سليمان المنياوي 

مازالت الحروب العسكرية في اليمن ، والانتفاضة الشعبية في ايران تستحوز علي الاطراف المتحاربة ،ما بين اليمن وطهران وامريكا ، انتفاضة الشعب الايراني لا علاقة لها بالولايات المتحدة الامريكية ، كما ان القتلي والجرحي من المدنيين اليمنيين لا علاقة لهم بطهران ولكن الطرفين يعملان الي مزيد من الدماء من أجل المصالح السياسة بعيدا عن مصالح الشعبين الايراني واليمني .

فقد افادت المنظمات الحقوقية الايرانية بأن خمسة من المتظاهرين قتلوا حتي الخميس 11 يناير، وان عدد المعتقلين فاق اربعة الاف معتقلا وأكد موقع "سحام نيوز" المقرَّب من مهدي كروبي، أحد زعماء الحركة الخضراء الخاضع للإقامة الجبرية، أن "كلا من سينا قنبري في سجن "ايفين" بطهران، ووحيد حيدري في سجن "أراك" المركزي، ومحسن عادلي في سجن "دزفول"، قتلوا ، بينما تدعي السلطات أنهم انتحروا !!.
 
بدورها أكدت المحامية نسرين ستودة، من "مركز المدافعين عن حقوق الإنسان" المحظور في طهران، في تصريحات لتلفزيون "إيران انترناشيونال" الذي يبث من لندن، أن القتلى الشبان تم قتلهم ولم ينتحروا. ولاحقاً أعلنت ستودة وفاة معتقلين آخرين، مما يرفع العدد الي خمسة معتقلين..
 
هذا وتنظم عائلات الطلبة الذين اعتقلوا خلال الأحداث ،اعتصامات ، وبينما استمرت الإضرابات العمالية والإضراب العام في عدد من الأسواق في بعض المدن خلال اليومين الماضيين، هناك دعوات للاحتجاجات في أكثر من 40 مدينة .
 
بينما يهدد نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية عقوبة الإعدام ضد بعضهم، بحسب "منظمة حقوق الإنسان الإيرانية.
 
ومن ايران الملتهبة الي اليمن "السعيد " سابقا ، كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن وفاة مئات الالاف بالكوليرا ، وذلك في 19 محافظة يمنية من أصل 23 محافظة 
 
وتكشف هذه الأرقام عن حجم الانتشار الواسع للوباء بين صفوف المدنيين والذي يقتل فردًا كل ساعة، وذلك حسب ما أعلنت منظمة أوكسفام الخيرية، أي أكثر من 700 فرد خلال شهر، ولكن لضعف إمكانات اليمن في الأساس إلى جانب الحرب والحصار لم يتم احتواء المرض حتى الآن، فقد أعلن الحوثيون العاصمة صنعاء في 14 مايو/آيار الماضي مدينة منكوبة، بينما تقف السطات الشرعية عاجزة عن احتواء المرض بخلاف المساعدات الخليجية التي تحاول التغطية على ما يجري هناك.
 
ولم تكتف الكوليرا فقط بحصد أرواح اليمنيين فقد سبقتها لقوائم الموت أمراض أخرى وأهمها حمى الضنك والتي تسببت في وفاة 80 شخصًا العام الماضي وإصابة حوالي 233 ألف فرد.
 
وبجانب الأوبئة والأمراض انضم شبح الجوع إلى قائمة الحصار ضد الشعب اليمني، فقد حذرت الأمم المتحدة من أن العالم يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ عام 1945، حيث يواجه 200 مليون شخص مجاعات في اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا، ويدعم ذلك ما أكده تقرير أممي آخر أن حوالي 60% من اليمنيين (177 مليون نسمة) في «أزمة» أو «حالة طارئة» للوضع الغذائي، وقد تتدهور الأوضاع وتصل لحد المجاعة.
 
الحوثي والتحالف يتاجرون بأمراض اليمنيين
تسبب عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية في إطالة أمد الأزمة اليمنية أكثر من حلها، بخلاف ما أعلن في البداية وقت إطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015 بأن العملية العسكرية لن تستغرق ثلاثة أشهر ليمر العامان ولم تحسم الأمور حتى الآن وما زال اليمنيون يطبق عليهم المرض والجوع جراء تعنت أطراف الصراع كافة.
 
ولا يهم أي من طرفي الصراع كثيرا أمر اليمنيين، فالحوثيون ما زالوا يواصلون حصار بعض المدن مع استمرار أعمال القصف العشوائي، وعلى رأسها مدينة تعز  أولى المناطق التي شهدت انتشار الوباء جراء استمرار الحصار  ومنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وكذلك التحالف العربي ما زال يفرض حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على المناطق الخاضعة للحوثيين وعلى رأسها صنعاء وكل ذلك ساعد في تفشي المرض واستفحاله ليطال 19 محافظة يمنية من أصل 23.
 
ولم يكتف أطراف الصراع بالتسبب في تفشي الكوليرا وغيرها من الأوبئة، بل يسعى كل طرف إلى توظيف المرض سياسيا، فالحكومة الشرعية ومن ورائها التحالف يحملون المسؤولية للحوثيين إذ يتهمونهم بالضلوع في نشر الوباء عن طريق منع عمليات النظافة ووصول الأدوية إلى المستشفيات ومنع علاج المصابين، أما الانقلابيون فيروجون أن حصار التحالف وهدم المستشفيات ومنع وصول الأدوية هو من صنع الحكومة والتحالف العربي للضغط علي اليمنيين.
 
من غير المرجح الآن أن يقدم التحالف العربي وخاصة دول الخليج أي تنازل في اليمن للحوثيين في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعطى الضوء الأخضر للسعودية والإمارات باستمرار عملياتهما العسكرية بغض النظر عن الخسائر أو الضحايا..
 
ويعد وجود ترامب الآن في البيت الأبيض فرصة لدول التحالف وخاصة السعودية والإمارات في فرض أجندتيهما كاملة باليمن، وقد بدأت أولى هذه الخطوات بتأييده الحصار المفروض على الدوحة أحد حلفاء واشنطن إلى جانب رغبته في استخدام دول الخليج في حربه ضد إيران فإن هذا سيدفعه إلى غض الطرف عما يجري باليمن، وليس هذا فحسب بل عمل على تزويد دول الخليج بالأسلحة التي طلبوها والتي أوقفتها الإدارة السابقة بسبب حرب اليمن.
 
أما عن موقف الدول الأوروبية الأخرى فهي لا تكترث كثيرا لما يجري في اليمن ولن تفعل شيئا ما لم تقدم عليه واشنطن أولا، لتكتفي ببيانات الشجب والتعاطف دون اتخاذ رد فعل حقيقي لإنهاء الحرب اليمنية التي جلبت الموت بكافة صنوفه إلى أرض اليمن، لتستمر طلقات النيران المتبادلة والأمراض في حصد المزيد من الأرواح 
 
مقال اخر الاسبوع وتم ارسالة علي النت مع تحياتي