الأقباط متحدون - جاتانا- سواكن والأمن القومي التركي
  • ١٧:٠٨
  • الاثنين , ١٥ يناير ٢٠١٨
English version

جاتانا- سواكن والأمن القومي التركي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٩: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ١٥ يناير ٢٠١٨

 هزيمة الجيش الروسي_أرشيفية
هزيمة الجيش الروسي_أرشيفية
د. مينا ملاك عازر
 

 اليوم تحل ذكرى هزيمة الجيش الروسي على أيدي الجيش العثماني التركي في موقعة جاتانا برومانيا، وهي الموقعة التي تسببت في بقاء الاحتلال العثماني للأراضي الرومانية، تقترب هذه الذكرى مع استعادة الخليفة أردوغان جزيرة سواكن من السودان بعقد إدارة لتكون قاعدة عسكرية ولتكون شاطئ سياحي وقاعدة لانطلاق الحجيج للسعودية، وفي الحالتين الأولى والأخيرة لا غضاضة وإن كانت في حالة السياحة ستنافس مصر لكن لا مانع من المنافسة.

 

أما وستستحيل لقاعدة عسكرية هذا يعني ما يلي:
أن توضع السعودية بين شقي رحة لقاعدتين عسكريتين تركيتين إحداهما برية في قطر والأخرى بحرية في سواكن السودانية السيادة والتركية الإدارة، والنتيجة الثانية أن تصبح مصر من كل الجهات محاصرة، فبعد أن كانت الحدود الشرقية الجنوبية هي الأمان في حدودنا، بعد أن تحولت ليبيا مورد خطر للإرهاب، فاستحالت الحدود الغربية لمرتع للإرهابيين، ومكان للقاء عسكري عاصف بين الجيش والشرطة من جهة والإرهابيين من جهة أخرى، خاصةً مع التوغل الإرهابي الداعشي والقاعدي في ليبيا، ومع وضعنا في الاعتبار أن الحدود الشرقية تقطنها حماس ذات التاريخ الأسود معنا باقتحام معلن للحدود في 2006 ثم اقتحام غير معلن للحدود ذاتها في عام 2011 نجم عنه فتح للسجون وتهريب الإرهابيين الإخوان، وعملاء حزب الله وغيرهم عبر السودان، وبمناسبة الأخيرة لا يفوتنا أن الحدود الجنوبية هي الأخرى منبع للتهديد المباشر على مصر بتهريبها السلاح للجماعات الإرهابية في مصر وليبيا لتهديد مصر، كما أنها مخرج لكل هارب من مصر لقطر ولتركيا وغيرها، ما يعني أن مصر الآن بقاعدة سواكن هذه أصبحت محاصرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى كما أن أصبح أكبر عدو لمصر وأهم وأخطر خصم لنا سياسياً ومعادي لنا جهراً، ومقاطع لنا سياسياً، ومأوى للإرهاب، وناقل للإرهاب عبر البحر المتوسط أصبح الآن على حدودنا البحرية الشرقية في سواكن، أعني تركيا التي صرح  رئيسها أن هاربي داعش من العراق وسوريا هربوا لمصر، وكأنه هو من هربهم بنفسه بسفنه التي أمسكت في اليونان تهرب المتفجرات والسلاح لليبيين كنموذج، وهي بالمناسبة ليست المرة الأولى التي تفعل فيها تركيا الإرهابية ذلكوالتي لا تسطيع السعودية مقاطعتها.
 
هكذا باتت الأمور واضحة بشكل قاطع،فالعداء يناصب لمصر وتحاك المؤامرات لها من كل جهة، في الوقت الذي نحن منشغلينفيه بمصرية حلايب وشلاتينوالسودان تسحب سفيرها وتناور بإعلان الحرب ثم تعود عنه ببيان من خارجيتها، وتبقى الأمور هكذا في مصر مكروهة من السودان حين باعتها لإثيوبيا، ومكروها من تركيا حين حاصرتها سياسياً وقت فض اعتصام رابعة، والإطاحة بمرسي عميلهم، ومحاصرة من جماعات إرهابية في ليبيا وغزة، ومحاصرة من السعودية التي تطمع في كسر أنفنا بالاستيلاء على أرضنا بغير حق منها، وإلا قطعت عنا النفط، فليذهب الكل للجحيم وتبقى مصر أبية أمام كل مؤامراتهم.
 
المختصر المفيد الله فوق كل معتدي.