغيان حكامها إستقواء بسيدة دول العالم التي لا أرى تشبيه لها سوي تشبيها بالخطيئة نكرهها بنفس قدرتنا علي التلذذ بفعلها , لم يساند تنظيم القاعدة دولة مقهورة ولم يساعد شعب مقهور ضد طغيان حاكمه حتى سرنا لا نعرف هذه القاعدة تعمل مع من من أجل من . وفي النهاية تدفع الفاتورة شعوب مسكينة لم تزدها الحروب والعمليات الجهادية إلا فقراً علي فقرها واستنزاف لمواردها وطغيان لحكامها بحجة التهديدات الخارجية والداخلية ، ولأن سفك الدم جرم ورائحة البارود كريهة كان علي الأبطال دائما تسمية الأشياء بغير أسمائها فسمي الاستعمار حرب من أجل حرية الشعوب وسمي الإرهاب جهاد من أجل الله ومن أجل الأوطان فلا الله جل جلاله يرضي عن قتل الأبرياء ولا تحررت الأوطان وسمي الاستبداد في الحكم وقتل طالبي الحرية والحقوق حفاظ علي أمن الوطن من الفوضى والاستبداد ، وكأنه صار علينا في وطنا العربي أن نختار بين حكام تطغي وتستأثر بالحكم بقوانين كبت الحريات وبقوات أمنها وسلامتها ، أو بحاكم يرتدي زى المجاهدين ويطغي ويستأثر باسم الله والدين وكان لزاماً علينا أن ندفع دائماً الثمن بمزيد من الفقر وكبت الحريات والتبعية وتسول قوتنا ولم نحصل منهم علي شيء سوى وعود بمؤجلات وجنات الآخرة والعديد منهم ينعم بجنات الدنيا ودولاراتها . والآن وقد ذهب الرجل بما له وما عليه ولكن هل لنا في سؤال بسيط ماذا قدم هو وأقرانه للبشرية عامة ولوطنه خاصة هل حررت قطعة ارض عربية واحده بفضل جهادهم هل سقط نظام مستبد واحد بفضل جهادهم وأي نموذج نستطيع تقديمه بفخر للعالم كشخص عربي ومسلم أيمن الظواهري أم أحمد زويل .
والآن أتي دور الشعوب وعليها أن تختار بين حكام تحترم إنسانيتهم وعقولهم وتسعي لرفاهيتهم أو اختيار طغاة تكبت حريتهم ويحقق ذلك ليس شخص الحاكم أو إدعائه الصلاح بل بنظام الحكم وأسس وقواعد لا تصنع طاغية يتسلط علينا بالقوي الغاشمة أو بالقوي الملساء التي تأتينا ناعمة باسم الله والدين وهما منهم براء . فكفانا تصفيق لأبطال صنعتهم الموائمات والتوازنات بين كبري الدول وكفانا صناعة طغاة باسم القوميات والأديان .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :