الأقباط متحدون - د. محمد أبو الغار يستعرض الكتاب الذى هز «عرش أمريكا» : «النار والغضب».. يكشف فضائح ترامب فى «البيت الأبيض»
  • ٠٨:٤٥
  • الجمعة , ١٢ يناير ٢٠١٨
English version

د. محمد أبو الغار يستعرض الكتاب الذى هز «عرش أمريكا» : «النار والغضب».. يكشف فضائح ترامب فى «البيت الأبيض»

مقالات مختارة | د.محمد ابو الغار

٥٩: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ١٢ يناير ٢٠١٨

د.محمد ابو الغار
د.محمد ابو الغار

فى التقديم يقول المؤلف إنه كان شبه مقيم فى الجناح الغربى للبيت الأبيض، وأجرى أول حديث صحفى مع ترامب بعد انتخابه وحاور جميع موظفى البيت الأبيض الكبار، وسجل معهم أحاديثهم لساعات طويلة، وقد حاولوا جميعاً أن يعملوا مع ترامب بإخلاص.

المقدمة

فى عشاء صغير فى نيويورك اجمتع مؤلف الكتاب مع «بانون» مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية و«روجر إيلز» رئيس قناة فوكس التى تربح 1.5 بليون دولار سنوياً، وكلاهما كان معجباً بترامب بالرغم من ذلك، قال إن ترامب متذبذب وإنه كان ديمقراطياً ثم أصبح مستقلاً ثم تحول إلى جمهورى ولا يعرف بدقة أين هو الآن. يقول «إيلز» إنه بعد المناظرة الأولى التى خسرها ترامب أمام «هيلارى كلينتون» لم يكن يدرى أنه خسرها بالرغم من أن الكل أجمع على ذلك. وأثناء الانتخابات رفض صديقه «إيلز» أن يرأس حملة ترامب لأنه لا يسمع الكلام ولا يصغى لأى استشارة، وقاد الحملة «بانون» ولكن «إيلز» استمر فى الدائرة الضيقة لترامب. وقد حاول بانون أن يرشح الصقر اليمينى «بولتون» فى وظيفة مستشار الأمن القومى وقال إنه مؤيد كبير لإسرائيل وقال إن مشكلة «بولتون» هى فضيحة خناقته فى فندق مع التحرش بالنساء وقال بانون «لو أننى قلت للرئيس ذلك لربما أعطاه الوظيفة بسبب ذلك».

وبالرغم من أن بانون اكتشف أشياء كثيرة غريبة وغير متوقعة ومريبة فى ترامب، إلا أن ذلك لم يجعله يتخلى عن العمل معه. وقال بانون إنه منذ اليوم الأول فى رئاسته قال إنه سوف ينفذ ما وعد به فى البرنامج الانتخابى وسوف ينقل سفارة أمريكا إلى القدس، واتفق مع نتنياهو والملياردير الكبير إدلسون صاحب صالات القمار وأكبر مؤيدى إسرائيل. وعندما قال «إيلز» هل يعرف ترامب تبعات ذلك قال إن ترامب قال فليأخذ الأردن الضفة الغربية ومصر تأخذ غزة، وإن السعودية ومصر على الحافة وهما مرعوبتان من إيران. أما روسيا فهى سيئة للغاية، ولكن العالم ملىء بالسيئين. وحين سئل من هم قال ترامب إنه لا يعرف. ثم قال إن الصين هى الخطر الأكبر وإن مديرى المخابرات CIA والمباحث العامة FBI سوف يتم فصلهما لأنهما وراء سياسة أوباما تجاه الصين. وقال «بانون» إن ترامب موافق على كل هذه الأفكار وهذا شىء عظيم. ثم قال إن الصين الآن مثل ألمانيا النازية عام 1930. وحين سأل «إيلز» أين الطفل؟ يقصد «كوشنر» زوج ابنة ترامب. فقال بانون إنه شريكى وهو جزء من الفريق.

انتخاب ترامب

كان فريق ترامب الانتخابى يعتقد أنه سيخسر ويرجو أن يكون بفارق بسيط، وقالت مساعدته كيليان كونواى إن حملة الانتخابات ضعيفة وارتكبت أخطاراً كارثية وإن ترامب أسوأ مرشح فى التاريخ الحديث لأمريكا. وهو الأمر الذى تحدث عنه فريقه الانتخابى فى صمت وقالوا إن ترامب لا يمكن أن ينجح. وعندما سأله مساعده «نينبرج»: هل تريد أن يصبح رئيساً فلم يجب، وأعتبر أنه لا داعى للإجابة لأنه لن يصبح رئيساً. وكان ترامب متوقعاً الهزيمة ولم يكن غاضباً من ذلك.

وقد كان حديث ترامب لمحطة إن بى سى NBC كارثة حين قال للمذيعة أنا شديد الانجذاب للمرأة الجميلة ثم أبدأ فوراً فى تقبيلها. وقال فى حديث جانبى قبل الانتخابات مباشرة لمذيعة التليفزيون وكان الميكروفون مفتوحاً على الهواء «التحرش الجنسى كالمغناطيس، أنا لا أستطيع الانتظار وأقبلهن فوراً وأمسك بأجزاء حساسة من جسمهن، وحين تكون نجماً فهذا يصبح مقبولاً منهن».

ترامب وزرجته ميلانيا

كان ترامب يتجول بطائرته بين بيوته المختلفة وزوجته لا تعرف شيئاً عنه وهو تقريباً لم يكن يرى أولاده الخمسة، وبعد طلاقه ثم زواجه الثالث قال عن الطلاق عش حياتك ودع الآخرين يعيشوا.

ويقول المؤلف إن علاقات ترامب النسائية كانت متعددة حتى أثناء الحملة الانتخابية. وعندما نشرت الصحف الأوروبية والأمريكية صورة «ميلانيا» زوجته وهى عارية حين كانت تعمل موديلاً قبل الزواج غضبت وعنفت زوجها الذى أجاب بأنه سوف يرفع عليهم قضية وعموماً أنا لن أكسب الانتخابات وسوف ينفض المولد.

يقول المؤلف إنه إذا رغب ترامب فى إقامة علاقة جنسية مع زوجة أحد أصدقائه فإنه يدعو صديقه للمكتب ويطلب منه أن يحكى عن تفاصيل علاقته الجنسية مع زوجته وفى هذه الأثناء يكون فاتح الاتصال مع الزوجة لتستمع إلى الحديث.

لم يكن لترامب طوال حياته أصدقاء بمعنى الكلمة، ولكن كان قريبا منه أثناء الانتخابات جوليانى وكريستى السياسيان الأمريكيان. وعندما ذهب إليه السياسى المخضرم سام نان ليشرح له الدستور الأمريكى لم يستطع أن يتعدى فى الفهم المادة الرابعة وبدأت عيناه تدوران فى كل اتجاه. وعندما قال له أصدقاؤه إنه لا يجب أن يتقاضى من الروس 45000 ألف دولار مقابل إلقاء محاضرة، قال لهم إن هذا سوف يكون مشكلة فقط لو أصبحت رئيساً. وقد اختار ترامب «بول مانافورت» ليقود حملته الانتخابية بالرغم من أن تاريخه كان معروفاً بأنه خلال 30 عاماً كان يمثل الديكتاتوريين والفاسدين فى كل مكان.

يقول المؤلف إن كوشتنر وزوجته إيفانكا ترامب وأخوتها كانوا يعملون بطرق غير واضحة ورمادية فى البيزنس. وقد سبق أن قبض على كوشتنر زوج ابنته وحبس فى السجن الفيدرالى بتهمة التهرب الضريبى. ويستغرب المؤلف من عدم إعلان ترامب عن سجله الضريبى أثناء الانتخابات.

وبالنسبة لموضوع علاقة حملته بروسيا يقول المؤلف إنه لم يستوعب خطورة ذلك وقد حذره بعض المقربين منه ولكنه لم يستمع. وقد استهتر ترامب ولم يستمع للنصائح باختيار مساعدين متمرسين فى البيت الأبيض ولم يفهموا ما قاله فرانك سيناترا بأن نجاحك فى نيويورك لا يعنى بالضرورة نجاحك فى واشنطن. وقد عين ترامب مليونيرات التمويل العقارى فى كبرى الوظائف، ولذا فشلوا واعتبر أن زوج ابنته هو أحسن شخص يقوم بدور قيادى لمساعدته، حتى قالت له إحدى قيادات الحزب الجمهورى بأنه يبدو أن لا أحد يقول لك إنه لا يمكن أن توظف أولادك معك.

بانون

كان بانون مذهولاً من طريقة ترامب فى الكلام، وهى مزيج من الشتائم ومعلومات تاريخية غير دقيقة وكلام من وسائل الإعلام وأفكار شديدة اليمينية مخلوطة مع دعاية سياحية. وكان بانون الوحيد الذى استطاع تقدير أهمية الشعبوية فى خطاب ترامب، وقد حاول بعض معارف ترامب إقناعه بأن إعطاء منصب رئيس البيت الأبيض إلى بانون فيه خطورة شديدة بالإضافة إلى أنه كان غير منظم على الإطلاق هو ومساعدته.

ثم عين ترامب بعد ذلك مديراً آخر مع بانون للبيت الأبيض «بريبوس» الذى قال إنك عندما تتحدث مع ترامب سوف تستمع منه فى كل مقابلة لكلام مكرر مدته 54 دقيقة خلال ساعة، ويتكرر كل مرة، ولذا عليك أن تتحدث باقتضاب فى نقطة واحدة قصيرة معه.

و يقول بانون إن ترامب هو حقيقة مندوب مبيعات إذا لم ينجح فى البيع قام برفع قضايا وإثارة مشاكل. وعندما قام السيد ستيل بكتابة تقريره غير الموثق بالكامل وهو يدين علاقة ترامب بروسيا وقف ترامب أمام شاشات التليفزيون ليقول إنه لا علاقة له بروسيا على الإطلاق وإنه قد عرضت عليه صفقة قدرها 2 بليون دولار فى دبى ولكنه رفضها.

اليوم الأول للرئاسة

فى هذا الباب يتحدث عن يوم حلف اليمين واليوم التالى له وكان ترامب غير سعيد فى بلير هاوس المقابل للبيت الأبيض الذى قضى فيه ليلته وقال إن ضغط المياه ضعيف فى الحمام، والجو حار، والسرير متعب، وانهال بصوت عال فى تكدير زوجته التى غضبت وسافرت فى نفس اليوم إلى نيويورك. وبعد أن قام ترامب بإلقاء خطاب تنصيبه قال وكرر مرات كثيرة إن الجميع لن ينسوا هذا الخطاب. وقد كتب جورج بوش أن هذا الخطاب زبالة غير واضحة، وكان رأى بانون أن نترك ترامب كما هو لأنه من المستحيل أن يتغير ومحاولة التغيير سوف تفقده طريقته وأن مؤيديه لا يهمهم أن يتغير وأن الإعلام لن يحبه أو يؤيده فى جميع الأحوال، والأحسن أن يلعب ضد الإعلام وليس معه، وأن ما فعله ترامب بنجاحه يعد ثورة أمريكية جديدة. وحين سأل أحدهم ترامب: من تستشير؟ قال أستشير نفسى.

نقلا عن المصري اليوم