الأقباط متحدون - وهم اسمه حرية المرأة
  • ٠٩:٠٤
  • الأحد , ١٤ يناير ٢٠١٨
English version

وهم اسمه حرية المرأة

ماجدة سيدهم

مساحة رأي

٥٦: ١٠ ص +02:00 EET

الأحد ١٤ يناير ٢٠١٨

 حرية المرأة
حرية المرأة

 بقلم – ماجدة سيدهم

ومن واقع الشارع ...وبعد كل هذا الصراع ..النتيجة صفر ..فعن أي  حريات  للمرأة نطالب ونتحدث وتعقد المؤتمرات والفاعليات والندوات  مع  انتشار ثقافة الختان  والإيمان بالخرافة وتفشي الجهل  بقوة وبين المتعلمين  (هم الأكثر  خطورة وضررا  )..ومراقبة الأخ  وتحرش الذكور وضرب الزوج  وتخويف المشايخ    ولعنة الملائكة ..أي مكاسب وأي نضال وأي حلم وأي تنفس  داخل توابيت الفكر  الديني الصدئ   والقمع  المجتمعي  المتفق عليه مسبقا .
 
أي نضال  ونحن في  القرن ال٢١  لمن هن ناقصات عقل ودين. . وآية مكاسب لبتورات الجسد والحلم ..أي  تطلع  لمن  لا تؤخذ بشهادتها في المحاكم  كاملة   ويختزل من ميراثها النصف.. وأية كرامة  لنساء يطلق على أبائهن  وأزواجهن  ولي الأمر .. وأية طموح  ولازال زواج  الطفلات بالقرى   هو محل ستر واطمئنان  للأباء  ..وأي  تضج  مع رجال يؤرقهم نجاح وتميز زوجاتهم  فيسعون لتحطيمهن  ..وأية  نهضة لمن تكفنت   في سواد العورة لتصبح كلها عورة ..كلها عيب .كلها مطمع .. 
 
هل كان الجهد والطموح وأثبات القدرة والمكانة  طيلة مسيرة  نضال طويلة  من أجل  مكاسب سياسية والفوز فقط  بكراسى برلمانية بينما  لا تمتلك القدرة للسفر خارج البلاد دون موافقة  أو الذهاب لأسرتها أو استضافتهم دون ٱذن ..بينما تجبرها الأم  قبل الأب للعودة إلى زوج اعتاد ايذاءها  خشية كلام الناس ..
 
هل من امتلكت قلما أو منبرا وكتبت ونادت وسافرت تعد  متحررة وتوصف بالشجاعة  بينما  لاتقو  على خلع  غطاء رأسها (الحجاب عادة  حسب فتوى الأزهر ) خشية  العرف السائد وردة فعل المجتمع( خاصة النساء.).بل تقف عاجزة أمام  فكر وتراث  أتقن  في إختزالها  ولخصها في كونها  جسد للمتعة فقط ..
 
 
.هل كان  وصول المرأة لمنصب ما هو امتياز جماعي  بينما  لم  تتخلص من مأسي الانتهاك بين محاكم الأسرة وحضانة الصغار  ومشكلات النفقة ..بل قد لاتستطيع الحصول على حق  الطلاق  الذي في حوزة الرجل  لتظل بلا حراك أو نمو ..  فتكتفي احيانا بالانفصال كمن يرتدي حذاء  مريحا  لكنه مقيد بالسلاسل ..
 
هل اقتصرت المكاسب على لقب مديرة أو وزيرة  أو سفيرة او حتى رئيس دولة بينما   هناك معاناة  قاسية من  نظرة  الاستغلال  في المجتمع  للأرملة والمطلقة والعازفة عن الزواج  لحتى تلاحقها  فتاوى التحريم  وأخبار سوء السمعة  
.. 
 
بكل الحزن والأسف حتى من حصلن على مناصب رفيعة لازال اغلبهن قيد أفكار الجهالة  والتخلف  وتحت نير ثقافة أن  شرف البنت  يتلخص في   بكارتها وحجابها  وعزلتها عن مخالطة الرجال ..
 
ياسادة ومن الآخر(  مع احترامي لكافة المناضلات وجميعاتهن  .).ليس هناك مكاسب تحققت ولا مطالب أخذت ولا محاولات  فلحت  ..كله محض مجهودات ومحاولات  مشتتة محكوم عليها بالفشل مسبقا  من قبل  نصل الفكر  الديني الصحراوي  المقاوم والمتجذر  والمتربص جدا للمرأة بشكل عام والذي يشكل حائلا حقيقيا أمام حرية المرأة ..
 
فكل ماتحقق من نجاح  هو مجهودات  وحالات   فردية فقط ..
.فلا أحد يحدثني عن مكاسب  تحققت .. فإن لم يأت القرار من أعلى  لن  تفعله القوانين المستمدة من النص الديني المتعارض مع  التطور  عامة وحقوق المرأة بشكل خاص
  
لن تقوم للمرأة قائمة  وهي   تتحرك  في إطار   موروثات شديدة الانتهاك الإنساني وداخل إطار  فكر سلفي  وضع المرأة في قالب جنسي كمحرك  مباشر للشهوات ...لن تتحرر النساء في بلادي دونما وقفة صارمة  وحاسمة  مع القهر  والإقصاء والتخلف  ومؤيديه   ..دونما إعمال العقل والإدراك  ونضج الرؤية   والرفض  والمواجهة  بلا خوف أو تردد ..فلن يحرر المرأة الميتة غير المرأة المدركة ..
 
تذكروا ..في بلادنا  كل الحقوق الإنسانية  والطبيعية للمرأة  مغتالة وتزداد اغتيالا متحديا  مع  اجتياح التيار السلفي ..ودمتم.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع