هجرس: ما حدث بقنا ردة عن دولة القانون
حين يعمل المصريون.. الناس لن تأكل شعارات!
مرقس: ثورة 25 يناير حادثة غير مسبوقة منذ عهد محمد علي
كتب: جرجس وهيب
نظمتها مؤسسة "مواطنون من أجل التنمية" ورشة عمل بعنوان "حين يعمل المصريون" عن مستقبل العمل التنموي بعد 25 يناير بحضور "سامح فوزي" -رئيس مجلس أمناء المؤسسة- وممثلي عدد من الجمعيات الأهلية.
قال الكاتب "سعد هجرس" أن ثورة 25 يناير التي هزت العالم، ونظامًا من أعتى النظم الاستبدادية فيه، الثورة جأت نتيجة تراكمات فترة طويلة، وقامت على تضحيات كبيرة قدمها الشباب الذي فجر الثورة، ثم انضم إليها الشعب بكل طبقاته وفئاته وعقائده، والمرأة شاركت بالثورة، ثم تم تهميش دروها بعد ذلك.
ثورة ناقصة
وأكد "هجرس" أن الثورة لن تنجح بالهتاف فقط في التحرير! وأنها لم تنته لأن نظام الرئيس "مبارك" لم يسقط، فمازال المحافظون ورؤساء الجامعات، وكبار المسئولين، لم يطلهم التغيير، وأن أهداف الثورة بعيدة حتى الآن عن الاكتمال، فما زال من 60 % إلى 67 % من المصريين تحت خط الفقر، ونسبة كبيرة من الشعب المصري من الأميين، وأن النظام التعليمي من أسوأ الأنظمة، وإن كانت الثورة وضعت هذه التحديات على طريق الحل، إلا أن هناك تحديات تنتظرها، فخلال الفترة القادمة يجب أن ينكمش معدل الفقر، ويجد كل مواطن فرصة جيدة في التعليم، والعلاج، ووسيلة مواصلات آدمية، فالناس لن تأكل شعارات. وأن هناك محاولات لإيقاف وتحجيم الثورة في ربع ثورة.
وأضاف "هجرس" أننا خلال الثورة استبشرنا خيرًا بالوعي، والتأكيد على مدنية الدولة، واختفاء الطائفية، وتجلت الوحدة الوطنية في أروع صورها، فالكنائس كانت بدون حراسة، ومع هذا لم تمس، ثم أفقنا على كابوس ظهور عدد كبير من الجماعات المتطرفة، والتي ترغب في إقامة دولة دينية، وهي إحدى التحديات الكبرى، وهي المعضلة التي تواجه الثورة بأخطار جسيمة، والأخطر من ذلك تلك العلاقة الملتبسة، بين تلك الجماعات وحكومة شرف والمجلس العسكري، وبدأ ذلك بموضوع كنيسة "أطفيح" ثم محافظ "قنا"، والاستعانة بالشيخ "محمد حسان" والدكتور "صفوت حجازي" لحل الموضوع، وهو شكل من أشكال التواطؤ معهم، وأن من صنع المشكلة في "قنا" هم من طلبوا منهم حل المشكلة!
ردة عن القانون
وشدد "هجرس" على ضرورة أن تحاسب الحكومة على ذلك، وأن ما حدث بقنا ردة عن دولة القانون، وأن الكتل الدينية تضم عددًا من الكتل المختلفة، من بينها الأخوان المسلمين، والسلفيين، وكل جماعة تنقسم إلى جماعات مثل جماعة الأخوان، تضم أخوان معتدلين ومتشددين وشباب الأخوان، وليس من مصلحة احد التهويل أو التهوين من قوة هذه الجماعات، فخلال انتخابات الاتحادات الطلابية لم يحصل طلاب الأخوان إلا على 28%، كما لم يتم الاستجابة لفتاوى شيوخ السلفيين بتحريم شم النسيم وهدم الأضرحة.
واختتم "هجرس" بأننا نحتاج خلال المرحلة القادمة لدراسات عميقة من القوى المدنية، من أجل وضع العلاقة بين الدين والسياسة على أرضية المواطنة، خاصة أثناء مرحلة تشكيل الدولة ما بعد الثورة، خاصة وأن اتجاه في مصر يريد دولة مدنية، وآخر يريد دولة دينية، فالشعب المصري يعيد اكتشاف نفسه.
توافق وطني
من جهته قال "سمير مرقس" -عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان- أن ما حدث بثورة 25 يناير غير مسبوق منذ عهد "محمد علي" وحتى يومنا هذا، وأن تخرج قاعدة جماهيرية تنادي بإسقاط الحاكم، ويصبح في مصر حاكم سابق، وأن شعار ثورة يناير كان حرية وعدالة اجتماعية، وشهدت الثورة حالة مصالحة اجتماعية ودينية بين المصريين، من خلال الحركة الوطنية، وأن الحراك كان سببه الشباب المثقف، ثم لحق بهم شرائح اجتماعية مختلفة، من الأغنياء والفقراء المسلمين والمسيحين والشباب والفتيات.
إسقاط مبارك لا يكفي
وأضاف "مرقس" أن الفترة الانتقالية من أخطر ما يمكن، وأن إسقاط الحاكم ليس كافٍ وحده، وإنما أول الغيث، وأن الحراك الشعبي الموجة الأولى من الحراك، إن لم تستكمل بموجة ثانية وثالثة بنفس الارتفاع، سيكون هناك مشكلة حقيقية، ونعيد صياغة العلاقة بين الحاكم والمواطنين. ولا يمكن إقصاء أي تيار سياسي. والحاكم أسقط من كل المصريين حتى من لم يشاركوا في المظاهرات لم يكونوا متعاطفين مع هو قائم، ولم يخرجوا لمواجهة من أسقطوا النظام.
وكان لابد أن يترتب على ذلك سلوكيات وقرارات جديدة، فليست المشكلة إسقاط رموز، وإنما تغيير القاعدة .
وقال "مرقس" أن المشكلة الاقتصادية الموجودة بمصر لم يكن سببها ثورة يناير، وإنما كان النظام الاقتصادي هشًا غير إنتاجي، وأن السياحة هي نشاط مكمل، أما الزراعة والصناعة والأنشطة التكنولوجية فهي الأنشطة الرئيسية.
كما شدد على ضرورة إعطاء الجمعيات الأهلية الحرية في العمل خلال المرحلة القادمة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :