الأقباط متحدون - تحية للزعيم في يوم مولده
  • ١٩:٠٢
  • الاثنين , ١٥ يناير ٢٠١٨
English version

تحية للزعيم في يوم مولده

جاكلين جرجس

مساحة رأي

٤٠: ٠٤ م +02:00 EET

الاثنين ١٥ يناير ٢٠١٨

عبد الناصر
عبد الناصر

ݘاكلين جرجس

فى مصر وطننا العريق تتنوع الأعراق و الجنسيات و المذاهب ، و إن كان هناك اختلاف فبالقطع ليس دليلاً على وجود خلاف بين أبناء الوطن الواحد بل هو برهاناً ساطعاً على مدى نجاح التعايش المشترك بين جميع الطوائف والاديان وإنصهار أفراد الشعب فى مجتمع عام  لصالح رفعة وبناء بلادهم .
ولا شك في أن كل رسائل الأديان بكل ما تحمل من دعم للقيم السامية تدعو للمحبة و السلام و تفعيل إطارات ومفاهيم " المواطنة الكاملة "  التى يحرص على تفعيلها الرئيس " السيسي " عبر معظم خطاباته وبإلحاح وصل به الأمر أن يقول أنه يُشهد السماء على رجال الدين أنه أوصاهم وما فعلوا المطلوب للأسف!!

و في زمن قياسي كان إنشاء المرحلة الأولى لكاتدرائية العاصمة الجديدة ( ميلاد المسيح ) وفق ما تعهد به الرئيس من حيث الضخامة و جمال الطراز ، ضارباً بكل أفكار كارهى الحياة و مثيري الفتن والمؤامرات عرض الحائط مُؤكداً على  تلاحم قوى الشعب المصري في مواجهة قوى الشر كما يصفهم دائماً  .

و يأتي قرار الرئيس امتداداً لحالة تفهم وطني من قبل زعماء الوطن عبر التاريخ لدور المؤسسات الدينية في حياتنا وأهمية التعامل مع رموزها دونما تمييز والاستجابة لمتطلبات استمرارهم في تقديم دورهم الروحي والإنساني من أجل دعم القيم الإيجابية لدى المواطن المصري ..

لن ينسى المواطن المصري كلمة الرئيس عبد الناصر عند وضعه حجر الأساس لبناء كاتدرائية العباسية وتبرعه بمبلغ داعم للإنشاء ، نتذكرها ونحن نحتفل بمرور قرن من الزمان على ميلاده .. قال الزعيم " هذه الثورة قامت أصلًا على المحبة وعلى الخير، ولم تقم أبدًا بأي حال من الأحوال على الكراهية أو على التعصب. هذه الثورة قامت من أجل مصر ومن أجل العرب جميعًا. هذه الثورة قامت وهي تدعو للمساواة ولتكافؤ الفرص والمحبة، وتكافؤ الفرص من أول المبادئ التي نادت بها الأديان السماوية؛ لأننا بها نستطيع أن نبني المجتمع الصحيح الذي نريده والذي نادت به كل الأديان ".

وعليه ، لم يكن مستغرباً أن يؤكد من جديد الرئيس السيسي على مثل تلك المعاني .. قال في أول زيارة له للكاتدرائية .

" ....التنوع ربنا خلقه، علشان نحترم هذا والاختلاف إرادة إلهية ومحاولة تغييرها غير فاهم، ..والسنة القادمة سنحتفل بإنشاء صرح عظيم يعكس احترامنا لبعضنا البعض وديانات بعضنا البعض واختيارات بعضنا لبعض، وهنقدمها ونعيشها، وكل سنة وأنتم طيبين، وانتهز تلك الفرصة وأقول يارب أنا هنا في بيت من بيوت الله احفظ مصر وأمن مصر ويارب الاستقرار لمصر وبلادنا ويارب اغنينا بفضلك عن من سواك ".

ولعلنا لن ننسى الحكاية المشهورة التي دارت أحداثها في بيت الزعيم عبد الناصر ، عند زيارة قداسة البابا كيرلس السادس لمنزله عندما جاء إليه أولاده، وكل منهم يحمل حصالته و وقفوا أمامه فقال الرئيس لقداسته: "أنا علمت أولادي وفهمتهم إن اللي يتبرع لكنيسة زي اللي يتبرع لجامع، والأولاد لما عرفوا إنك بتبني كاتدرائية صمموا علي المساهمة فيها، وقالوا هنحوش قرشين، ولما ييجي البابا كيرلس هنقدمهم له، وأرجو لا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه علي حجره و وضع أولاد عبد الناصر تبرعاتهم ثم لفها وشكرهم وباركهم في مشهد وطني إنساني تربوي رائع ..

وعليه فقد كان قرار عبد الناصر ببناء الكاتدرائية و حضور حفل وضع الأساس قراراً داعماً لإرساء مبادئ الوحدة الوطنية والإخاء والمساواة وتكافؤ الفرص بين كافة طوائف المجتمع دون تفرقة أو تمييز بين أبناء الوطن الواحد ..

وقد استعير عنوان كتاب الكاتب الكبير " أحمد بهاء الدين : أنها " أيام لها تاريخ " .. أيام ما أروعها ..