الأقباط متحدون - رهان على جامعة!
  • ٠٨:٢٠
  • الأحد , ١٤ يناير ٢٠١٨
English version

رهان على جامعة!

مقالات مختارة | بقلم : سليمان جودة

٣٦: ٠٧ م +02:00 EET

الأحد ١٤ يناير ٢٠١٨

سليمان جودة
سليمان جودة

 دعانى الدكتور طارق خليل، رئيس جامعة النيل الأهلية، إلى حضور افتتاح المبنى الأكاديمى للجامعة، الذى ظل أسيراً لدى مدينة زويل لسنوات!.

 
وبعودة المبنى تكون الجامعة قد ألقت وراء ظهرها أعواماً أنفقتها فى استعادته، لتبدأ منذ اليوم طريقاً إلى المستقبل تأجل لأسباب كانت خارجة عن إرادتها!.
 
وإذا قلتُ إن هذه الجامعة لا بديل عن أن تكون النموذج الذى يسعى إليه التعليم فى البلد كله، فلن أكون متجاوزاً للحقيقة فى شىء، لأن جامعة القاهرة إذا كانت هى الجامعة الأهلية الأولى التى نشأت عام ١٩٠٨، فجامعة النيل هى الأولى أيضاً من هذا النوع، فى هذا القرن، حين خرجت إلى النور فى ٢٠٠٧!.
 
وكأننا على موعد عند رأس كل مائة سنة مع جامعة أهلية نجدد بها أمر تعليمنا!.
 
ومنتهى أملى أن آخذ يد القارئ الكريم، وأن أضع بها ألف خط تحت كلمة (أهلية) فى اسم الجامعة، لعل الدولة فى أعلى مستوياتها تنتبه إلى أن هذه النوعية من التعليم هى وحدها التى قامت بها أُمم وارتفعت فى أنحاء الدنيا المعاصرة، وأنها وحدها أيضاً طوق النجاة الأكبر للتعليم المتدهور فى مدارسنا وجامعاتنا!.
 
قامت جامعة القاهرة فى بدء قرن مضى، وكان اسمها فى ذلك الوقت الجامعة الأهلية المصرية، وكان قيامها على أيدى عدد من أهل التطوع والتبرع، وكانت الأميرة فاطمة، ابنة الخديو إسماعيل، على رأسهم، ولايزال اسمها منقوشاً على مدخل المبنى الرئيسى لكلية آداب القاهرة إلى اليوم!.
 
والجامعة الأهلية مثل جامعة النيل.. هى الجامعة التى تؤدى دورها فى تخريج طلابها، دون أن يكون الربح من بين أهدافها.. فكذلك نشأت جامعة هارفارد الأمريكية، التى يأتى تصنيفها على رأس جامعات الأرض فى كل سنة، بمستوى رفيع من التعليم تقدمه لكل طالب فيها، لا تقدمه جامعة سواها!.
 
ومن سوء حظنا أن تعليمنا انحصر، ولايزال، بين تعليم حكومى يده قصيرة، وعينه بصيرة، وبين تعليم خاص يهدف إلى الربح بطبيعته.. ولا تستطيع أنت أن تلوم صاحب أى مدرسة خاصة، أو جامعة خاصة، على أن الربح من بين أهدافه، ولا حتى على أن الربح أهم أهدافه.. لا تستطيع.. لأن تعليم الناس مسؤولية الدولة، وليس مسؤوليته، ولا مسؤولية غيره!.
 
وسوف تجد نفسك حائراً فى فهم حقيقة الأسباب التى جعلت جامعة مثل النيل تترك مهمتها التعليمية المقدسة، وتتفرغ سنوات من أجل إعادة مبناها الأساسى إليها!!.. هل كان الهدف الخفى، ممن أخذوا مبناها منها، وممن سكتوا على ذلك فى الدولة وقتها، هو تعطيل أى تعليم أهلى يريد أن يكون له مكان على خريطة تعليم هذا الوطن؟!.. هذا فى تقديرى وارد جداً!.
 
وفى كل الأحوال، فإن وجود أسماء من وزن السيد عمرو موسى، والمهندس نجيب ساويرس، والدكتور عاكف المغربى، والمهندس هانى محمود، والدكتور معتز خورشيد، وغيرهم من الأسماء الكبيرة، فى مجلس أمنائها، كفيل بتحويلها من مجرد جامعة تقوم وتقاوم فى مدينة ٦ أكتوبر إلى (ثقافة) تنتشر فى المجتمع.. فهذا هو الرهان!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع