الأقباط متحدون - انتزاع النفس من الواقع المرير
  • ٠٣:٢٢
  • الثلاثاء , ١٦ يناير ٢٠١٨
English version

انتزاع النفس من الواقع المرير

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٠: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٦ يناير ٢٠١٨

السيدات وزراء في التعديل الوزاري
السيدات وزراء في التعديل الوزاري

كتب - د.مينا ملاك عازر

قد تكون حضرتك بانتظار تعليق على الإنجاز الأنثوي الذي حققته الحكومة بوجود ست ستات في الوزارة، وهذا إنجاز حكومي تستحقه الحكومة، وتستحق الإشادة به، ويمكنك انتظار الإشادة بالرقابة الإدارية التي ضبطت في أقل من أسبوعين من بداية العام اثنى عشر قضية فساد، لعله رقم قياسي يمكننا تسجيله في موسوعات الأرقام القياسية، ولعل الرقابة الإدارية أراد الله لها أن تتوج مجهودها القياسي عن كشف الفساد بقضية محافظ المنوفية المتهم والبريء إلى أن تثبت إدانته، لكي يثبت لكل من يتشكك في منسوب الفساد أنه تجاوز الركب، ليتأكد من أنه وصل للرأس، نعم رأس المحافظة، وسلم لي على التنمية الإدارية والمحليات والأخيرة لها باع كبير في الفساد، نعم حضرتك تستحق مني تعليق على هذا خاصةً وإن كنت مهتم بهذه القضايا، ولكني أفضل القفز من فوق ذلك الواقع المرير لنحتفل بذكرى عزيزة وأخرى مريرة، ولننسى تلك التعديلات، وتلك الضربات للفساد، ولنذكر ما يلي:

ففي مثل هذا اليوم من أكثر من ست وخمسين عاماً تم تشكيل أول حكومة في تاريخ الكويت الحديث ولعله والقديم كمان، ثم وفي نفس هذا اليوم ويا للعجب بدأت عملية عاصفة الصحراء التي شنتها قوات التحالف العالمي لتحرير الكويت نفسه من براثن صدام، وكانت بداية العملية بعد ما يقرب من ثلاثين عاماً من تشكيل حكومة الكويت وبين سنة تشكيل الحكومة وسنة تحرير الكويت، جرى في نهر العالم دم كثير بسبب حرب الخليج الأولى وبسبب حرب الخليج الثانية، جرى دم جديد وبقى الدم يتجدد جريانه بسبب العراق، ومن العراق وبالعراق وللآن تتسبب العمليات الإرهابية في جريان المزيد من الدماء ويبقى الجسد العالمي يئن.

ومنذ السبع سنوات تشكلت أول حكومة في تونس بعد هروب زين العابدين بن علي للملكة العربية السعودية، وذلك التشكيل للحكومة كان برئاسة مؤقتة لرئيس البرلمان التونسي، ولذا سارت تونس في مناخ ديمقراطي لم يشوبه تدخلات عالمية، ولا قوى عسكرية، ولا آراء ولا فتي مستشارين قانونيين لبسوا البلاد في الحوائط، ووصلت تونس لما هي عليه الآن الأقرب للمشهد الديمقراطي السليم في كل بلدان ما عُرِف بالربيع العربي.

على كل حال، نحن بصدد حالتين من تشكيل الحكومات وأخرى اندلاع حرب لتحرير أرض بل دولة من بين مخالب وحش يدعى صدام حاول أن يكون طاغية ليس فقط على شعبه ولكن أيضاً على جيرانه، فاستبد وابتزهم لحمايتهم فوجدوا أنفسهم في النهاية بحاجة لمن يحميهم منه، وفي كل الأحوال من تشكيل الحكومات للفساد الحكومي واستبداده شعرة، وسنوات طويلة أو قصيرة لكن الأساس في ذلك كله شعب يحترم القانون، ويقدر الدستور، فبقت تونس تكافح للديمقراطية للآن وبقت الكويت أكثر البلدان احتراماً لدستورها وقانونها، بالمناسبة الدستور الكويتي وضعه قانونيين مصريين كانوا قد وضعوا دستور لمصر أصبح الآن في طي النسيان لمصر ولكنه في الكويت أصبح على الرؤوس، المشكلة إذن ليست في من وضع الدستور ولا في الدستور، لكن في من يطبقه ويحترمه ليصبح حاكم عادل يحترم القانون والدستور.

المختصر المفيد أي ربط بين الواقع والذكريات، فهو أغرب من الخيال، وليس للكاتب ذنب فيه.

الكلمات المتعلقة