الأقباط متحدون | شعار الإخوان الجديد "مغالبة لا مشاركة"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٥٥ | الجمعة ٦ مايو ٢٠١١ | ٢٨ برمودة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٨٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شعار الإخوان الجديد "مغالبة لا مشاركة"

الجمعة ٦ مايو ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
جماعة الإخوان المسلمين أكثر التنظيمات والقوى الموجودة على الساحة المصرية تنظيمًا وقوة، ويُخطىء من يهوِّن من قوة الإخوان المسلمين في "مصر". فجماعة الإخوان لو أردت الحصول على 90% من مقاعد أي انتخابات نيابية أو نقابية ستحصل عليها؛ نظرًا للشعبية الجارفة التي تتمتَّع بها الجماعة في الشارع المصري لسببين هامين من وجهة نظري؛ الأول هو استخدام الشعارات الدينية التي لها مفعول السحر في التأثير على المواطنين العاديين، والثاني هو التنظيم الدقيق للجماعة والخدمات الاجتماعية التي تؤدِّيها الجماعة منذ عشرات السنين، وخاصةً خلال فترة حكم الرئيس السابق "مبارك"، والتي غابت فيها الدولة عن تقديم هذه الخدمات.

ويجب ألا نقيس شعبية الجماعة في الشارع المصري بعدد الأصوات التي حصلوا عليها في انتخابات الاتحادات الطلابية بمختلف الجامعات المصرية، فهذه سياسة ومقصودة أن تحصل الجماعة على عدد بسيط من المقاعد خوفًا من رد فعل بعض القوى والأحزاب، والتي وعدتهم الجماعة بألا تحصل على الأغلبية في أي انتخابات ستخوضها. كما أن الجماعة لم تعد مثل الماضي تنظر إلى الاتحادات الطلابية والنقابات، وإنما أصبحت تطلعاتها أكبر من ذلك بكثير، فالوصول إلى الحكم أصبح المطلب الرئيسي الذي ستحارب الجماعة في الوصول إليه حتى إن قالت غير ذلك.
وبالفعل محير أمر جماعة الإخوان المسلمين التي لم تعد محظورة، والتي أصبحت أكثر فئات المجتمع استفادة من ثورة 25 يناير، فسمحت الثورة لها بالحصول على الشرعية بعد الجلسة القصيرة التي عُقدت مع اللواء "عمر سليمان"- نائب رئيس الجمهورية الأسبق- خلال الحوار الوطني في الفترة التي سبقت الإطاحة بالرئيس "مبارك"، ثم السماح لها بإنشاء حزب سياسي سيكون مدخلها إلى الوصول إلى الحكم، أو على الأقل الحصول على الأغلبية..

فبعد الثورة بأيام أعلنت الجماعة على لسان عدد كبير من قيادات الجماعة أن الجماعة لا تهدف للوصول إلى الحكم في "مصر" ولن يكون لها مرشح لرئاسة الجمهورية، ثم خرج بعد ذلك بعض قيادات الجماعة ليؤكِّدوا أن هذا الأمر محل دراسة ولم تتخذ الجماعة قرارًا نهائيًا به!

كما تراجعت الجماعة عن قرارها حول نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشعب، فبعد أن أعلنت أن نسبة المشاركة ستكون حوالي 30%، زادت هذه النسبة بعد حوالي شهر إلى 40%، ثم وصلت نسبة المشاركة إلى 50%. وطبقًا لهذه الزيادات من الممكن أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 70% وهي التي تسمح لها بحكم "مصر"، وهو المطلب الرئيسي للجماعة حتى إن قالت غير ذلك. فشعار مشاركة لا مغالبة بدأ يتراجع، وتحوَّل إلى مغالبة لا مشاركة.. فلن تفوِّت الجماعة هذه الفرصة في الوصول إلى الحكم وإقامة الإمارة الإسلامية التي ستكون "مصر" مقرًا لها، خاصةً وأن عددًا كبيرًا من البلدان العربية تشهد تغيرات مشابهة لـ"مصر"، والنموذج الجاهز لتولي السلطة في كل هذه البلاد هو النموذج الإسلامي.

فجماعة الإخوان زدات من عدم ثقة باقي التيارات والأحزاب السياسية بها.. جماعة الإخوان المسلمين تعشق المرواغة، على الرغم من هذا لا يتفق مع الشعارات الدينية التي ترفعها، فكان لابد أن تكون الجماعة أكثر وضوحًا وصراحة من ذلك، طالما إنها تقول على نفسها إنها جماعة دينية!! فالدين الإسلامي مع الوضوح لا مع التلاعب والمرواغة.

كل هذا مؤشر قوي على أن جماعة الإخوان عازمة على تنفيذ هدفها الأساسي في إقامة دولة إسلامية ولا رجعة في ذلك، مما يحتِّم على جميع الأحزاب المدنية التعاون والتجمع والتحالف حتى تستطيع أن تنافس تلك الجماعة التي تحظى بغالبية كبيرة في الشارع المصري، وحتى لا تصبح مصر "إيران جديدة" أو "أفغانستان جديدة"، فيجب أن يكون مكان الدين هو داخل المسجد والكنيسة، أما السياسة فيجب أن تكون بعيدة عن الأديان حتى نستطيع أن نختلف في الآراء والأفكار دون أن نُتهم بالكفر، ولن يأتي ذلك إلا بتحالف الأحزاب والقوى والمدنية.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :